فيلم جديد من اخرج الممثل الامريكى الشهير جورج كلوني، الذى اعتاد الوقوف خلف الكاميرا احياناً لاخراج نوعية خاصة من الافلام المأخوذة عن وقائع حقيقية تحدثت عنها كتب التاريخ دون التوقف امامها كثيراً، مثل فيلم «ليلة سعيدة وحظ سعيد» عام 2005 الذى يتحدث عن المشاكل التى تعرضت لها الصحافة الامريكية فى ثلاثينيات القرن العشرين فى اعقاب الكساد الاقتصادي، وكذلك قام باخراج فيلم «رجال اللحظات» عام 2014 عن الدور الذى قام به بعض الضباط الامريكان لاعادة اللوحات الفنية التى سرقها هتلر من متحف اللوفر بعد احتلاله لباريس عام 1941.
فيلم جورج كلونى الجديد بعنوان «الاولاد فى القارب» ويعود بالاحداث إلى عام 1936 وهو العام الذى اقيمت فيه اوليمبياد برلين وكان «هتلر» يحكم المانيا فى تلك السنوات «1945-1933» وكانت اغنى جامعات امريكا مثل «هارفارد» و»يال» لا تهتم كثيراً برياضة التجديف، وهى عبارة عن قارب خشبى طويل يسع 8 لاعبين يقومون بالتجديف فى سباق مع قوارب اخري، وتكون المفاجأة ان ثمانية من طلاب جامعة واشنطن يعشقون هذه الرياضة التى تصفها الصحافة الرياضية بأنها «اصعب رياضة جماعية فى العالم» وهى تعتمد على قوة وجهد اللاعبين وهم يجدفون كرجل واحد وليس ثمانية.
اصرار طلاب جامعة واشنطن الثمانية على النجاح كان وراء التفوق المذهل رغم ضعف الامكانيات المادية، لدرجة ان فريق التجديف كان يحتاج خمسة آلاف دولار فقط لكن لا أحد اهتم بتوفير هذا المبلغ، ورغم ذلك اشترك فريق جامعة واشنطن للتجديف فى مسابقة الجامعات الامريكية وفاز بالمركز الاول واستطاع التأهل إلى اوليمبياد برلين، وتستمر المعجزة ويحقق الفريق المركز الاول فى الاوليمبياد ويحصلون على الميدالية الذهبية كأقوى فريق تجديف فى العالم، لقد كتبوا اسماءهم فى صفحة مضيئة فى تاريخ الرياضة الامريكية.
نجح جورج كلونى فى التعبير عن روح الهواية عند ابطال التجديف وكذلك التعبير عن روح المرح لشباب الجامعة فى سن التحدى والمغامرة، وللعلم كان كل لاعب من اللاعبين الثمانية يعانى من مشاكل خاصة لكنهم وضعوا هدفاً واحداً امامهم وهو الوصول إلى الاوليمبياد وتحقيق الميدالية الذهبية، كذلك اشار كلونى إلى صانع القوارب الخشبية الذى ساهم كثيراً فى فوز فريق جامعة واشنطن، وبعد التتويج قال: «لم نكن ثمانية.. كنا واحداً»، واختتم جورج كلونى الفيلم بتقديم الصور الحقيقية لابطال فريق التجديف بجامعة واشنطن والذين تحدثهم عنه الصحافة بالفخر بعد تفوقهم على قوارب العالم وحصولهم على الميدالية الذهبية.