الكثير يتحدث عن تعرضه للظلم أياً كان نوعه! وحينما فكرت أى ظلم أتحدث عنه لأن الظلم أنواع، فلم أجد أفضل من سورة يوسف استرشد بها للحديث عن الظلم ونهاية الظالم ونصرة المظلوم، فسورة يوسف بها آيات وعبر وحكم لكل سائل بالحياة، ففى حياتنا العديد من الأسئلة التى تبدأ بـ «ليه»؟ والبعض لن يجد الإجابة والبعض لو تمعن سيجدها فى كتاب الله، فبداية سورة يوسف بدأت بحلم وانتهت بتحقيقه فهذه رسالة لكل من لديه حلم بهذه الحياة ألا ييأس مهما طال الزمن فلو أخذ بالأسباب وتوكل على الله لحقق ما يريد، السورة تحدثت عن غدر أقرب الناس لسيدنا يوسف وهم إخوته، فالله سبحانه وتعالى أخبرنا ألا تحزن إن غدر بك أقرب الناس إليك لذنب أنت لا يد لك فيه وأراد أن يوصل رسالة إلينا أن نفوس البشر تختلف وهناك نفوس خبيثة ونفوس طيبة، وغدر أحدهم قد يكون بسبب مزاياك أو حب الناس لك مثلما أراد إخوة يوسف الخلاص منه بسبب حب أبيهم له، ولكن برغم ذلك أراد الله أن يوصل رسالة لكل شخص محاط بأشخاص يدبرون له السوء دائمًا بأن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله وإرادة الله أقوى من إرادة البشر، فالله وحده الضار النافع قادر على أن يحوّل الضُر إلى نفع أى حوّل تدبيرهم السيئ لنفع يوسف وتسخير أعدائه لمساعدته وتحقيق مشيئة الله، فلولا إلقاؤه فى البئر لما تم بيعه كعبد حتى أصبح عزيز مصر!
فالعبرة لا بمشيئتك ولا بمشيئة خصومك ولكنها مشيئة الله تعالى فكل ما حدث أراده الله وإرادة الله متعلقة بالحكمة المطلقة التى بها الخير المطلق، كما أعطت إجابة لكل شخص لديه مبادئ وقيم وأخلاق تربى عليها بألا يتخلى عنها بتغير الزمان والمكان، فالعبرة أن نستنبط منها الحقائق، وأن نستنبط منها القوانين، وأن تكشف لنا حقائق نهتدى بها فى حياتنا، ففى عملك إذا دعيت إلى معصية، إلى كسب حرام، إلى غضب الله قُل: معاذ الله، ففى الحياة قد نتعرض للعديد من الاختبارات التى يختبر الله بها مدى صدق إيماننا فيمتحننا والعبرة بألا ننجو من الامتحان أو الابتلاء بل أن ننجح فيه، أما عن الظلم الذى تعرضت له بسبب حفاظك على قيمك ومبادئك التى تربيت عليها وخوفك من الله كما حدث مع سيدنا يوسف وزجه فى السجن ظلم ففى النهاية سوف تنتصر مهما طال الظلم، فأحيانًا البعض يستغل سلطته ونفوذه ولا يعلم بأن الله المعز المذل، فقد كان يوسف صغيرًا، ألقوه فى الجب، بقسوة بالغة دفعوه دفعًا، وحينما مرت الأيام والليالى وقفوا أمامه أذلاء، وهنا يتبين لنا أن أحيانًا ينتصر الله لك من عدوك أو ممن آذاك ليس بسحقه بل بنصرك عليه وعلو شأنك ومكانتك فى المقابل يظل عدوك ومن ظلمك بمكانه ولا يحرك ساكنًا، وهذا أكبر نصر لك، وتذكر إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس، فتذكر قدرة الله عليك.