الأمم تقوم وترتفع على أعمدة العلم والثقافة والالتزام والسلوك المتحضر للشعوب.. لا ينكر أحد انبهارنا بالمجتمعات الغربية وسائر الدول الأوروبية وحتى الدول العربية والآسيوية يرجع إلى النظام والسلوك الحضارى فى ظل مناحى الحياة.. فلأول وهلة يبهرك التزام إشارات المرور والسير فى المحاور المخصصة لكل نوع من السيارات الملاكى والنقل وحتى الدراجات كل فئة ملتزمة بمسارها المحدد ونجد الصغير والكبير ملتزماً بالتعليمات بصورة مبهرة حتى لو كان الموعد فجرًا ويخلو الشارع من المارة والسيارات.. الإشارة حمراء لا يعبر أى إنسان أو سيارة ويظل الفرد واقفًا حتى يحصل على الإشارة الخضراء.. فإذا كنا نحن الأعرق تحضرًا وأصحاب حضارة تمتد لأكثر من سبعة آلاف سنة ونحن نقترب من موعد افتتاح أعظم وأكبر متحف أثرى فى العالم.
أنا شخصيًا أعتقد أن الافتتاح العالمى لهذا الصرح الكبير يوم 3 يوليو القادم إن شاء الله سيكون نقطة تحول كبير فى السياحة المصرية.. والحقيقة أن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بالاهتمام بتطوير منطقة الأهرامات بأكملها والمنطقة المحيطة بالمتحف الكبير والمحاور الفسيحة والشكل الحضارى لكل مبانى المنطقة.. وجعل المنطقة كلها ترتدى ثوب الحضارة المصرية العريقة التى تليق بهذا الحدث الكبير الذى ينتظره العالم بأسره وليس الدولة المصرية فقط.. من هنا أتمنى من كل العاملين فى مجال السياحة بصفة عامة ومنطقة المتحف الكبير على وجه الخصوص أن يكونوا على مستوى الحدث الكبير من حيث السلوك الحضارى والتعامل برقى مع السائحين والزوار بصورة تليق بحضارتنا ومكانتنا بين الأمم خاصة عمال الجمال والخيول والحنطور فى منطقة الأهرام.. واقترح تنظيم دورات توعية لهم وأسلوب التعامل مع الزوار.. إن الاهتمام بتوعى وتثقيف العاملين بالسياحة والمناطق الأثرية ينعكس بصورة مباشرة على السياحة كرافد مهم من روافد الدخل القومى المصري.. من هنا لا بد أن يكون هناك اهتمام بمناهج التعليم والنهوض بالجوانب التوعية سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية لأن التعليم خاصة فى المراحل السنية الأولى هو أهم عناصر فى بناء الإنسان.
ففى اليابان على سبيل المثال يحرصون على تعليم البراعم على غرس الانتماء والنظام والالتزام والسلوك المتحضر قبل تدريس المناهج العلمية وهذه المبادئa تسهل عليه كثيراً استيعاب المادة العلمية بعد ذلك التثقيف والتعليم وجهان لعملة واحدة ولو بحثت جيدا فى المجتمعات المتحضرة لوجدت أن كلمة السر فى الثقافة والتعليم ونحن أحق كشعب عريق بالاهتمام بالتعليم والثقافة لدى الشباب والنشء بصفة خاصة.