ما يحدث فى قطاع غزة تجاوز كل الحدود ، فما يجرى لا ينسب للإنسانية أو البشر بل إنه شريعة الغاب، ما تنفذه دولة الاحتلال الإسرائيلى من إبادة ومحرقة أمر لا يصدقه عقل، ولا يمكن أن يجرؤ بنيامين نتنياهو على هذا الإجرام إلا إذا كان حصل على الضوء الأخضر ، لتنفيذ مشروع الشيطان فى المنطقة، كل طرف فى هذا التحالف له أهدافه ومصالحه من نفوذ وهيمنة وسيطرة على مقدرات المنطقة وممراتها التجارية والبحرية، وإعادة صياغة المنطقة على مقاس دولة الاحتلال وإقامة إسرائيل الكبرى وضمان استمرار النظام العالمى القائم الذى تقوده الولايات المتحدة والذى ضج به العالم، من فيض الظلم والخراب والدمار والمؤامرات والمخططات وسرقة موارد وثروات الدول واشاعة الفتن، وازدواجية المعايير، لذلك هذا التحالف يسعى بكل الوسائل غير المشروعة من قتل وإبادة إلى ضرب أى محاولات لظهور نظام عالمى جديد يقوم على العدل والاحترام والتعاون والبناء والسلام ويتصدى للأطماع والأوهام وقتل ملايين البشر.
لا شك أن الشعب الفلسطينى هو ضحية ما يجرى من حرب إبادة ومازالت التساؤلات حائرة حول الاعتبارات والحسابات التى استندت إليها المقاومة الفلسطينية فى اتخاذ قرار الهجوم فى 7 أكتوبر 2023 رغم إيمانى بحتمية مقاومة الاحتلال الذى اغتصب الأرض والحقوق المشروعة، لكن ما هو الثمن الذى تحمله الشعب الفلسطينى، خاصة وأن التسريبات والمعلومات والاتهامات تحاصر نتنياهو بأنه كان على علم بهجوم السابع من أكتوبر، فهل كان هذا الهجوم بقصد أو بدون قصد هو بداية انطلاق المشروع الأمريكى لاخلاء غزة واحتلالها واطلاق مشروع التهجير وأيضا تحقيق مجموعة الأهداف والمصالح الخاصة بهذا التحالف واتخاذ هجوم السابع من أكتوبر ذريعة ومحاولة شرعنة حرب الإبادة لكن السؤال المهم إذا لم تكن الأهداف التى أشرت إليها لأطراف التحالف .. ألم يشبع نتنياهو وحكومته المتطرفة من مصاصـى الدمـاء مـن دمـاء الأطفــال الفلســطينيين، ألـم تثأر إسـرائيل بعـــد للهــجوم فــى الســابع مــن أكتــوبر، بعــد سـقوط أكثـر مـن 55 ألف شهيد فلسطينى منهم 18 ألف طفـل و12.400 مـن النساء و3853 من كبـار السن و219 صحفيًا لطـمس واغتيــال الحقيقــة، و1411 من الأطقم الطبية و800 من الكوادر الطبية و203 من موظفى الأونروا للمساعدات الإنسـانية و120 ألف مصاب وجريح و113 من الدفاع المدنى و11200 من المفقودين منهم 4700 من الأطفال والنساء بالإضافة إلى 983 شهيدًا من أبناء الضفة الغربية منهم 197 طفلاً والسؤال ما هى المتعة التى يجدها نتنياهو وباقى حكومة المتطرفين من قتل الأطفال والنساء.. ولماذا الإصرار على استمرار حرب الإبادة وافشال كل محاولات الاتفاق لوقف اطلاق النار وانهاء الحرب هل يتمسك نتنياهو بمنصبه للنجاة من المساءلة والفشل واتهامات بالفساد، أم أن الأمر يتعلق بأهداف ومساندة ودعم التحالف خاصة وأن نتنياهو لا يجرؤ على استمرار الحرب لأكثر من 600 يوم متواصلة من الإبادة، وقلت إن كل دولار انفقته إسرائيل على الحرب ستحصل على عشرة أضعافه وكل قتيل سيعوض بمئات الآلاف من الدولارات وأنها ستعوض كل خسائرها اضعافًا مضاعفة ليس من الأموال الأمريكية، والسؤال ألم تشفع المكاسب التى حصلت عليها واشنطن لتضغط على إسرائيل لوقف حرب الإبادة وإنقاذ أرواح المزيد من الشهداء الفلسطنيين من الأطفال والنساء، ناهيك عن أن قطاع غزة لم يتبق منه شىء وتحول إلى حطام واطلال وركام واشلاء، لم يتبق منزل على حاله، أو مبنى يذكر.. غزة أصبحت مجرد أرض تنطق بالبؤس والمأساة الإنسانية، والسؤال المهم أيضا ماذا نتوقع فى اليوم التالى لإخلاء غزة وهذا لن يحدث، لكنه سؤال افتراضى، أقول سيتم تنفيذ المخطط فى السيطرة وتحقيق الأهداف الجماعية لكل أطراف التحالف، إسرائيل تأخذ وتحصل على أهدافها فى اشباع الأوهام والخرافات ومزيد من ابتلاع الأراضى العربية، بعد سوريا ولبنان ثم غزة والضفة الغربية، ثم تبدأ أمريكا بتنفيذ أهدافها سواء فى السيطرة على الممرات التجارية وبناء القواعد التى تضمن النفوذ والسيطرة والتصدى لصعود قوى النظام العالمى المتطلعة للظهور بقيادة الصين.
ستيف ويتكوف المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط مازال يبيع الوهم ويستجيب للأوهام والتعنت الإسرائيلى ويهدر الوقت ثم يخرج ليعلن فشل محاولات وقف اطلاق النار وإنهاء الحرب بسبب تعنت المقاومة الفلسطينية التى لا تريد مسكنات أو هدنة بل وقف الحرب وانسحاب القوات مع تبادل الأسرى والرهائن ودخول المساعدات وبمجرد تسلم الأسرى والرهائن ستعاود دولة الاحتلال حرب الإبادة من جديد، ولماذا يريد نتنياهو تنفيذ هدفه وليس اتفاقاً نهائياً لوقف الحرب والانسحاب، هل تبقى شىء فى قطاع غزة أم هناك أهداف أخرى اشرت إليها مازالت قيد التنفيذ خاصة فيما يتعلق بمخطط التهجير الذى وقفت مصر الشريفة بمواقفها الصلبة والراسخة حائط صد وصخرة يتحطم عليها مخطط التهجير وكلما مر الوقت، اصيب اطراف التحالف بالجنون، فالقاهرة بقوتها وقدرتها وتحركاتها السياسية والدبلوماسية وجاهزيتها للدفاع عن أمنها القومى وأراضيها، ورفضها القاطع للضغوط ، والإملاءات والإغراءات تجعل من اضغاث أحلام هذا التحالف المستحيل بعينه، كما قالت وأعلنت أنه لن يحدث سواء بشكل عام أو على حساب أراضيها ولعل ما أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قمة بغداد أنه لا سلام فى الشرق الأوسط مهما أبرمت إسرائيل من اتفاقيات تطبيع مع الدول العربية.
القاهرة تتحرك بثقة وثقل وتستخدم منصات أوراقها المؤثرة بشموخ لا تبالى بأى قوة وتسعى لمصالحها وأهدافها وما يحقق آمال وتطلعات شعبها ويحفظ أمنها القومى تتعامل بندية وصلابة، لذلك لا تقلق على «مصر ــ السيسى» التى يلتف شعبها خلف قيادتها الوطنية فى اصطفاف وطنى هو أهم أسلحة القوة المصرية التى تصنع الفارق.