العقيدة هى أصل الدين وهى ما تتفرع عنها كل ما يتعلق به من أمور الدين شعائرا وفقهًا فإذا صلحت العقيدة صلح ما دونها بل إن صلاح العقيدة هو مدخل القبول عند المعبود سبحانه وتعالى فإذا فسدت فسد ما عداها وما تفرع عنها وصار هباء منثور: «وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا» لذا فإن أكثر ما يدور حوله الجدل بين الأديان هو الاعتقادا وكذلك بين أصحاب الدين الواحد بل إن الاتهام بالكفر والحكم بالإيمان ينطلق من حالة الاعتقاد سواء اعتقاد من يحكم واعتقاد من يطلق عليه الحكم .
لذا ليس غريبا أن تتحف مجلة الأزهر العريقة أتباعها بين الحين والآخر بكتاب لأحد كبار علماء الأمة الإسلامية ومجتهديها- يتعلق بالعقيدة الإسلامية عقيدة التوحيد الخالص الذى جاء به سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه لينقذ البشر من الشرك بالله ويخرجهم من عبادة المخلوقات إلى عبادة الخالق.
وكتاب العقيدة الإسلامية كما جاء بها القرآن الكريم لمؤلفه الشيخ محمد أبو زهرة عميد كلية الحقوق بجامعة القاهرة واحد من هذه الكتب المهمة والتى تبدو أهميته وأهمية المؤلف أن حظى الكتاب بمقدمات أربع أحدثها مقدمة فضيلة الدكتور نظير عياد مفتى الجمهورية ورئيس تحرير مجلة الأزهر.
أما القرآنى فهو ما جاء فى نصوص واضحات فى القرآن الكريم لا لبس فيها تتضمن خطابا عقليا إلى الناس عامة به من الأدلة ما به، كما تتضمن آيات أخرى تمثل خطابا عقليا إلى العلماء والباحثين يقوم على الأسباب والمسببات.
أما هيئة كبار العلماء فقد أشارت فى مقدمتها إلى سبب تصورته من أسباب تأليف الكتاب تمثل فى تركيز المؤلف على قضية التشبية أى تشبيه الله سبحانه الذى قال فى كتابه: «ليس كمثله شىء» ثم جاء من يقول بأنه يشبه خلقه فله يد ووجه وحجم ويجلس ويقوم وينزل وهكذا. وهو أمر ما زال الجدل قائما حوله إلى يومنا بل اشتد الجدل حوله فى أيامنا هذه ، وبدلا من أن يكون فى حلقات العلم صار على الهواء يقتحم أذهان العامة فيعجبون مما يسمعون بل قد يحارون ويقتحم أذهان العلماء فيعجبون من طرحه بعيدا عن دائرة العلم والعلماء فينفعل بعضهم فيرد ويشتبك فى الجدال ويصمت بعضهم لأنهم لا يرون فائدة فى طرح مثل هذه الموضوعات فى الفضاء الاليكترونى سوى شغل بسطاء الناس بما ليسوا فى حاجة إليه وسوى شغل العلماء فى جدل لا يهدف إلى الوصول للحق.
تضمن الكتاب بعد المقدمات الأربع موضوعات : هى العلم بالأحكام الإسلامية كمقدمة للكتاب ثم التوحيد الذى تضمن أركان الوحدانية والوحدانية فى الذات والتأويل والظاهر والمشتبهات، ثم كان الفصل الثانى حول الوحدانية فى الخلق والتكوين، فتضمن تعليل أفعال الله والوحدانية فى العبادة ولا وساطة بين العبد وربه والخوارق للعادات على أيدى غير الأنبياء.
وفى الفصل الأخير تناول شهادة أن محمدا رسول الله حيث تضمن الإيمان بالغيب واليوم الآخر والرسل السابقين والإيمان بالغيب هو فرق بين الدين والزندقة والإيمان بالرسل السابقين والإيمان بالبعث والحياة الآخرة والشفاعة ورؤية الله .