الاحتراف فى الملاعب الاوربية حلم يراود الجميع فى مصر ولكن للاسف الشديد ليس لدينا سوى عدد محدود للغاية فى الملاعب الاوربية مقابل اعداد كبيرة للدول الافريقية وأيضا دول شمال افريقيا التى تتفوق علينا بكثير فى سوق تصدير اللاعبين للخارج.
وهل يعقل ان مصر اقدم دولة افريقية مارست كرة القدم ليس لديها سوى 4 محترفين فى الدوريات الخمس الكبري؟! .
الجمهورية فتحت الملف لتسليط الضوء على الازمة وطرحت السؤال «لماذا يندر اللاعب المصرى فى الاحتراف؟ على خبراء ونجوم اللعبة من خلال التحقيق التالى:
ارجع مجدى عبدالغنى رئيس جمعية اللاعبين المحترفين وأول لاعب مصرى يحترف فى البرتغال عام 1988 أزمة ندرة المحترفين فى اوربا الى عدة اسباب ابرزها حصول اللاعب على مقابل مادى كبير من الاندية فى مصر.. «طالما اللاعب بياخد ملايين فى مصر ايه اللى يخليه يتغرب ويعانى فى الخارج !!» .
أضاف : الاندية فى مصر تمنح اللاعبين مبالغ كبيرة للغاية تفوق ما يحصل عليه اللاعب فى بداية مسيرته الاحترافية وبالتالى لن يفكر فى الاحتراف.
وقارن مجدى عبدالغنى بين الدورى المصرى والدورى الارجنتينى مثلا وقال : فى الارجنتين ابرز لاعب فى الدورى الارجنتينى يحصل على 300 او 400 الف دولار ولكن نحن فى مصر نتعاقد مع محترفين باكثر من مليون دولار وبالتالى اللاعب فى البرازيل او الارجنتين يفكر فى الاحتراف بحثا عن مقابل اكبر وتحسين وضعه المالى وبالتالى اصبحت هذه الدول أكثر تصديرا للاعبين.
أضاف البلدوزر: الميزانيات فى الاندية فى مصر لابد وان تراقب لان هناك اندية تبرم تعاقدات اكبر من ايراداتها سواء مع المحليين او المحترفين ولابد من تقنين عقود اللاعبين من أجل تشجيع الاحتراف الخارجى.
واشار الى ضرورة ان يكون القائمون على الكرة المصرية من اصحاب الخبرة فى ادارة الرياضة من اجل تحقيق النجاح ونوه عبدالغنى الى ان اللاعب لابد وان يكون هدفه الوصول الى العالمية والاحتراف الحقيقى، وبالتالى لابد وان يتحمل الصعوبات، ولكن فى مصر اللاعب يمتلك الملايين وسيارة احدث موديل وفيلا فكيف يفكر فى الاحتراف والغربة؟!.
وعن تجربته فى الثمانينات قال :» تعاقدت عام 88 مقابل 25 الف دولار وقال لى المايسترو صالح سليم ان هذا المبلغ زهيد جدا ولكنى كان لدى إصرار على خوض التجربة وتمسكت بالفرصة وحققت النجاح فى الدورى البرتغالى».
أكد احمد حسام ميدو نجم منتخب مصر السابق ان ابواب الاحتراف الاوربى بدأت تغلق فى وجه اللاعبين المصريين لعدة اسباب ابرزها ان هناك انطباعاً لدى الاندية الاوربية بأن هناك مبالغة فى المطالب المالية وطلب مقابل مادى كبير بمجرد التفاوض مع اللاعبين المصريين فى حين ان هذه الاندية ترى ان السوق الافريقية ارخص ولديهم نفس « الكواليتى « بل وأفضل ويتقنون اللغة وعقليتهم الاحترافية أفضل وبالتالى السوق الاوربى بدأ ينغلق فى وجه اللاعبين المصريين.
أضاف ميدو: المشكلة الثانية تتمثل فى التأسيس ولم يعد هناك تأسيس للاعب الناشئين مثلما كان يحدث فى الماضى كان يتم تأسيس اللاعب بصورة أفضل.
وأشار ميدو الى ان اللغة وثقافة الاحتراف من العوامل المهمة للغاية فى نجاح اللاعب فى الاحتراف فى الملاعب الاوربية وخاصة الثقافة الاحترافية والطموح والرغبة فى الوصول إلى العالمية وبالتالى نحن فى مصر نحتاج لامور كثيرة من اجل ان يكون لدينا عدد كبير من المحترفين فى الملاعب الاوربية.
وأكد أن أفريقيا تعتمد على الاكاديميات من أجل تأهيل اللاعبين للاحتراف فى اوربا وانا حاليا اقوم بعمل مشروع مماثل من خلال اكاديمية ولدينا 65 لاعباً صغيراً فى السن ولا نكتفى بمهارات كرة القدم ولكن نهتم ايضا باللغة والسيكولوجى من اجل ان يكون اللاعب من الصغر مؤهلاً للاحتراف الخارجى.
ميدو يؤكد أن مشروع الكابتيانو يمكن أن يكون بداية لجيل جديد قادر على الاحتراف الخارجى.
وعن تجربته الاحترافية وهو فى سن صغيرة والصعوبات التى واجهها قال : اصعبها الغربة وعدم القدرة على التواصل مع الاسرة لانه لم تكن هناك وسائل للتواصل كما يحدث حاليا ولكن كان لدى طموح لتحقيق الحلم الذى سافرت من أجله.
قال حمادة عبداللطيف نجم الزمالك السابق ان ازمة ندرة عدد المحترفين المصريين فى الخارج ترجع الى ان طموح اللاعب المصرى محدود للغاية بعكس اللاعبين فى افريقيا وامريكا اللاتينية.
واضاف: اللاعب فى مصر يحصل على الملايين فى بداية مشواره الكروى وبالتالى يحقق الثراء السريع وبالتالى لا يفكرفى السفر والغربة ولكن لوكان هناك سقف للعقود الداخلية سيختلف الامر.
واكد ان الاندية فى مصرلابد وان تسمح للاعبين بخوض تجربة الاحتراف الخارجى فى سن مبكرة وعدم المبالغة فى المطالب المالية من اجل مصلحة منتخب مصر والكرة المصرية وان يكون لدينا عدد كبير فى الملاعب الاوربية.
ولفت عبداللطيف الى ضرورة تأسيس اللاعبين فى قطاعات الناشئين والاختيار الامثل للاعب دون مجاملة وان نبحث عن المواهب الحقيقية بعيدا عن الواسطة من اجل جيل مميز للكرة المصرية.
قال محمد فاروق نجم الاهلى ومنتخب مصر السابق ان الازمة تتمثل فى عدم وجود رؤية ولا مستقبل للكرة المصرية وهذا دور القائمين على كرة القدم سواء فى الاتحاد او الاندية، ولابد وان يكون التفكير هو السماح للاعبين بخوض الاحتراف فى سن صغيرة من اجل ان تكون لدينا قاعدة كبيرة من المحترفين.
أضاف: لابد من وضع قواعد على الاندية الكبيرة والصغيرة تتمثل فى اجبار الاندية على السماح للاعب الذى يتلقى فرصة للاحتراف دون قيود وتعقيدات ومطالب مالية مبالغ فيها .. ولكن ما يحدث ان النادى يبالغ فى مطالبه المالية بحجة انه صرف الكثير على اللاعب.
اشار فاروق الى نقطة غاية فى الاهمية تتمثل فى ضرورة تنشئة اللاعب منذ الصغر على اسلوب الاحتراف اهمها عدم السهر والنوم المبكر والتغذية السليمة والتأسيس السليم، لان هذا سينعكس بشكل ايجابى على المنتخبات الوطنية.