حفرتها الملائكة بإذن الله ولا يعرف سرها سواه، تسقى الحجاج والمعتمرين من مئات السنين، وفى عطاء دائم وفيض مستمر إلى يوم الدين.
كان إبراهيم الخليل عليه السلام قد ترك زوجته هاجر المصرية وولده الرضيع إسماعيل عليه السلام بواد غير ذى زرع عند بيت الله الحرام وجف اللبن من صدرها وأشرف الرضيع على الهلاك وتركته فى رعاية الله وأخذت تسعى بين الصفا والمروة، وبعد الشوط السابع عادت لتجد الماء قد تفجر من تحت قدمى الصغير فسقت ابنها وشربت وكانت هذه البئر سبباً فى عمارة المكان الذى تحول إلى مدينة الإسلام الكبرى «مكة المكرمة» فيها ولد الرسول صلى الله عليه وسلم وفيها كانت بعثته ومنها كانت هجرته وبها الكعبة المشرفة والبيت الحرام ومنى ومزدلفة وعرفات وتحول سعى السيدة هاجر من أجل ولدها إلى واحدة من شعائر فريضة الحج.
حفر إبراهيم الخليل البئر وأعاد حفرها عبدالمطلب جد النبى بعد مئات السنين، رأى فى نومه من يطلب منه حفرها وحدد له مكانها، وهب من نومه لينفذ ما وقع فى رؤياه.
وعلى مدار الأيام والأعوام كانت بئر زمزم موضع اهتمام من حكام أمراء المسلمين منهم السلطان سليمان العثمانى والخليفة أبوجعفر المنصور والخليفة المأمون وفى العصر الحديث من الملك عبدالعزيز آل سعود وجميع ملوك المملكة العربية السعودية.
تضم البئر وحدات رخامية مزودة بصنابير من معدن الكروم وأحواضاً من الصلب و350 وحدة للرجال و110 وحدات للنساء بالإضافة إلى حافظات المياه المنتشرة بأروقة الحرم والمحيط الخارجى للسعى والمطاف ويتم تزويد الحرم المدنى يومياً بأربعين طناً من ماء زمزم.
وفى حديث عبدالله بن عباس رضى الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم» رواه الطبري، وقال عليه الصلاة والسلام «ماء زمزم لما شرب له» رواه الإمام أحمد والبيهقي، أى إن ماء زمزم يروى من العطش ويطعم من الجوع ويشفى من الأمراض بإذن الله وترتفع نسبة الكالسيوم والماغنسيوم فى ماء زمزم مما يساعد الحجيج والمعتمرين على تحمل مشاق السفر، وأثبتت تحاليل المعامل العالمية أن ماء زمزم صالح للشرب وأنه يحتوى على مواد قاتلة للميكروبات وأن الماء العادى يكتسب خواصه إذ أضيف إليه.
وزمزم الرعد معناه جاء هادراً متتابعاً، وزمزم القوم تحدثوا بلغة غير مفهومة.