>> اليوم يمر 58 عاماً على هزيمة 5 يونيو 1967 التى أطلق عليها «النكسة» وأدت إلى احتلال سيناء والجولان والضفة وغزة والقدس.. كما سبق قبلها وأطلقوا وصف «النكبة» على الهزيمة التى أضاعت فلسطين وأسفرت عن اقامة دولة إسرائيل فى 15 مايو 1948.. علينا دائماً دراسة الأسباب التى أدت إلى هزيمة العرب.. والتأكد من أن النصر لا يتحقق إلا بالاعداد الجيد واتحاد الكلمة ونبذ الخلافات والعمل المشترك ودعم الشعب الفلسطينى وتشجيع المقاومة والصمود حتى اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
لم يمح عار هزيمتى «النكبة والنكسة» إلا الانتصار الذى حققه الجيش المصرى فى السادس من أكتوبر عام 1973.. عندما عبر «خير أجناد الأرض» القناة وحطموا خط بارليف واستعادوا سيناء كاملة وإن ظلت الجولان وغزة والضفة والقدس اسيرة للكيان الصهيوني!!
جاء انتصار العاشر من رمضان بتأييد من الله لجيش وشعب مصر.. ووقوف الدول العربية دون استثناء مع مصر وسوريا فى مشهد من التضامن لم يتكرر منذ هذا التاريخ ولم ينسه العالم الذى عرف أن العرب إذا اتحدوا فإنهم قادرون على قهر المستحيل ورد الصاع صاعين لاعدائهم واستعادة كرامتهم، كما فعلوا وألحقوا الهزيمة الوحيدة بإسرائيل.. ومن يومها عملوا للعرب ألف حساب فتكاتف أعداء الأمة وتحالفوا لشق الصف وبث الفُرقة بين أبناء العرب واشعال الخلاف بين قادتهم وتفتيت دولهم.. وللأسف بايدينا اعطيناهم الفرصة لتحقيق هدفهم فنجحوا.. وبدأت الصراعات والحروب الأهلية والانشقاقات المستمرة منذ اكثر من 35 عاماً.. فبماذا يمكن أن نصف الوضع العربى الراهن؟!
تعلمت إسرائيل الدرس بعد 1973 وبدأت بالتعاون مع حلفائها فى الغرب فى اتباع سياسة فرق تسد بين الأشقاء العرب.. وكانت البداية بالحرب الأهلية فى لبنان عام 1975.. ثم جاء الشرخ العربى الكبير الذى وقع نتيجة لغزو العراق للكويت عام 1990 مما فتح الباب للصراعات الثنائية والحروب الأهلية التى سادت بين معظم الدول.. حتى وصلنا لما نحن فيه من نزاعات فى ليبيا والسودان واليمن.. وقبلها فى سوريا والعراق والصومال ومورتيانيا.. وحتى الخليج لم يسلم من التدخلات والوقيعة بين أبناء مجلس التعاون!!
قد يكون من المقبول اختلاف وجهات النظر.. وتباين التوجهات بين الدول العربية فى الظروف الطبيعية.. ولكن عندما تتعرض الأمة للخطر الذى يهدد وجودها.. أو يتعرض الشعب الفلسطينى للابادة الجماعية ويتم قتل وتشريد أهالى غزة بشكل يومى.. فلا مجال لاختلاف الآراء والبحث عن مبررات ولابد من موقف موحد حاسم وقوى يجبر إسرائيل على وقف العدوان ويعنى رسالة للعالم أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم!!.. الغريب.. أنه من مظاهر «الوكسة» استدعاء البعض لقوى خارجية لضرب دولة عربية شقيقة.. أو مخاطبة منظمات دولية لاتخاذ مواقف ضدها.. مما يجلب الخسارة للجميع لصالح أعداء الأمة!!
كانت «النكبة» ومن بعدها «النكسة» ضربتين للعرب.. ولكن اتحادهم كان كفيلا بالثأر وحفظ الكرامة والنصر على الأعداء لأنهم لم ينكسروا.. اما الخلافات والانشقاقات فتزرع الفتن والحقد والغل.. وتؤلب الشعوب على بعضهم.. وهذا أخطر ما فى الصراعات والحروب الأهلية العربية.. أن يخسر العربى شقيقه العربى ويسعى لقتله وتدمير بلده ولا يتمنى الخير لاشقائه.. وهو ما يخصم من رصيدهم جميعاً.
لماذا نفقد الثروة الحيوانية؟!
>> غداً عيد الأضحى كل عام ومصر وأهلها بألف خير.. وتحاول كل أسرة تدبير أى مبلغ من المال لشراء ولو كيلو واحد من لحم الضأن طالما أن الغالبية لن تتمكن من التضحية وذبح خروف أو ماعز!!
لا يمكن أن يظل نصيب المواطن من اللحوم الحمراء ضمن المستويات الأدنى عالميا حيث لا يزيد متوسط استهلاك الفرد عن 7.9 كيلو جرام من اللحوم فى العام بينما النسبة العالمية 16 كيلو جراماً أى الضعف وفقا لبيانات عام 2023؟!
أدى ضعف القوة الشرائية نتيجة لغلاء الأسعار. وجشع بعض التجار إلى تناقص أعداد القادرين على شراء اللحوم إلى جانب انخفاض اعداد الماشية وارتفاع أسعار الأدوية البيطرية والأمصال واللقاحات الخاصة بتربية الأغنام والأبقار والجاموس.. كما يعانى مربو الماشية من زيادة تكلفة النقل وقلة المجازر الحديثة وعدم وجود ثلاجات للتخزين وارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة وتراجع زراعة البرسيم والذرة وكل ذلك وراء غلاء أسعار اللحوم وعدم قدرة الأسرة على شرائها!!
مصر كانت فى عام 2008 قد حققت نسبة عالية من الاكتفاء الذاتى من اللحوم الحمراء بلغت 88.8 ٪ وفقا لبيانات الجهاز المركزى للاحصاء.. هذه النسبة تناقصت إلى 69.4 ٪ عام 2023 وبعد أن كنا نتملك 20 مليون رأس ماشية عام 2014 انخفضت الاعداد إلى 8 ملايين رأس عام 2022.
وتأمل استراتيجية مصر 2030 أن تصل إلى 93 ٪ من الاكتفاء الذاتى.. ولم يتبق سوى أقل من 5 سنوات ووصلت الآن لأقل من 60 ٪ والباقى يتم استيراده.. بينما تتزايد أعداد السكان.. لذلك لأبد من حلول عاجلة.