هناك درس كبير مما حدث فى 5 يونيو 1967، يجسد عظمة الأمة المصرية، وإصرارها على الخلود مهما حدث من انكسار، هذا الدرس عنوانه إن ما حدث لن يتكرر مرة أخرى فقد كان نتيجة «غفوة قومية» غابت فيها اليقظة، والحسابات وتقديرات المواقف والابتعاد عن الموضوعية والتركيزز والإدراك وأنه يجب إسناد المهام الكبرى لأهل الكفاءة وليس الثقة، وأنه لا مجاملات فيما يتعلق بالأمور المصيرية، وكذلك حتمية بعد النظر والحكمة، واستشراف المستقبل بعيداً عن التهور والاندفاع، وأن قوة الداخل هى الأساس الذى تنطلق منه الأمة إلى آفاق النصر والدور والثقل الإقليمى والدولى، وعبور التحديات والتهديدات.
رغم قسوة ما حدث وجرى فى 5 يونيو 1967 إلا أنه كان طريق الأمة إلى الاستفاقة، والعودة إلى الطريق الصحيح والقدرة على أن تسطر الأمجاد والانتصارات هى المنطقة التى انطلقت منها عملية تصحيح المسار لهذا الوطن، ورغم هول الصدمة إلا أنها كانت فرصة لاكتشاف نقاط الضعف والعيوب ووضع العلاج واتباع طريق العلم والتطور، والقوة والقدرة والإرادة لذلك فإن ٥ يونيو كان درساً قاسياً إلا أنه عنوان مهم على قدرة الأمة المصرية على تحويل الانكسار إلى أعظم انتصار، فقد انتفضت الأمة المصرية، ووضعت عنواناً سيظل خالداً، إن ما أخذ بالقوة لن يسترد إلا بالقوة، لذلك جاءت ملاحم الجيش المصرى العظيم فى حرب الاستنزاف وسطر بطولات، وكسر حاجز الخوف واستعادة الثقة، واسترد المقاتل المصرى ثقته فى نفسه وسلاحه، وقياداته، وامتلك الإرادة لهزيمة المستحيل، وعبور العقبات لذلك تعتبر حرب الاستنزاف تجسيداً حقيقياً لإرادة النصر المصرية، وحققت مكاسب كثيرة فى كسر غطرسة العدو، وكذلك عظمة القدرة المصرية التى اخترقت حواجز المستحيل، واخترقت أعماق العدو وكبدته خسائر فادحة ومنحت صانع القرار المصرى حجماً هائلاً من المعلومات عن العدو، وانعكست العمليات والانتصارات المصرية فى عمق العدو على ثقة المقاتل، وكانت بروفة عظيمة لتحقيق نصر أكتوبر العظيم فخر العسكرية المصرية.
وكما كان ومازال درس الخامس من يونيو 1967، والنتيجة الاستراتيجية أن ما حدث لن يتكرر فإن ثمار ونتائج ملحمة العبور فى أكتوبر 1973 أكدت أن الجيش المصرى إذا كان عملها مرة فهو قادر أن يفعلها كل مرة، وما بين عدم التكرار للانكسار، فإن القدرة على تكرار نصر أكتوبر، ترتكز على الثقة، والإرادة فى حتمية امتلاك القوة والردع والعمل المتواصل لبناء هذه القوة إدراكاً استراتيجياً ووجودياً على أن الأمن القومى المصرى فى حالة استهداف دائم وهو ما يستلزم تنامى القوة والقدرة وبناء منظومة الردع المصرية ما حدث فى 5 يونيو 1967 وما تحقق من نصر اسطورى فى أكتوبر 1973 يجسد صلابة الإرادة المصرية، والقدرة على التحدى، واسترداد مصر ليقظتها الاستراتيجية، حتى استردت الأرض، وصنعت سلام الأقوياء، الذى أجبر العدو إلى الجنوح الإجبارى إلى السلام وتجنب المواجهة الخاسرة مع مصر.
بدون مجاملة، وهى شهادة حق أمام المولى عز وجل، وأقولها بكل قناعة وواقع نعيشه على الأرض، نلمسه بأيدينا ونجنى ثماره فى شموخ وأمن واستقرار، وحماية واطمئنان على الحفاظ على أمننا القومى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يجسد قوة وذروة اليقظة الاستراتيجية المصرية بعد أن أدرك واستشعر الخطر على الدولة المصرية ووجودها وأرضها، وأنها هدف قادم، بل الهدف الرئيسى والجائزة الكبرى.
الرئيس السيسى بفضل من الله، وما منحه الله من حكمة ورؤية وبصيرة وبما لديه من وطنية متجذرة وشرف يمثل عقيدة، وانتماء عميق لهذه الأرض الطيبة قاد أكبر عملية إحياء وإعادة بعث للدولة المصرية القوية القادرة الجاهزة دائماً لمواجهة أخطر التحديات والتهديدات التى لا تخضع ولا تنكسر،
الرئيس السيسى هو العنوان العظيم لليقظة الاستراتيجية للأمة المصرية، واستعادة المشروع الوطنى لتحقيق التقدم، والقوة والقدرة بما يجعل مصر القوة الإقليمية العظمى، وصاحبة المكانة والتأثير الدولى، والدور الفاعل، والقدرة على التواصل مع العالم بندية، فما يدور من حولنا من نيران مشتعلة فى كافة الاتجاهات ومخططات تسعى لابتلاع الأوطان والأرض والحقوق المشروعة تقف مصر عصية صلبة واثقة فى قدراتها يخشاها ويهابها الجميع، تقول وتفعل وتعلن وتجاهر بمواقفها دون مواربة تتحرك بأوراقها المؤثرة فى اتجاه مصالحها ولا تلتفت لكل من يدير لها ظهره فهى فى غنى عن هؤلاء، وقادرة على دحر كل ما يحاك لها، لكن السؤال المهم حتى لا يكون كلامنا مجرد عبارات إنشائية كيف يجسد الرئيس السيسى اليقظة الاستراتيجية المصرية الشاملة على مختلف الأصعدة فى جميع المجالات والقطاعات وكيف نجح فى تأمين الدولة المصرية من آتون الأطماع والمخططات ومؤامرات الإسقاط والإضعاف وسأطرح ثلاثة محاور مهمة تعكس عبقرية وإرادة ورؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى كالتالى:
أولاً: قاد أكبر عملية بناء وتنمية بمثابة ملحمة وطنية بعد أن انتشل الدولة المصرية من الضياع، وأنقذها من السقوط وقضى على الإرهاب وفى ذات التوقيت انطلقت كتائب الإصلاح والبناء والتنمية والتعمير والتطوير بلا هوادة تسابق الزمن وفق رؤية لإعادة القوة والقدرة الشاملة والمؤثرة للدولة المصرية حتى تقف على أرض صلبة فى مواجهة التحديات والتهديدات والضغوط والابتزاز ومن يتأمل حالة الدولة المصرية قبل الرئيس السيسى وفى عهده على مدار 11 عاماً يجد فارقاً بين السماء والأرض، فهو حول الأزمات والمشاكل المتراكمة إلى انجازات ونهضة غير مسبوقة تراها فى جميع القطاعات وعلى الصعيد الدولى، فما حدث فى 11 عاما من تطوير وملحمة وانجازات كان يستغرق 50 عاماً، لكن لأنها تجربة ملهمة سابقت الزمن من أجل إعادة قوة وقدرة الدولة المصرية سريعاً لمواجهة التحديات، وتلبية آمال وتطلعات واحتياجات المصريين.
ثانياً: كان ومازال قرار الرئيس السيسى بتحديث وتطوير الجيش المصرى العظيم وتزويده بأحدث منظومات التسليح، وقد صنع الفارق فى الثقة المطلقة فى القدرة على حماية الأمن القومى والتصدى للمخططات والأوهام، ورفض الضغوط والإملاءات والحفاظ على استقلال القرار الوطنى. ثالثاً: لم يكتف الرئيس السيسى بتطهير سيناء من الإرهاب ولكن تبنى أكبر عملية تنمية وتعمير فى سيناء لتشهد ما لم يتحقق على مدار تاريخها، لأنها تمثل قضية أمن قومى مصرى وما يستهدفها من أطماع ومخططات وباتت أمنة ومؤمنة محصنة بقوة وقدرة وردع الجيش المصرى العظيم