نتحرك فى مسارات متعددة بشأن الملف الفلسطينى فى أحرج مرحلة
تواصل مصر وقطر جهودهما المكثفة لتقريب وجهات النظر والعمل على تذليل النقاط الخلافية للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بقطاع غزة ارتكازاً على مقترح المبعوث الأمريكى «ويتكوف» وبما يتيح استئناف المفاوضات غير المباشرة على أساس هذا المقترح.
و دعت مصر وقطر فى بيان مشترك بضرورة تحلى كافة الأطراف بالمسئولية ودعم جهود الوسطاء لإنهاء الأزمة بقطاع غزة وبما يعيد الاستقرار والهدوء للمنطقة.
واكدت الدولتان تطلعهما لسرعة التوصل لهدنة مؤقتة لمدة 60 يوماً تؤدى إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار بقطاع غزة، وبما يسمح بإنهاء الأزمة الإنسانية غير المسبوقة بالقطاع والسماح بفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية بما يضمن التخفيف من المعاناة التى يواجهها الشعب الفلسطينى بغزة، وصولاً لإنهاء الحرب بشكل كامل والبدء فى إعادة إعمار القطاع وفقاً للخطة التى اعتمدتها القمة العربية الطارئة فى القاهرة فى 4 مارس 2025.
من جانبه أكد وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج الدكتور بدر عبدالعاطى أن مصر تبذل جهودا مكثفة مع الأشقاء فى قطر والولايات المتحدة لسرعة التوصل إلى وقف فورى للقتل الممنهج الذى يتم يوميا فى غزة وإطلاق سراح جميع الرهائن والنفاذ الكامل للمساعدات والانسحاب الإسرائيلى الكامل من غزة.
وأكد وزير الخارجية – خلال مؤتمر صحفى لوفد اللجنة الوزارية العربية بشأن غزة فى العاصمة الأردنية أن اللجنة الوزارية تتحرك فى مسارات متعددة بشأن الملف الفلسطينى مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية تمر بأحرج وأدق مرحلة.
وأدان المسلك الإسرائيلى برفض دخول اللجنة إلى مناطق السلطة الفلسطينية ورام الله للقاء الرئيس الفلسطينى محمود عباس.. وقال إن هذا يدل على الغطرسة والعجرفة والرفض الكامل لكل مساعى السلام ونبه إلى أن الوضع فى غزة كارثى موضحا أنه منذ 80 يوما لم تدخل شاحنة تحمل مساعدات إنسانية أو طبية فى خرق فاضح لأبسط مبادئ القانون الدولى والقانون الدولى الإنساني.
وبشأن قضية الاعتراف بدولة فلسطين أكد وزير الخارجية أن هناك جهودا مكثفة مبذلة من كل أعضاء اللجنة للعمل على تشجيع الأصدقاء فى فرنسا لاتخاذ خطوة فى هذا الاتجاه لأنه من المهم التكاتف مع الشعب الفلسطينى وأن يظهر المجتمع الدولى أنه لا يعطى ظهره للشعب الفلسطينى فى هذا الظرف الدقيق والمحنة التى يمر بها وقال عبدالعاطى «إن قيام فرنسا بهذه الخطوة ودول أخري، سيكون – بطبيعة الحال – أمراً شديد الأهمية لإعطاء أمل للشعب الفلسطينى بأن المجتمع الدولى يقف إلى جانبه وأن هناك أفقا سياسيا يمكن أن يؤدى إلى تجسيد الدولة الفلسطينية».
وأضاف تحدثنا عن التنسيق المستمر لعقد مؤتمر القاهرة الدولى للتعافى المبكر وإعادة الإعمار بمجرد التوصل إلى وقف إطلاق النار لأن الوضع فى قطاع غزة مزرٍ للغاية ومن الأهمية تقديم كل الدعم للشعب الفلسطينى للاستمرار فى وجوده على أرضه والتمسك بترابه الوطنى والرفض الكامل لكل مخططات التهجير التى ستتصدى لها الأردن ومصر بكل قوة لرفض إتمام هذا السيناريو.
وأوضح وزير الخارجية أنه يجرى التحضير لهذا المؤتمر مع كل الأطراف الدولية كالأمم المتحدة والبنك الدولى منوها بأن ملف حوكمة قطاع غزة والترتيبات الأمنية فى القطاع سيكون جزءًا لا يتجزأ من مداولات هذا المؤتمر المهم الذى سيركز على شق التعافى المبكر فى الأشهر الأولى لتثبيت الشعب الفلسطينى على أرضه ويليه تنفيذ المراحل الخاصة بإعادة الإعمار.
كان د. بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة قد شارك امس فى اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن غزة مع العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى فى عمان، حيث حرص على نقل تحيات السيد رئيس الجمهورية للعاهل الأردني، مشيراً إلى وحدة الموقف العربى والإسلامى حيال الثوابت الخاصة بالقضية الفلسطينية وعلى رأسها رفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم أو ضم الضفة الغربية لاسرائيل، بالإضافة إلى حشد الدعم الدولى لجهود الإعتراف بالدولة الفلسطينية، والتوصل إلى وقف إطلاق النار فى قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية، والعمل على بدء جهود التعافى المبكر وإعادة الإعمار.
كما شارك عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة فى اجتماع افتراضى لأعضاء اللجنة الوزارية مع محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، ود. محمد مصطفى رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني، وحسين الشيخ نائب رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ونائب رئيس دولة فلسطين.
استعرض وزير الخارجية الجهود المصرية الحثيثة لوقف إطلاق النار، ونفاذ المساعدات الإنسانية الطارئة للقطاع. كما شدد على موقف مصر الثابت إزاء رفض مخططات تهجير الشعب الفلسطينى من أرضه، وضرورة انسحاب إسرائيل من كامل الأراضى الفلسطينية المحتلة.
أكد وزير الخارجية على الحاجة المُلحة لاستمرار حشد الدعم الدولى لتنفيذ الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار غزة التى اعتمدتها الدورة غير العادية للقمة العربية بالقاهرة فى 4 مارس الماضي، مشدداً على الحرص على دعم الشعب الفلسطينى لحصوله على حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولة فلسطينية على خطوط ٤ يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وسلط عبد العاطى الضوء على الأهمية التى توليها مصر لمؤتمر التسوية السلمية وتنفيذ حل الدولتين المقرر عقده فى نيويورك فى يونيو الجارى برئاسة مشتركة للمملكة العربية السعودية وفرنسا، باعتباره خطوة على المسار الصحيح لتنفيذ حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية استناداً لقرارات الشرعية الدولية.
من جانبه، استعرض الرئيس الفلسطينى محمود عباس رؤيته وتقييمه بشأن التطورات الأخيرة فى الأراضى الفلسطينية، منوها بالخطوات الإصلاحية التى اتخذتها القيادة الفلسطينية خلال الفترة الأخيرة لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة.