وقف إطلاق النار والعمل
على «حل الدولتين» لتحقيق الاستقرار
هل تنجح الضغوط الدولية والداخلية فى إسرائيل فى إنهاء حرب غزة؟.. وهل استيقظ المجتمع الدولى فجأة أيضاً لتتخذ بريطانيا تحديداً ولأول مرة مواقف وخطوات متشددة ضد إسرائيل التى وجدت بقرار بريطانى وبريطانيا ليست وحدها التى تمارس الضغط على إسرائيل.. فالاتحاد الأوروبى أصدر بيانا مشتركا دعت فيه ثلاث وعشرون دولة إسرائيل إلى السماح الفورى باستئناف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وانتقد البيان الطريقة الإسرائيلية الجديدة لإيصال المساعدات التى أقرها مجلس الوزراء الأمنى الإسرائيلى مؤخراً، وأكد البيان أن المساعدات الإنسانية لا يجب أن تكون أبداً أداة سياسية أو عسكرية ولا يجب أن تستخدم لتغيير الواقع الديموغرافى أو الجغرافى فى الأراضى الفلسطينية، واختتم البيان بضرورة العودة الفورية إلى وقف إطلاق النار والعمل على تطبيق «حل الدولتين» باعتبارهما السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن للإسرائيليين والفلسطينيين وضمان استقرار دائم فى المنطقة.
ما قاله الاتحاد الأوروبى فى بيانه أكده الرئيس عبدالفتاح السيسى من قبل فى قمة بغداد التى اختتمت أعمالها مؤخراً حين قال فى كلمته «لو نجحت إسرائيل فى إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية فإن السلام الدائم والعادل والشامل فى الشرق الأوسط سيظل بعيد المنال ما لم تقم الدولة الفلسطينية وفق قرارات الشرعية الدولية».. لقد تحدث الرئيس كعادته بمنتهى الحكمة والمنطق.. فما تفعله إسرائيل فى المنطقة وبالمنطقة بدعم وتأييد أمريكى لن يوفر لها أبداً الأمن والسلام حتى لو نجحت فى تطبيع العلاقات مع الجميع دون إقامة الدولة الفلسطينية.
نعم.. تلك هى المشكلة.. وهذا ما لا تريد أن تفهمه حكومة نتنياهو المتطرفة.. فالدولة الفلسطينية المستقلة أو ما يعرف بحل الدولتين الضمان الوحيد لأمن إسرائيل واستقرارها بل وازدهارها أيضاً بعد إقامة علاقات جيدة مع الدول العربية تعود بالنفع عليها وعلى المنطقة.. هذا هو السلام الذى ننشده.. سلام قائم على التعاون والتقارب طالما استرد الفلسطينيون حقوقهم وأقاموا دولتهم المستقلة.. أما حكاية تطبيع العلاقات والاتفاقيات الإبراهيمية لن تجدى نفعا والسلام البارد مع مصر نموذج وفوق كل ذلك سيبقى النضال الفلسطيني.. هذا ما لا تريد أن تفهمه حكومة نتنياهو المتطرفة.
عموما ما يجرى فى المنطقة حاليا من متغيرات متلاحقة ومتسارعة يجعلنى أتساءل: هل ينجح الضغط الدولى المتزايد على إسرائيل فى وقف الحرب وإنقاذ غزة من مجاعة طالت أيامها أم ستمضى إسرائيل فى خططها إلى أن تتسع شرارة الحرب؟