تاريخ الشعوب العظيمة حافل دائماً بالبطولات والأحداث.. وعلى صفحاته تلتقى الدروس وتتجدد العزيمة وجهود البناء.. يطمئن الشعب لحسن اختيار سلامة الطريق.
وفى مصر «أم الحضارة».. تعلمنا الدرس الأول.. المستمر المفعول.. ويتمثل فى أن النصر الحقيقى يتحقق بالانتماء وصناعة الإنسان وتنويع الاستعدادات بحيث يتوفر لدينا الذخيرة البشرية والأخلاقية لأداء الواجبات والمهام.
وفى أوقات السلم تكون المهمة الأعظم هى تربية الأجيال.. نقل الخبرات.. التوعية.. غرس المبادئ الأصيلة فى قلوب وعقول الصغار.. لأنهم رصيد المستقبل الذى يشعر الوطن بالأمان والسلام.
أما فى الحروب والأزمات.. يتحول الأمر إلى جهد مشكور لحشد الهمم والعزيمة.. وتقسيم الأدوار.. بما يضمن مساندة الجبهة الداخلية للجنود الأبطال.. الذين دائماً فى المواجهة.. جاهزون ليلبوا نداء الواجب ويحققوا المزيد من الانتصارات.
والآن مع المتغيرات التى تحيط بنا من كل الجهات.. نجد أنفسنا فى حاجة إلى التمسك بالثوابت والوقوف بقوة لصد المكائد والمؤامرات.. ونجدد العهد دائماً فى دعم قيادتنا الحكيمة لحماية الوطن ومقدراته والسير نحو التقدم والازدهار.. والحفاظ على السلام.
وبالتأكيد «أم الدنيا» لا تترك مواطنيها فى العراء أمام موجات الدفع بها فى بحور الحروب والفيروسات.
خذوا الحكمة من الصالحين حتى لا تضلوا.. والالتزام بذلك واجب.. حتى تمضى السفينة بسلام.. وإلى كل دعاة الحروب وتدمير الغالى والثمين.. هذه نصيحة «غاندي» الزعيم الروحى خلال حركة استقلال بلاده الهند.. يقول: الحروب أسهل الطرق لانهيار التعليم والأخلاق وضياع القيم والخير.. وصعود اللئام وأصحاب المال الحرام.. وذهاب الأعراف والقوانين وتحول كل شيء إلى غابة.. وانتشار الديابة وتصبح الحياة مستنقعاً للعار والدمار.
نعم.. الانتصار الحقيقي.. بناء صروح المستقبل ورفع معيشة الشعوب من خلال تحقيق التنمية والتعليم الجيد والرعاية الصحية.. استثمار مع الله.. ومن ترك أمره لرب العالمين أعطاه فوق ما يتمناه.
ولنا أن نتذكر دائماً.. مكانة مصر الغالية.. ورسالتها عبر الزمان.. بداية من أنها.. «أرض الرسالات».. ورمز للصلابة والكرامة.. ومهد لحضارة صنعت للإنسانية أولى خطواتها نحو العلم والحكمة والقدرة على الصبر والتحمل.
أنت مصري.. ليس مجرد شعار.. ولكنه علم يرفرف وراية يلتف حولها أبناء الكنانة.. وبكل إيثار إنه قدر المصريين.. وأيضاً طبع الخير والنماء.. وباب السماء.. مفتاح دائماً بالدعاء.
أفاض الله على قلوبكم نور الإيمان.. وعلى أجسامكم عافية الأبدان.. وأسعد رب العالمين أوقاتكم برضاه وطاعته.. ورزقكم فى الآخرة نعيمه وجنته.. اللهم آمين.