يحافظ الشاعر أحمد شلبى منذ سنوات على نقاء صوته الشعرى ولا يبحث إلا عن هويته الشعرية وسط صخب الأصوات وتعدد التجارب وقد قرر أن ينحاز منذ اللحظة الأولى للقصيدة العمودية فى وقت صعود الأشكال الأخرى إيمانا منه بقدرتها على التجدد والتعبير عن اللحظة الزمنية المعاصرة وقد أصدر شلبى عددا متنوعا من الأعمال الإبداعية والدراسات النقدية وفاز بعدد من الجوائز.. وهنا يحكى لنا عن المزيد
> كيف كانت نشأتك وعلاقتها بالشعر؟
لم يكن لى وأنا أستقبل مرحلة الصبا إلا أن ألجأ لقراءة الروايات ودواوين الشعر أنَّى أتيح لى فى مكتبة المدرسة أو من بعض الذين يقتنون شيئًا من ذلك فى بلدتى «حوش عيسي» ثم تفتحت ذائقتى مع المرحلة الثانوية فلم أكن دارسًا للنصوص والأدب فحسب بل كنت باحثًا عن مصادر هذه الروعة التى خلبتنى لنصوص امرئ القسى والأعشى والمرقش والخنساء والنابغة وعنترة والنصوص الأموية ثم النصوص العباسية ونصوص الأندلسيين ومصر الإسلامية فى الصف الثانى ثم نصوص عبد الله الشبراوى والبارودى وشوقى وخليل مطران وإيليا أبى ماضى وناجى وعمر أبى ريشة ومحمد الفيتورى فى الصف الثالث
ومتى عُرِفْتَ شاعرًا؟
دخلت الجامعة والتحقت بقسم اللغة العربية بكلية التربية بدمنهور فى أول نشأتها وكانت تتبع جامعة الإسكندرية طلب بعض الأساتذة التعرف على الطلاب ذوى المواهب منهم د. عباس عجلان د. عبد الله سرور – رحمهما الله – ود. صلاح عبدالحافظ وأذكر انبهار الدكتور عباس بما سمع منى لدرجة شَكِّه فى أن يكون الشعر لى وأشركنى فى مهرجان شعرى ضم كبار شعراء الإسكندرية: أحمد السمرة وإدوار حنا سعد وعبدالعليم القبانى وعبد المنعم الأنصارى ومن البحيرة ياسين الفيل وسعيد فايد وغيرهما من الشعراء وانضممت لنادى أدب دمنهور وبدأ صوتى ينتشر من خلال النشر فى الصحف اليومية الرئيسية ومن خلال أنشطة الثقافة الجماهيرية ومؤتمراتها الرئيسية ومعرض الكتاب وبدأت أظهر على شاشات التليفزيون بقناتيه وقت ذلك.
مسابقات وجوائز
> ما الجوائز التى تحصلت عليها فى رحلتك الشعرية؟
لم يكن حرصى على التقدم للجوائز بقدر حرصى على أن أكون شاعرًا جيدًا بالإضافة إلى أن المسابقات والجوائز فى تلك الفترة «الثمانينيات والتسعينيات» كانت شحيحة ونادرة ولم تكن قد ظهرت تلك المسابقات ذات العائدات المادية الكبيرة ورغم ذلك أعتز بجوائزى التى حصلت عليها ومنها أحسن ديوان شعر عن قصور الثقافة لديوان «من أغانى الخوف» جائزة حسن عبد الله القرشي
> أنت تكتب النص العمودى فهل لك موقف من الأشكال الشعرية الأخري؟
الشعر الحقيقى يعلن عن نفسه فى أى شكل فموقفى المعارض يكون من الشعر الرديء فمن لا يُجلُّ ما كتبه عبد الصبور وحجازى و دنقل و طلب كما يُجِلُّ البارودى وشوقى ومحمود حسن إسماعيل وعلى محمود طه.. ومن لا يحب الشهاوى و عنتر مصطفى و البشبيشى فى عموديتهم وتفعيليتهم فقط ما جعلنى متمسكًا بالشعر العمودى هو إيمانى بقدرته على مجاراة الأحداث ومقتضيات العصر
> هل نالت تجربتك ما تستحقه من اهتمام النقاد؟
لقد شرفت بتناول العديد من النقاد الأدباء والأكاديميين أعمالى الشعرية فى دراساتهم ومنهم: د. فوزى عيسى ود. زكريا عنانى ود. عبد اللطيف عبد الحليم كما تعددت الدراسات الأكاديمية ما بين ماجستير ودكتوراه وأبحاث للترقى تناولت أعمالى الشعرية والمسرحية وشعر الأطفال.
> بمناسبة المسرح وشعر الأطفال ما أهم معالم كتاباتك فى كليهما؟
المسرح بدأتُه بمسرح الطفل والمسرح المدرسى تربويًّا وتعليميًّا بمسرحة المناهج وذلك بحكم مهنتى فى التعليم ثم كتبت مسرحيتين شعريتين هما «أرمانوسة» وهى بنت المقوقس حاكم مصر إبان الفتح العربى و»لوحات بغدادية» تتناول تاريخ بغداد منذ إنشائها فى عهد أبى جعفر المنصور حتى الغزو الأمريكى وإسقاط تمثال صدام حسين.
أما شعر الأطفال فلى ديوان مطبوع «بستان الحياة» عن هيئة قصور الثقافة وبقيته طبع ضمن أعمالى الكاملة التى صدرت فى عام 2013م عن هيئة قصور الثقافة وأهم ما ترتب على كتاباتى للأطفال هو أن ضمت مناهج الصف الثالث الابتدائى نشيدين من أعمالى هما نشيد «مصر» ونشيد «الفراشات» وظلا قرابة عشر السنوات مما حقق انتشارًا طيبًا بين أجيال متعددة من التلاميذ الصغار وهو أكبر ما أعتز به فى رحلتى الشعرية.