لا أعرف ما سبب هذه الدهشة الهائلة من الموقف الأمريكي بالنسبة لانضمام فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة وهو الموقف الذي تمثل في استخدام «الفيتو» وبالتالي قضى على كل الآمال والأحلام التي راودت خيال الفلسطينيين وغير الفلسطينيين..!
السؤال: وهل كان هناك من يتوقع أن تتصرف أمريكا تصرفا مغايرا؟!
الجواب.. بكل المقاييس لا وألف لا حيث إن جميع أفعالها الجسام أو غير الجسام كلها منصبة في بوتقة المصلحة الإسرائيلية وليذهب الفلسطينيون إلى الجحيم.
والأمثلة عديدة ومتنوعة وعلى رأسها أو من بينها غزو العراق والإطاحة بصدام حسين والذي امتلك جيشا يفوق في قدراته هذا الجيش الذي وصف زورا وبهتانا بالجيش الذي لا يقهر فما كان من الأسياد الكبار للإسرائيليين إلا أن قاموا بتدمير هذا الجيش وتفكيكه وتسريح قياداته وأفراده وجنوده إلى درجة أن بعضهم اضطر للوقوف في الشارع لبيع الأوسمة والأنواط التي حصل عليها أثناء خدمته العسكرية.
وطبعا.. الكل يعرف أن العراق الآن بلا جيش وطني يحمي إرادة شعبه حيث إن الخيوط ما زالت في يد الأمريكان المحتلين.
>>>
أيضا..عندما أطلقوا دعوة أو مصطلح «الفوضى الخلاقة» تعامل الكثيرون مع هذه الدعوة على أنها نوع من أنواع تضخيم الأشياء بغير حق بينما الواقع أكد عكس ذلك..!
ونحن إذا أمعنا التأمل قليلا لأدركنا أو تذكرنا أو اعترفنا بالواقع الأليم الذي آل إليه مصير كل من ليبيا وسوريا والصومال والسودان واليمن والتي غرقت أو ما زالت تغرق في حروب أهلية وتعيش في قلاقل واضطرابات لا تنتهي وطبعا كله من أجل مصالح إسرائيل التي تؤمن أمريكا بأن وجودها في منطقة الشرق الأوسط أفيد كثيرا لها وبالتالي يجب تفتيته أو إضعاف جيرانها لكي تصبح وحدها الشمعة المضيئة التي لا تنطفئ أبدا..!
وللعلم.. مصطلح «الفوضى الخلاقة» إنما هو من صنع علماء سياسة واجتماع يهود جلسوا واجتمعوا وتناقشوا ليعلنوا في النهاية عن تشكيل شرق أوسط جديد.
>>>
من هنا أعود لأكرر أن أمريكا لن تتوانى أبدا عن استخدام الفيتو في أي مجال يستهدف القضية الفلسطينية أو حتى ما يخص كل شيء عربي..!
هذه سياسة قد توصف بأنها سياسة حب البقاء أو فرض الهيمنة والسيطرة على الآخرين أو على أتباع ينساقون انسياقا تحكمه تلك المصالح الذاتية البحتة التي تجمع بين أمريكا وإسرائيل.
>>>
في النهايه تبقى كلمة:
ما يؤسف له حقا أن أمريكا تعلم جيدا أن سياستها إزاء الإسرائيليين والفلسطينيين ستؤدي إلى اندلاع نيران الإرهاب ورغم ذلك ليس لديها أية نوايا لتغيير سياستها حاليا أو مستقبلا.
السادة الأمريكان يؤمنون فيما بينهم سواء كانوا ديمقراطيين أو جمهوريين بأن التاريخ يستحيل أن يكون معهم حتى النهاية ورغم ذلك فهم يبدون وكأنهم يعيشون اليوم فقط وعندما يحل الغد يصبح الكلام كلاما.. لكن في جميع الأحوال تبقى إسرائيل عندهم فوق كل الرؤوس.
وسبحان الله العظيم الذي لا يرضى أبدا بظلم الإنسان لأخيه الإنسان والذي قال:« ألا لعنة الله على الظالمين».
و..و..إن غدا لناظره قريب ليس في ذلك شك أو أخذ ورد من أي نوع أو لون..!
>>>
و..و..شكرا