الضمير العالمى على شفا جرف هار من انهيار وسقوط منظومة القيم الإنسانية بسبب الصمت والسكوت على الهولوكوست الإسرائيلى ضد الشعب الفلسطينى وأنهار الدماء التى تسيل على أرض قطاع غزة ظلما وعدوانا نتيجة الحرب الوحشية التى يقودها ثلاثى الدم «نتنياهو- سموتريتش- بن غفير» منذ أكثر من ستة شهور والذى يرى أن الحرب على غزة وإبادة شعبها مجرد مشيئة توراتية ومصلحة وطنية وليس من أجل تحرير الأسرى الذين وقعوا فى قبضة فصائل المقاومة الفلسطينية يوم السابع من أكتوبر الماضى فلم يعد يأبه بهم وبحياتهم.
هذا الثلاثى المهووس بالدم والقتل يريد أن يخلع قطاع غزة من مكانه ويلقى بسكانه فى أى مكان ولو فى البحر، ويزرع بدلا منه كيانا مخمليا على الهوى الإسرائيلى لكى يشكل خط دفاع لهذا الكيان ممن يكرهون إسرائيل ولم يعودوا ينخدعون بالأكاذيب والترهات الإسرائيلية وهؤلاء أصبحوا بمئات الملايين شرقا وغربا وشمال وجنوبا بسبب ما يشاهدونه من جرائم تعدت حدود العقل وضوابط وقواعد الحروب.
ثلاثى الدم أثبت فشله الذريع فى الحرب المجنونة التى يخوضها ضد قطاع غزة ولم يستطع أن يحقق ما أراد منها سواء استعادة الأسرى أو سحق المقاومة الفلسطينية الشرعية التى تقاتل دفاعا عن الأرض والحرية أو حتى تفتيت عزيمة الشعب الفلسطينى أو إجباره على الركوع أو صناعة بديل لحركات المقاومة من الداخل الفلسطينى فى غزة يكون تابعا لإسرائيل ويحقق مرادها وينفذ اجندتها، بل إن المقاومة تسقط منه كل يوم قتلى وجرحى رغم كل التدمير الذى حدث وبدأت تتماسك فوق الأرض كما هى تحت الأرض فى الانفاق.
حتى التلويح باقتحام رفح لقتل المزيد من الفلسطينيين تحت ستار اختباء قيادات المقاومة فيها لم يجد له سندًا أو حليفاً أو شرعية دولية بعد التحذيرات من احتمالية وقوع كارثة إنسانية قد تفوق كارثة هيروشيما ونجازاكى فى عدد الضحايا بسبب تكدس ما يقرب من مليونى إنسان فى بقعة صغيرة من الأرض.
الضمير العالمى لابد وأن يستفيق من صمته لأن منطقة الشرق الأوسط فى خطر والشعوب تغلى وامتداد الصراع وارد ويمكنه ان يتطور يوما بعد يوم ودخول لاعبين جدد فى الصراع أمر طبيعى بما يهدد الاستقرار العالمى وتهديد المصالح الغربية فضلا عن تعطيل إمدادات البترول تجاه الغرب.