كما ثمرة الخرشوف، مجموعة أوراق وأغلفة وقشور تحيط بالقلب فإذا أردت الوصول إلى هذا القلب فعليك أن تقلم وتنزع وتزيل كل ما يحيط به من كل الاتجاهات، ربما وضحت الصورة الآن كما لم تكن واضحة من قبل، فمصر هى قلب الخرشوفة المستهدف والدول المحيطة هى التى يجب إزالتها من أجل الوصول إلى الهدف الأكبر وهو القلب، فليس صدفة أن تتزامن خطط متكاملة كل فترة زمنية لمحاولة الفوز بالقلب والوصول إليه، فما كانت مؤامرة الربيع العربى وفكرة تمكين الإخوان إلا محاولة من تلك المحاولات، وما يجرى الآن على الساحة الفلسطينية ما هو إلا محاولة جديدة للفوز بقلب الخرشوفة، وإذا نظرنا إلى الصورة من بعيد فسنجد أن المخطط أوقع بالعراق ثم سوريا فليبيا فالسودان فاليمن فلبنان ولم يبق إلا خطوة واحدة تجاه القلب وهى الخطوة الفلسطينية، كانت الخطة تجهيز المسرح بمحاولة خنق مصر اقتصاديا ودعائيا من خلال منظومة الشائعات لخلق حالة من التشويه والتشكيك المتزامن مع أزمات اقتصادية عالمية، ثم يجرى ما جرى فى غزة ليتم استغلال الوضع المصطنع للضغط على القيادة لقبول ابتلاع المخطط!! لكن الخطيئة التى ارتكبها هؤلاء المخططون هى عدم قراءة التاريخ، ولو كانوا قرأوه لعرفوا سلوك المصريين حكاما ومحكومين وقت الازمات، لن تجد ثغرة يمكنك أن تنفذ منها لإحداث شرخ فى جدار اللحمة الوطنية، ولن تجد حاكما مصريا وطنيا خرج من مدرسة الوطنية العسكرية المصرية يقبل الضغوط – كل الضغوط – وحينما يتعلق الأمر بالأرض والعرض والشرف والكرامة والنزاهة فالأمر سيكون مختلفا، الشعب المصرى له طبيعة مختلفة عن كل شعوب الارض، ففى أوقات الاسترخاء أو الرخاء أو الشدة تختلف سلوكياته بشكل لا يكاد يصدقه عقل، الشعب قد يعانى وقد ينتقد وقد يشعر بعدم الرضا تجاه قضايا معينة، لكنه فى نفس اللحظة الذى يستشعر الخطر على وطنه تجده يتحدى التحدى ويضع كل مشاكله تحت أقدامه ليعلو دفاعا عن وطنه، خلال الأيام الماضية تابعنا كل هذا ورصدنا ما يؤكد حركة التاريخ، الرئيس الذى انتبه كاشفا مخططات ومؤامرات تحيق بالوطن فى لحظة فارقة، وقف محذرا الجميع من خطورة ما يجرى وبموقف مصر الصلب الرافض لأى مساس بأمنه القومي، الشعب التقط الخيط من قائده وهب ليصطف خلفه دفاعا عن مقدراته وقضاياه المصيرية، بقى أن نذكِّر الجميع بأن مصر أو «قلب الخرشوفة» بعيدة المنال والوصول إليها ضرب من المحال.