تتجسد معانى التكافل فى أبهى صورها فى عيد الأضحي
يأتى عيد الأضحى المبارك كل عام ليحمل معه نفحات من الإيمان والفرح، ويجدد فى قلوب المسلمين معانى التضحية والعطاء، فهو عيد الأمل والكرم، وعيد البركة والتقوى، فى هذا اليوم العظيم، يستذكر المسلمون قصة نبى الله إبراهيم عليه السلام، حين امتثل لأمر ربه فى رؤيا المنام وقدم أغلى ما يملك ـ ابنه إسماعيل ـ قربانا، ليضرب بذلك أروع الأمثلة فى الطاعة والتسليم لأمر الله، ومن هنا، كان ذبح الأضاحى شعيرة عظيمة تؤدى تقربا إلى الله عز وجل، وإحياء لسنة خالدة.
فى عيد الأضحى، تتجسد معانى التكافل الاجتماعى فى أبهى صورها، حيث يقوم المسلمون بنحر الأضاحى وتوزيع لحومها على الفقراء والمحتاجين، فى مشهد إنسانى يعكس روح التعاون والمحبة، ويقوى أواصر الترابط بين أبناء المجتمع الواحد، هذه الشعيرة المباركة لا تقتصر على الجانب الدينى فحسب، بل تحمل أبعادا اجتماعية وإنسانية عظيمة، حيث يشعر الفقير بأن له نصيبا من الفرح، وأنه ليس منسيا فى زحمة الحياة.
عيد الأضحى لا يعنى فقط احتفالا دينيا، بل هو أيضا مناسبة لترسيخ قيم التسامح والتراحم بين الناس، وتعزيز روح الانتماء للوطن، لا سيما فى ظل ما تمر به أمتنا من تحديات وأزمات، فالوطن يحتاج منا اليوم، أكثر من أى وقت مضى، أن نتكاتف ونتعاون، وننحى خلافاتنا جانبا، لنبنى مستقبلا أفضل لأبنائنا، ونحافظ على استقرار بلادنا فى مواجهة المؤامرات التى تحاك ضد الأمة الإسلامية، والفتن التى تستهدف تمزيق الصف الواحد.
ويأتى أداء فريضة الحج، الركن الخامس من أركان الإسلام، ليتمم صورة هذا العيد المبارك، حيث يتوجه المسلمون من مختلف بقاع الأرض إلى بيت الله الحرام، ملبين نداء الرحمن، يطلبون الرحمة المغفرة والعفو من رب العزة والجلال، يتقربون إليه بالطاعات والدعاء، هذا المشهد الروحى العظيم يعكس وحدة المسلمين تحت راية التوحيد، ويبعث برسائل السلام والتآخى من أطهر بقاع الأرض.
إن عيد الأضحى المبارك فرصة متجددة لنطهر قلوبنا من الأحقاد، ونشر الحب والخير، والالتزام بالقيم الإسلامية السامية التى تدعو إلى العدل، والإحسان، وحسن الجوار، والعمل الصالح، فلنجعل من العيد محطة للبناء الروحى والاجتماعى، ولنكن قدوة لأبنائنا فى نشر معانى الرحمة والبذل.
أعاده الله علينا جميعًا بالخير واليمن والبركات، وعلى مصرنا الغالية بالأمن والاستقرار، والنماء والرخاء، وأن يرزقها دائما السلام والنماء وشعبها الترابط والتكاتف أمام الصعاب والأزمات، ويبقى دائما أكثر تماسكا وصلابة، على قلب رجل واحد .. حفظ الله مصر