تسعى اللجان الإلكترونية إلى تشويه مصادر القوة المصرية الناعمة فى مختلف المجالات.. وخلف الستار تقف تيارات الكراهية التى تريد سحب البساط من تحت أقدام المؤسسات الوطنية فى مجالات الدين والفن والثقافة والفكر.. مستخدمين الشبهات وإثارة الشائعات.. وآخرها ما حدث عقب الخطأ غير المتعمد من أحد قراء القرآن الكريم بالإذاعة فى تلاوة الفجر.. تحول الخطأ الفردى إلى فرصة لتشويه دولة التلاوة المصرية وهو مايرفضه تمام نقيب القراء الشيخ محمد حشاد الذى أكد أن مصر ستظل دولة التلاوة ولو كره الحاقدون.
يردد المشككون أن عالمية القراء المصريين باتت مهددة بسبب أخطاء البعض؟
لا يختلف اثنان أن مصر مستهدفة منذ قديم الأزل، وهذا معروف فى التاريخ، وأخذت أشكالاً مستحدثة أطلقوا عليها مسمى «حروب الجيل الخامس والسادس» وما يستجد من أجيال فى الشر والعدوان، وأصبح استهداف الدولة يتم عبر حروب الشائعات والاستعمار الفكرى والاحتلال الثقافي، وأبرز أسلحة تلك الحروب السوشيال ميديا التى تنقل الأكاذيب والشائعات بصورة أسرع من الضوء، ويضعون النملة تحت مجهرهم ويضخمونها حتى تصبح مثل الفيل، ولن نذهب بعيدا فمثلما حدث مع واقعة الخطأ غير المقصود فى تلاوة قارئ قرآن الفجر، فقد وجدنا لجان السوشيال ميديا تقيم الدنيا رأسا على عقب، وتنشر اليأس والقنوط بين البسطاء بدعاوى أن عالمية قراء مصر صارت بالأخطاء مهددة، وعنقود المواهب المصرية فى التلاوة قد انفرط، ودولة التلاوة فى مصر قد انتهت، والأعجب انك تجد منشورا موحدا يجرى جريان النار فى الهشيم، ولأن اغلب رواد السوشيال ميديا لا يملكون ثقافة التحرى والتأكد من صحة أنباء الفاسقين على وسائل التواصل الاجتماعى فإنهم يسارعون إلى إشاعة الفاحشة، ولا يعلمون أنهم يؤذون غيرهم، وينتقصون من قيمة أوطانهم، وهؤلاء جميعا واهمون لأن دولة التلاوة المصرية باقية وممتدة ولو كره الحاقدون، وعنقود المواهب المصرية يتجدد مع إشراقة كل شمس وإقدام كل ليل.
ما الإجراءات التى تسعى النقابة لاتخاذها لضبط عملية التلاوة وتفادى أى أخطاء؟
الخطأ طبيعة بشرية، والجميع يعرف الحديث الذى حدث فيه سهو من النبى صلى الله عليه وسلم فى صلاة العصر، ولذلك فلا يجب نصب أعواد المشانق لمن اخطأ طالما أنه خطأ غير متعمد ولا متكرر، وأذكر أن الشيخ مصطفى إسماعيل كان فى تلاوة جماهيرية بأحد المساجد الكبرى وبعدما قال بسم الله الرحمن الرحيم توقف بعدها فلم ينطق كلمة، حتى قام أحد الحضور ووضع يده على رأسه وقرأ سورة الفاتحة فأجرى الله القرآن على قلبه ولسانه مرة ثانية، لكن هذا لا يعنى تبرير الخطأ لأن التهاون مع الخطأ فى أى مجال ممكن لكن فى حق كتاب الله تعالى فإنه غير مقبول لقدسية الكتاب العزيز، لهذا فإن نقابة القراء أعدت مقترحا بإعادة اختبار القراء الجدد مرة ثانية، للتأكد من مدى اتقانهم للحفظ، فإذا كان الوصول إلى القمة صعبا فإن الأصعب منه البقاء على القمة، وقد تسلمنا الراية ممن سبقنا ومصر على ريادة قراء القرآن الكريم، وسنحافظ على تلك الريادة حتى يتسلمها من يأتون بعدنا، خاصة أننا نعيش عصرا تحرص فيه القيادة السياسية على العناية بأهل القرآن ودعمهم والعناية بالمدارس القرآنية المقامة بالمساجد الجامعة واطلاق مسابقات لكبار الحفظة من الائمة والقراء حتى يتم إيفادهم إلى دول العالم الإسلامى لينشروا كلام الله بين عباده.
ما المشكلات التى تواجه النقابة؟
مشكلات بسيطة وفى مثل هذه الحالات نلجأ إلى د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الذى يدعمنا دعما ماديا وأدبيا ولا يتوانى لحظة واحدة فى مساعدة النقابة وأعضائها، ومؤخرا قام بزيادة الدعم المقدم لمعاشات النقابة ليصبح 3 ملايين جنيه، ومعظم مشكلاتنا بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، وتدخل العامة فيما لا يفهمون ولا يخصهم، فالنقابة تقوم بدورها على أكمل وجه، وتحاسب المخالفين حسابا شديدا لا هوادة فيه، لأن هذه النقابة ليست كأى نقابة أخرى وإنما تخص محفظى وقراء القرآن الكريم كلام الله تعالي، لذلك فإننا ندافع عن القرآن بأموالنا وأنفسنا وأرواحنا حسبة لله تعالي.
وخطة النقابة المستقبلية؟
عقد دورات مكثفة للشباب التابعين للنقابة أو الراغبين فى الانضمام إليها، يحاضر فيها كبار المتخصصين فى فنون التلاوة والضبط والأداء والسلوك حتى نضمن التزام الأجيال الجديدة بأصول وآداب المشايخ الكبار الذين ضربوا المثل فى الزهد والوطنية عند تمثليهم مصر فى الخارج، فلا ننكر أننا فى حالة صراع على البقاء مع المستجدات الحديثة التى جعلت البعض يحاول جاهدا السطو على أدوات القوة المصرية الناعمة، والقراء جزء مهم كم هده القوة التى تتميز بها مصر لذلك فإن قوانين التدافع تستلزم التحرك لتطوير الذات بأحدث المستجدات، حتى تبقى المدرسة المصرية القرآنية باقية ومتقدمة على كل المدارس الموجودة فى دول العالم لأن مصر هى التى نشرت القرآن الكريم مجودا ومرتلا وبكل القراءات على مستوى العالم، وسوف تظل دولة التلاوة حتى يرث الله الارض ومن عليها، وعلم القراءات علم مصرى مائة بالمائة.
هل الالتحاق بالنقابة مقتصراً على الرجال، ولماذا لا توجد كلية لعلوم القرآن الكريم للفتيات؟
حاليا توجد كلية واحدة ولكنها لا تكفى الدارسين نظرا لكثرة حفظة القرآن الكريم وتفوقهم، وهى مقتصرة على الذكور دون الفتيات، رغم أن مصر مليئة بالفتيات الحافظات لكتاب الله تعالي، لذا أدعو الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف د. أحمد الطيب إلى إنشاء عدد من الكليات فى الوجهين البحرى والقبلى تكون متخصصة فى علوم القرآن الكريم للفتيات والذكور على السواء، فمصر بها فتيات يحفظن القرآن الكريم بالقراءات العشر، وتم انضمام عدد كبير منهن إلى نقابة القراء، فالنقابة حاليا نعم أكثر من مائتى سيدة وفتاة يحفظن القرآن الكريم بالقراءات العشر، فالنقابة لا تعرف التمييز فكل من يحفظ كتاب الله تعالى ويتقن قراءته ويحمل شهادة الإتقان من معاهد القراءات أو كلية علوم القرآن الكريم فإنه يتم اختباره بصورة دقيقة ويتم إعطاؤه قرار القبول أو الرفض، ويحق له التقدم مرة ثانية إذا قام بتحسين مستواه.
وتقييمكم لمستوى معاهد القراءات الموجودة الآن؟
معاهد القراءات تقوم بدور متفرد لكن ارجو من القائمين عليها أن يكونوا أكثر حرصا على دارسيهم، فلا أريد كلاما سلبيا حتى أحبطهم وإنما أطالبهم بالسعى لتحصيل العلوم وليس الشهادات فحسب، وأن يعلم القائمون على التدريس بتلك المعاهد أن القرآن الكريم خط أحمر لأن كل شيء يمكن المجاملة فيه، إلا القرآن الكريم فلا مجاملة فيه، لأنه حبل الله المتين، ومن أراد أن يتبوأ مكانا عليا راقيا فعليه السعى لأن يتميز فى حفظ كتاب الله تلاوة وأحكاما حتى يحصل على الإجازة.
ما الإجراءات التى تتخذها النقابة مع المخالفين؟
نتخذ ضدهم الإجراءات القانونية وعندما يأتى إلينا فيديو به مخالفة نقوم بالتنبيه على صاحبه فى المرة الأولي، وإذا عاد القارئ مرة ثانية نتقدم ببلاغ للنيابة العامة لاتخاذ الإجراء القانونى طبقا لقانون النقابة.
ما رأيكم فى القراءات الشاذة؟
القراءة الشاذة نتعلمها للعلم فقط ولا نقرأ بها لأن بعضها يتعارض مع اللغة العربية وإذا تعارض القرآن مع اللغة العربية فقد خالفنا نصه قال تعالي: «إنا انزلناه قرآنا عربيا.
فى ظل مغالاة بعض القراء فى أجورهم .. هل النقابة لها دور عند تجاوز بعض القراء فى هذا الأمر؟
المغالة فى الأجور ليست للنقابة دخل فيه لأن الجمهور هم الذين يطلبون القارئ والقارئ هو الذى يحدد أجره والجمهور يوافق على الأجر، لذا أوصى قارئ القرآن وخاصة الشباب منهم ألا يستعجلوا الشهرة أو المال، وعليهم أن يتلقوا القرآن من شفاه المشايخ حتى تسترد المدرسة القرآنية رونقها مرة ثانية.