الاحتلال الاسرائيلى فشل فى عملية توزيع المساعدات الغذائية على الفلسطينيين فى قطاع غزة بمساعدة شركة أمريكية يديرها ضباط سابقون فى أجهزة أمنية بعد أن اندفع عشرات الالاف من الجائعين تجاه مراكز التوزيع ودمروا السياجات واخذوا ما يمكنهم أن يسدوا به جوعهم، وذلك كمرحلة أولى من خطته التى أسماها عربات جدعون لتهجير الفلسطينيين ودفعهم جنوبا نحو رفح على الحدود المصرية ومن ثم إغلاق الطريق عليهم وعدم السماح لهم بالعودة لحشرهم فى تلك المنطقة بهدف دفعهم جبراً بالقوة نحو سيناء.
خطة الاحتلال الاسرائيلى التى يريد تنفيذها بعيدا عن المنظمات الدولية الاغاثية مثل الأمم المتحدة والأونروا التى لديها خبرة طويلة فى التعامل مع الملف الفلسطينى مرت عليها عشرات السنين، يراها بعين واحدة ويغمض العين الثانية عن مصر القوية التى أعلنت موقفها منذ اليوم الأول للعدوان أنها ترفض بشكل واضح أى مخططات لتهجير أو طرد الشعب الفلسطينى إلى خارج قطاع غزة سواءً إلى سيناء أو حتى غيرها.
الأمم المتحدة بعد مرور ما يقارب 600 يوم على العدوان النازى الذى قتل أكثر من خمسين ألفاً من المدنيين، اعتبرت أن ما يحدث هو فوضى مقصودة فى توزيع المساعدات بعد حصار دام أكثر من ثلاثة شهور ومنع دخول المساعدات الغذائية والأدوية، تتواكب معها استعدادات إسرائيلية لاستكمال خطة عربات جدعون لاقتحام ما تبقى من شمال القطاع ودفع الفلسطينيين تحت تهديد النار وسلاح الجوع والعطش جنوبا صوب الحدود المصرية.
مصر قيادة وشعبا قادرة على قلب المعادلة فى اى وقت رأت أن أمنها القومى مهدد أو ربما يتعرض للخطر ولن يوقفها ظرف اقتصادى أو تهديد، عن الرد الحاسم والحازم، فالمصريون يأكلون الثرى ولا يتنازلون عن حبة رمل واحدة من أرضهم مهما كانت التضحيات ومهما طال الأمد، ويمكنها أن تغير خريطة الشرق الأوسط كله.
الجميع يعلم تماما أن بلاد الشام وفى القلب منها فلسطين تمثل محورًا أساسيًا فى استراتيجية الأمن القومى المصرى على مدار التاريخ، واستمرار العدوان يؤرق كل المصريين وبات يشكل وجعاً وألماً كبيراً لن يستمر السكوت عليه طويلًا، ولطالما هب جند مصر لدفع المعتدين وتأمين الحدود بداية من هناك.