فى اعتذار من نوع جديد لم نعتد عليه فإن أحمد الوكيل رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية قدم اعتذاره لشعب مصر نيابة عن التجار عن فترة التضخم التى شهدتها البلاد خلال الفترة الماضية والتى كانت سببا فى ارتفاع أسعار السلع مؤكدا ان ذلك حدث لأسباب خارجة عن نطاق التجار والحكومة «أتقدم باعتذار شديد نيابة عن ٦ ملايين تاجر ومصنع ومؤدى خدمات واتحاد غرف للمستهلك المصري».
ولن نناقش قبول الاعتذار أو رفضه لأن الاعتذار فى حد ذاته هو بداية طيبة ومبشرة ونسعد فى الوقت نفسه بما يؤكده رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية من ان هناك انخفاضا قد بدأ يحدث بالفعل فى أسعار بعض السلع وصل إلى الربع من قيمتها.
والاعتذار يأتى متزامنا مع تأكيدات الحكومة أيضاً بأن المواطن سوف يلمس انخفاضا فى أسعار كثير من السلع سيصل إلى نحو ثلاثين فى المائة وهو أمر يعنى ان الأوضاع بدأت فى التحسن وان الحكومة قد نجحت فى السيطرة على حركة السوق وان الارتفاعات المخيفة فى الأسعار التى لم تكن تتوقف قد أصبح لها نهاية وان الأزمة التى اشتدت سوف تنفرج.
اننا نقدر اعتذار رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية ولكننا ندعو الغرفة إلى مراقبة ومتابعة مبالغات بعض التجار فى الأسعار وفى هامش الربح.. ونأمل فى أن تمارس وتؤدى دورها الوطنى فى حماية الشعب من استغلال بعض التجار له، فهناك تجار حققوا ثروات خيالية بافتعال للأزمة.. تجارا أثروا على حساب معاناة الناس.. والاعتذار لا يجب أن يأتى من رئيس الاتحاد وحده.. الاعتذار يأتى من التجار بالتنافس فى تخفيض الأسعار.. ودعونا نبدأ مرحلة جديدة بآمال جديدة والفرصة متاحة الآن.
>>>
ويقوم وزير الصحة بجولات مفاجئة فى المستشفيات الحكومية.. ويكتشف غياب الأطباء أو ضعف مستوى الخدمات.. ويصدر فى أعقاب هذه الجولة قرارات جماعية بالعقاب والنقل لأماكن أخرى وبإجراء التحقيقات وتوجيه اللوم للمقصرين.
والوزير على حق فى اتخاذ العقوبات اللازمة وفى مساعيه لتقديم أفضل خدمة صحية وفى سعيه للانضباط فى المستشفيات العامة ولا أحد يجادل فى ذلك أو ينكر مجهودات الوزير فى هذا الشأن ولكن هناك نقاط مهمة يجب الالتفاف إليها لكى تكون المنظومة الصحية متكاملة ومتوافقة مع الخطط والطموحات وتحفظ وتحافظ على مكانة الطبيب وتقدير المجتمع له:
> أولاً: لا يوجد طبيب لا يريد العمل أو يبحث عن أعذار للتغيب خاصة الأطباء الجدد من الشباب الذين يريدون اثبات ذاتهم بعد سنوات طويلة قضوها فى الدراسة.
> ثانياً: ماذا سيفعل طبيب الأسنان على سبيل المثال إذا وجد انه لا يوجد أدوات تعقيم ولا يوجد إلا كرسى أسنان واحد وثلاثين طبيبا للأسنان فى نفس المكان.. هل سيقف الأطباء لمشاهدة طبيب واحد هو من سيقوم بالعمل..!
> ثالثاً: ماذا سيفعل الطبيب الشاب عندما يجد المستشفى محاصرا بالباعة الجائلين وسائقى الميكروباصات والتكاتك وهم الذين يترددون على المستشفى ويكيلون الإهانات والشتائم للأطباء عند التعامل معهم.. وقد تمتد أيديهم لما هو أكثر من ذلك أثناء الكشف عليهم لتلقى العلاج..!
> رابعاً: الطبيب مظلوم.. وهو الحلقة الأضعف.. والعقاب بالنقل أو الجزاء المادى ليس حلاً.. الحل هو فى توفير الآليات السليمة والمناسبة للعمل وبعد ذلك يأتى الثواب والعقاب.
وأقول ذلك وأتحدث فى هذه القضية فى مناسبة وفاة طبيبة شابة بأزمة قلبية حزنا وألما من قرار نقلها المفاجئ إلى مكان آخر بناء على خطأ لم ترتكبه….!! كل التقدير والاحترام للأطباء وكل الدعم لهم.
>>>
ومن أجل المصداقية.. وبحثا عن الشفافية.. ولكى يواصل الناس تقديم التبرعات فإن كل المستشفيات الخاصة ودور رعاية الأيتام.. وكل المشروعات الخيرية التى تتلقى التبرعات.. على كل هؤلاء أن يعلنوا على الرأى العام حجم التبرعات التى حصلوا عليها خلال شهر رمضان.. وكيف ستنفق هذه التبرعات ومن يراقب الانفاق.. نريد أن نطمئن.. مجرد اطمئنان وليس شكوكا فى أحد..!
>>>
واللهم اشف من شكا ألماً وخفف على من بكى وجعا وحزنا، ربى أرح ثم هون ثم اشف كل نفس لا يعلم بوجعها إلا انت.
اللهم احفظ لنا النعم وادفع عنا النقم وارزقنا حلو الحياة وخير العطاء وحسن الخاتمة اللهم آمين.
>> وأخيراً:
فى هذه الحياة ستتعلم كل شيء وحدك
إلا القسوة سيقوم شخص آخر بتعليمها لك.
>>>
وهكذا هى الحياة لا البدايات التي
نتوقعها ولا النهايات التى نريدها.
>>>
وكثيرا ما نملك فن المواساة
لغيرنا ولكن لا نجيد لأنفسنا.
>>>
ونادرون جدا من يبقون
كما عرفناهم أول مرة.