فى تصعيد جديد للأزمة الإنسانية فى قطاع غزة ،تكثف قوات الاحتلال الإسرائيلى من عملياتها فى شمال القطاع مما أجبر آلاف الفلسطينيين على النزوح قسراً نحو الجنوب. هذا التصعيد يأتى وسط استهداف متكررللمدنين فى مراكز تقديم المساعدات مما تسبب فى تفاقم معاناة السكان وأدى إلى تدهور الوضع الإنسانى بشكل خطير. يأتى هذا فى الوقت الذى تشهد فيه مناطق كثيرة حالة من الانفلات الأمني.
كشفت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الجيش الإسرائيلى سيكثف خلال الأيام القادمة من نشاطه العسكرى فى كامل قطاع غزة مع التركيز على الجزء الشمالى من القطاع.
وذكرت مصادر أن جيش الاحتلال سيقدم على اتخاذ تلك الخطوة متذرعا بما وصفته حكومة بنيامين ننتنياهو رفض حركة حماس اقتراح المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار وهى الخطوة التى اعتبرتها أيضا بمثابة رفض المشاركة فى عملية التفاوض.
وقالت المصادر إنه فى الأيام القريبة القادمة سيكثف الجيش من الضغط على الجزء الشمالى بهدف دفع السكان إلى النزوح من الشمال إلى الجنوب وفق ما نقل موقع واللا الإسرائيلي.
كما اعتبرت المصادر أن إحدى النتائج التى بدأت بالتحقيق التوغل البرى هو دفع السكان نحو المناطق الآمنة جنوبا وفق وصفها.
إلى ذلك زعمت أنه تم استكمال إخلاء أكثر من 250 ألف فلسطينى من مخيم جباليا إلى مناطق الملاجئ خلال الأسبوع الماضي. ومنذ استئناف إسرائيل الحرب فى مارس الماضى أطلقت قواتها عشرات إنذارات الإخلاء من شمال القطاع المدمر نحو الجنوب.
على صعيد الأوضاع الميدانية، قالت حركة حماس إن الاحتلال الاسرائيلى ارتكب مجزرة وحشية مروعة باستهدافه آلاف المدنيين الذين توجهوا إلى أحد مراكز توزيع المساعدات غربى مدينة رفح الفلسطينية، ما أدى إلى استشهاد 50 شخصاً وإصابة أكثر من 15 آخرين.
وأوضحت الحركة فى بيان أن آلاف المواطنين النازحين تحت وطأة حرب إبادة وتجويع غير مسبوقة إلى منطقة استلام المساعدات استجابة لإعلان ودعوة صادرة عن جيش الاحتلال قبل أن يفتح النار عليهم بوحشية فى تأكيد صارخ على النية المبيتة لاتكاب هذه الجريمة.
أوضحت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا عن مصادرها أن قوات الاحتلال الإسرائيلى أطلقت الرصاص الحى بشكل مباشر من الاياتها وطائرات مسيرة صوب المواطنين أثناء توجههم لاستلام مساعدات إنسانية من نقطة توزيع مواصى رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة محولة مراكز توزيع المساعدات إلى مصائد للقتل الجماعي.
كما واصلت طائرات الاحتلال قصفها لمختلف مناطق القطاع فى اليوم الـ 76 لعودة الحرب مخلفة أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحي. وأعلنت وزارة الصحة أنه وصلت مستشفيات القطاع خلال الساعات الـ 24 الماضية أكثر من 60 شهيدا و284 مصاباً إلا أن الاحصائية لا تشمل مستشفيات الشمال لصعوبة الوصول إليها. وارتفعت حصيلة الشهداء إلى 54380 شهيدا و124 ألف مصاب منذ 7 من أكتوبر 2023.
من جانبه طالب المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان المجتمع الدولى بتحرك فورى وصارم لالزام إسرائيل بوقف العمر باليتها غير الإنسانية لتوزيع المساعدات فى قطاع غزة، عقب ما وصفته بالمذبحة الدموية بحق المدنيين عند احدى نقاط المساعدات المدعومة أمريكيا.
وقال المرصد إن فريقه الميدانى وثق إطلاق جيش الاحتلال النار تجاه الاف المدنيين الذين تجمعوا قرب نقطة مساعدات مما أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 200 شخص، فيما تبقى اعداد الضحايا مرشحة للزيادة نظرا لوجود عدد كبير من الإصابات الخطرة والتدنى الحاد فى مستوى الرعاية الصحية بسبب الحصار والاستهداف الإسرائيلى للمنظومة الطبية.
وذكر المرصد أن مشهد استهداف المجوعين قرب نقاط توزيع المساعدات تكرر كثيرا فى الفترة الأخيرة.، وشدد المرصد على أن اصرار إسرائيل على الاستمرار فى آلية توزيع المساعدات على هذا النحو ووضع نقاط التوزيع فى مناطق خطرة واحضار كميات قليلة من المساعدات يوميا دون نظام للتوزيع أو المستحقين يعنى وجود سياسة متعمدة لخلق وإثارة صراع بين المدنيين منذ ثلاثة أشهر.
أوضح المرصد أن الفوضى الخطيرة التى شهدها مركز توزيع المساعدات تؤكد المخاوف السابقة بشأن عدم قدرة الآلية الإسرائيلية على تنفيذ العمل الانسانى على النحو الواجب والمطلوب إذ لا يمكن استبدال مئات النقاط السابقة بأربع نقاط تشبه مراكز الاحتجاز العسكرية وتفتفر حتى البنية التحتية اللازمة لاستقبال السكان وتوزيع المساعدات بطريقة سلسة وآمنة.