قصة الضربة الانتقامية الإيرانية ضد إسرائيل لم تنته بعد فقد تجاوزت إيران خطاً أحمر ووجهت لإسرائيل ضربة مباشرة من داخل أراضيها.
ذكرت ليموند الفرنسية أن إيران بضربة واحدة قد غيرت من قواعد اللعبة فى صراعها الممتد مع إسرائيل.
حالياً الشرق الأوسط أصبح على حافة الهاوية ويمكن أن ينفجر فى حرب إقليمية واسعة بين إيران وإسرائيل.
هدد رئيس الأركان الإسرائيلى الجنرال هاليفى علناً بأن إسرائيل سوف ترد بضربة انتقامية مضادة لإيران فى اللحظة التى تختارها وضد الأهداف التى تريدها وتحدثت صحف إسرائيل عن إمكانية تدمير منشآت البرنامج النووى الإيرانى أو مصانع السلاح ومؤسسات الدولة فى طهران.
إسرائيل تريد بوضوح استعادة قدرتها على ردع إيران.
فى واشنطن طالب الرئيس الأمريكى بايدين إسرائيل بضبط النفس لكن واشنطن تتحدث حالياً بلغة مختلفة تماماً.
أولاً كما تقول الصحف الأمريكية أن الأسطول الأمريكى شارك فى الدفاع عن إسرائيل وقام بتدمير وإسقاط الصواريخ والمسيرات الإيرانية حتى تدرك إيران أنها لا تواجه عدواً واحداً هو إسرائيل بل أمريكا وبريطانيا وربما فرنسا.
أمريكا تنحاز إلى جانب إسرائيل بهدف حماية مصالحها وبهدف تقويض البرنامج النووى الإيراني.. كما أن أمريكا تعادى المشروع الإيرانى للهيمنة فى الشرق الأوسط.
أمريكا ترفض حتى الآن الدخول فى حرب مباشرة ضد إيران لكن ذلك يمكن أن يتغير فى لحظة واحدة إذا أخطأت إيران فى حساباتها ويمكن لأمريكا أن تحشد جيشها للحرب ضد أى دولة تهدد مصالحها فى الشرق الأوسط حتى لو كانت إيران.
هكذا نجد أن ضربة الانتقام الإيرانية ضد إسرائيل يمكن أن تغير كل قواعد اللعبة والصراع فى المنطقة كلها أو كما يقولون حالياً فى واشنطن وتل أبيب فإن الشرق الأوسط جاهز للانفجار الرهيب فى أى لحظة.
«تل أبيب» تتحدث عن «رد انتقامى»..
وأمريكا ترفض الدخول فى حرب مباشرة ضد إيران
الهجوم فى أعين االخبراء:
التخطيط عقيم.. والتنفيذ سيىء
غياب عنصر المفاجأة فى إطلاق المسيرات والصواريخ
بعد الهجوم ..
الشرق الأوسط .. قابل للانفجار
اسرائيل تتوعد ايران بالانتقام .. وأمريكا تهدد بالحرب دفاعاً عن مصالحها
هى لحظات.. أو ربما ساعات قصيرة جدا بحسابات الزمن.. طويلة جدا بمقاييس التاريخ عاشتها إسرائيل فى أقصى درجات التأهب القاتل المصحوب بكل أنواع الخوف والفزع المطلق فى انتظار الضربة الانتقامية الإيرانية.
حين انتصف ليل السبت ٣١ أبريل ٤٢٠٢ سارع ملايين الإسرائيليين إلى دخول الخنادق والملاجئ المحصنة تحت الأرض خوفا من هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.
دوت صفارات الإنذار فى كل مكان من مدن إسرائيل ومستوطناتها تحذر السكان من هجمات الانتقام الإيرانى على مدى أكثر من ساعتين.. حتى اقتربت ساعات الفجر الأولى ليوم الأحد ٤١ أبريل ٤٢٠٢.
امتلأت سماء إسرائيل خلالها بأضواء نيران مئات الصواريخ الباليستية الإيرانية والطائرات المسيرة وصواريخ كروز وأصوات الانفجارات تدوى.. وتواصلت المشاهد المأساوية العنيفة حتى دقت الساعة تمام الثانية و٩٢ دقيقة بالضبط من صباح يوم جديد الأحد ٤١ أبريل.. لتعلن عن فجر تاريخ جديد ليس فقط فى إسرائيل.. ولكن فى تاريخ صراعات وحروب البقاء والوجود والحدود فى منطقة الشرق الأوسط.. ويقولون فى تل أبيب حاليا.. إن ما حدث خلال الهجوم الإيرانى الانتقامى لم ينته بعد وكما يقول الجنرال الإسرائيلى السابق بينى جانتس ما حدث لابد له من رد إسرائيلى انتقامى لكن فى التوقيت المناسب وبالحسابات التى تخص مصالح وأمن ووجود إسرائيل.
لكن العالم يتساءل الآن كيف ولماذا فشلت إيران فى توجيه ضربة انتقامية لإسرائيل فى هذا التوقيت؟!
وتتعدد أسباب فشل الهجوم الإيرانى والنتيجة واحدة فقد فشلت القيادة الإيرانية فى تحقيق المفاجأة الاستراتيجية أو التكتيكية ضد إسرائيل.. إيران فشلت فى تكرار ما فعلته حماس فى يوم ٧ أكتوبر 2023 حين قامت ميليشياتها باقتحام كل مستوطنات وقواعد إسرائيل العسكرية فى الجنوب فجأة فى تمام الساعة السادسة والنصف صباحا.
فشلت إيران فى التخطيط والتنفيذ للضربة الانتقامية العقابية التى تحدثت عنها طويلا على مدى اسبوعين لجأت خلالها إلى لغة التهديدات الفارغة وكانت النتيجة النهائية اعتراض وإسقاط ٩٩٪ من صواريخ إيران الباليستية والطائرات المسيرة بدون طيار.. والقراءة الصحيحة للواقع الأمن داخل طهران يؤكد اليوم بما لا يدع مجالا للشك أن إيران قد أصبحت مستباحة تماما فى مجال الأن المعلوماتى والفضل فى ذلك يرجع إلى أجهزة المخابرات الأمريكية وأجهزة مخابرات وسفارات أكثر من 30 دولة حليفة لأمريكا موجودة فى طهران وتقدم كل ما لديها من معلومات دقيقة للمخابرات المركزية الأمريكية وأيضا إلى جهاز المخابرات الإسرائيلية الموساد.
وتقوم أقمار التجسس والاستطلاع الأمريكية والأوروبية باختراق سماء وفضاء إيران والعالم كله على مدار الساعة.. ترصد كل شيء وكل التحركات.. وحتى كل القرارات الكبرى.
ومن هنا لم يكن مثيرا للدهشة أن تعلن أمريكا والرئيس بايدن عن موعد الضربة الانتقامية الإيرانية خلال ٤٢ أو ٨٤ ساعة قادمة وكانت المعلومات دقيقة للغاية وتعمد الرئيس الأمريكى بايدن الإعلان عن موعد الضربة الإيرانية فى محاولة لردع إيران من القيام بالهجوم لكن إيران فشلت فى التراجع وعجزت عن تغيير الخطة أو الموعد والتوقيت وكانت النتيجة النهائية هى فشل الضربة الانتقامية الإيرانية فى تحقيق أى هدف.
وفى النهاية اكتشف العالم خلال الساعات الأخيرة وجود قنوات اتصال خلفية بين إيران وأمريكا .. جرت من خلالها مشاورات مطولة بين واشنطن وطهران لدرجة أن بعض المراقبين وصفوا الضربة الانتقامية الإيرانية المزعومة بأنها مجرد سيناريو متفق عليه بين الجانبين لإنقاذ ماء وجه القيادة الإيرانية بعد قصف القنصلية الإيرانية فى دمشق واغتيال الجنرال زاهدى ورفاقه فى عملية تصعيد إسرائيلى متعمد بهدف استفزاز أيران وجرها إلى حرب واسعة فى توقيت تريده إسرائيل ولأهداف تريدها إسرائيل وتعارضها أمريكا فى التوقيت الحالي.
ولذلك وجدنا من يتساءل فى باريس ويقول فى صحيفة لوفيجارد الفرنسية إلى أين يذهب التصعيد العسكرى بين إيران وإسرائيل؟! وتساءل آخرون وقالوا.. هل يتحول الصراع الممتد بين إسرائيل وإيران إلى حرب مؤجلة؟!
ويؤكد الخبراء أنه فى كل الأحوال.. فإن أحداث الساعات الرهيبة خلال الهجوم الإيرانى الفاشل على إسرائيل قد تحولت إلى فرصة يمكن أن نعرف خلالها حدود حرية الفعل ورد الفعل التى تتمتع بها إسرائيل فى مواجهة الرفض الأمريكى لقيام إسرائيلى بالرد على الهجوم الإيرانى الفاشل.. وإصرار الرئيس بايدن على ضرورة أن يلتزم نتنياهو بضبط النفس.
وذكرت لوفيجارو الفرنسية فى افتتاحيتها إن أيران قامت بتوجيه ضربة بالصواريخ والمسيرات إلى إسرائيل من داخل الأراضى الإيرانية لأول مرة.. باطلاق أكثر من ٠٠٣ صاروخ باليستى وطائرة مسيرة على مواقع وقواعد عسكرية داخل إسرائيل وأكدت الصحيفة أن هذه الضربة مهما كانت تشكل بداية مرحدة جديدة فى الصراع المفتوح وطويل الأمد بين إيران وإسرائيل وهى مرحلة مليئة بالمجهود انعدام اليقين.. لا يوجد ما نعرفه فيها سوى أنها مرحلة الانتقام.. والانتقام المضاد.
وقد اختارت إيران أشد البدائل خطرا.. وأكثرها جرأة للرد على قيام إسرائيل بقصف القنصلية الإيرانية فى دمشق ومن هنا تبدأ أسوأ مراحل الخطر فى الصراع بين إيران وإسرائيل وهى مرحلة المواجهة العسكرية المباشرة بين الجانبين والهجوم الإيرانى يعتبر فى النهاية إعلان حرب.. بصرف النظر عما حدث فيه من فشل وعجز إيرانى عن تحقيق أى هدف سوى انقاذ ماء الوجه.. بأن إيران تلقت ضربة إسرائيلية مباشرة.. وقامت بالرد عليها.
يقول المراقبون.. إن إيران كانت بحاجة فعلا للقيام بعمل ما ينقذ ماء الوجه لكن هل إيران جاهزة لطريق الانتقام الطويل وهنا لابد أن نتوقف أمام سيناريو ما حدث خلال الضربة الانتقامية الإيرانية على إسرائيل فقد أعلنت تل أبيب عن سلسلة واسعة من المفاجآت التى لم يتصورها أحد من قبل.
فقد أعلنت إسرائيل أن الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية فشلت فى اختراق الأجواء الإسرائيلية بسبب قدرة الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية المتطورة على اعتراض وإسقاط صواريخ ومسيرات إيران وشاركت منظومة حرب النجوم الإسرائيلية بصواريخ آرو فى اعتراض الصواريخ الإيرانية.
وخلال الهجوم الإيرانى حدثت مفاجآت أخرى كبيرة جدا وهى اشتراك أساطيل أمريكا وبريطانيا وفرنسا فى اعتراض وإسقاط الصواريخ الإيرانية وفى النهاية تم تدمير ٩٩٪ منها قبل أن تصل إلى أهدافها.
فقد دوت صفارات الإنذار فى جميع أنحاء إسرائيل طوال ليلة السبت وحتى ساعات الفجر الأولي.. الأحد ٤١ ابريل حين قامت إيران بإطلاق المئات من الصواريخ والطائرات المسيرة ضد إسرائيل وذكرت صحف إسرائيلية أن بعض الصواريخ انطلقت من اليمن أو مواقع أخري.. لكن القوة الرئيسية للصواريخ جاءت من داخل إيران.. وفشلت الصواريخ الإيرانية فى تحقيق أهدافها وذكرت جيروزاليم بوست أن طفلة بدوية واحدة فى السابعة من عمرها أصيبت بجراح خطيرة وهى فى الانعاش حاليا وتعرضت إحدى القواعد العسكرية الإسرائيلية لأضرار طفيفة فى المنشآت فى جنوب إسرائيل.
أطلقت إيران ٠٠٣ صاروخ باليستى وطائرة مسيرة وأكثر من 03 صاروخ كروز فى موجة بعد موجة كما تعرضت إسرائيل لهجوم ب40 صاروخ انطلقت من داخل لبنان لكن الصواريخ والمسيرات فشلت تقريبا فى اختراق المجال الجوى الإسرائيلى لم يصل إلى داخل إسرائيل سوى عدد صغير جدا من الصواريخ بفضل نجاح الدفاعات الجوية الإسرائيلية فى التصدى لها وقيام الأساطيل الأمريكية البريطانية والفرنسية فى الخليج والبحر الأحمر وفى البحر المتوسط بتشكيل مظلة حماية شاملة للأجواء الإسرائيلية من جميع الاتجاهات وكانت هذه الأساطيل هى عامل الحسم فى إحباط وإفشال الهجوم الانتقامى الإيرانى وذكر الجنرال الإسرائيلى المتقاعد آفى بن ياهو إن أسلحة إيران قديمة وعتيقة وأثبتت انعدام فاعليتها تماما.
يؤكد آفى بن ياهو أن هجوم إيران على إسرائيل هو فى الواقع الإعلان الأول من جانب إيران للحرب على إسرائيل وهذا الهجوم الإيرانى بالصواريخ والمسيرات حدث عند فجر الأحد الماضى وهو فى الواقع فجر يوم جديد فى تاريخ إسرائيل وتاريخ الشرق الأوسط.
فقد هددت إيران إسرائيل علنا على مدى عشرات السنين بتدمير تل أبيب ومحوها من الوجود لكن هذه هى أول ضربة إيرانية مباشرة لإسرائيل بما يؤكد أن هذه أول مرة فى التاريخ تعلن فيها إيران الحرب صراحة على إسرائيل وليس عن طريق طرف ثالث مثل حركة حماس أو ميليشيات حزب الله أو الحوثي.
وهناك تداعيات أخرى عديدة لهذه الضربة الإيرانية منها إعلان الرئيس الأمريكى بايدن وإدارته ووزارة الدفاع الأمريكية التزام الولايات المتحدة التام بالدفاع عن أمن إسرائيل ومواطنيها.. بالأفعال وليس بالكلمات.. وكان ذلك واضحا تماما باشتراك سفن الأسطول الخامس الأمريكى فى الخليج والأسطول السادس الأمريكى فى البحر المتوسط فى الدفاع عن إسرائيل وإسقاط الصواريخ والمسيرات الإيرانية.
ويقول الجنرال آفى بن ياهو إن ما حدث ليلة السبت وفجر الأحد يعتبر فرصة لابد من انتهازها لإقامة تحالف دفاعى أمريكى فى المنطقة يشارك فيه حلفاء أمريكا وإسرائيل.
وفى النهاية اتضح أن إسرائيل تملك أيضا أفضل شبكة دفاع مضادة للصواريخ فى العالم وقد بدأت إسرائيل فى بنائها بتمويل وتكنولوجيا أمريكية منذ عهد الرئيس الأمريكى الأسبق رونالد ريجان.
وفى النهاية فإن إيران تبدو كقوة كبري.. لكن الأسلحة الإيرانية متخلفة وليس لديهم ما يفخرون به سوى الصواريخ والطائرات المسيرة وخلال هذا الهجوم الليلى اتضح أنها أسلحة بلا قيمة وفشلت فى تدمير أى أهداف إسرائيلية ويؤكد آفى بن ياهو إن إسرائيل لابد أن تقوم بالرد على هذه الضربة الإيرانية حتى لو كانت فاشلة ولكن فى التوقيت المناسب وفى المكان المناسب وبالدقة الواجبة.
ويوضح الجنرال المتقاعد أن إسرائيل لابد أن تلجأ للحكمة وتحديد الأولويات الصحيحة والتفكير الدقيق مع التركيز على القضايا الرئيسية بما فى ذلك الصراع والحرب فى غزة وما بعد الحرب على حماس وكيفية مواجهة تهديد حزب الله فى الشمال على حدود لبنان ولا يمكن نسيان قضية الإفراج عن الرهائن ومعالجة الموقف فى الضفة الغربية والقدس.
ويؤكد الجنرال آفى بن ياهو إن قضية الرد على الضربة الإيرانية الفاشلة لابد أن تعود بنا إلى حرب الخليج الأولى فى 1991 حين أطلق صدام حسين عشرات الصواريخ على حيفا وتل أبيب وطالب بعض جنرالات إسرائيل فى ذلك الوقت بالرد على الصواريخ العراقية لكن رئيس الوزراء الإسرائيلى إسحاق شامير استجاب لنداء الرئيس الأمريكى بوش الأب ورفض الرد على صواريخ صدام حسين.. وترك القضية للتحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة.
اليوم يطالب الجنرال الإسرائيلى المتقاعد بضرورة أن تلجأ إسرائيل للتفكير الاستراتيجى المنطقى وليس بالعواطف وسيناريو الاعتماد على التحالف الأمريكى فى الرد على الهجوم الإيرانى يبدو مقنعا ومريحا.
وتتوافق كلمات الجنرال آفى بن ياهو مع تصريحات الرئيس الأمريكى بايدن فى واشنطن حيث أكد أن أمريكا لن تشارك أو تدعم أى هجوم إسرائيلى على إيران.
وأكد الرئيس الأمريكى بعد حديث تليفونى مع رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو أنه يستعد للتشاور مع مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى للقيام بتنسيق المواقف وتحديد الرد الدبلوماسى المناسب على الضربة الإيرانية وتمت دعوة مجلس الأمن الدولى لاجتماع عاجل لبحث المسألة.
وتبقى أسئلة كبيرة وكثيرة بلا إجابات .. أولا كيف وصل الصراع المشتعل بالنار بين إيران وإسرائيل إلى هذه النقطة؟! ثانيا.. ماذا يمكن أن يحدث بعد ذلك هل يمكن أن تحدث حربا إقليمية واسعة.
الهجوم الإيرانى المباشر على إسرائيل يمثل فى الواقع قمة الأحداث المتفجرة بين طهران وتل أبيب ويأتى الهجوم بعد عشرات السنين من حروب الظل والصراع بالوكالة بين إيران وإسرائيل عن طريق ميليشيات طرف ثالث وعلى أراضى طرف ثالث وهذا الهجوم هو أول مواجهة مباشرة بالسلاح بين إيران وإسرائيل.
ولذلك فإن ما قد يحدث بعد ذلك بين إيران وإسرائيل يبدو مجهولا ولا يمكن التنبؤ به فهذا الهجوم الإيرانى يثير المخاوف الكبرى باحتمالات اندلاع حرب وصراع عسكرى واسع عبر الشرق الأوسط وهى منطقة متفجرة فعلا بالصراعات والأحداث وقد تحركت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل سريعا للدفاع عن إسرائيل.
ولذلك يتساءلون الآن فى تل أبيب أين يمكن أن تتجه إسرائيل بعد ذلك؟! فقد ظلت إسرائيل وإيران فى حالة حرب وصراع على مدى عشرات السنين.. ولكن بصورة غير مباشرة وتعهد زعماء إيران كثيرا بتدمير إسرائيل والقضاء عليها نهائيا.
وقامت إيران بتمويل تسليح ميليشيات معادية لإسرائيل فى لبنان وسوريا والعراق واليمن وحتى حماس فى غزة.
وقامت إسرائيل بالرد على كل ذلك بوسائل عديدة مثل اغتيال كبار علماء ومهندسى البرنامج النووى الإيراني.. واغتيال جنرالات الحرس الثورى الإيراني.. ويؤكد الموساد الإسرائيلى أنه نجح فى الاستيلاء على كل وثائق البرنامج النووى الإيرانى وسرقتها من المخابئ السرية فى طهران والذهاب بها إلى إسرائيل وكانت الفضائح المزعومة هائلة حتى فى الأمم المتحدة.
هددت إسرائيل على مدى سنوات طويلة بتدمير منشآت ومفاعلات البرنامج النووى الإيرانى بضربات جوية إسرائيلية متفردة أو بالتعاون مع أمريكا وبريطانيا لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.
وفى السابع من أكتوبر 2023 قامت حركة حماس بهجوم مفاجئ ضد إسرائيل واتسعت دائرة الحرب الإسرائيلية من غزة إلى اشتباكات يومية مع ميليشيات حزب الله على حدود لبنان وتم تهجيز مائة ألف مستوطن إسرائيلى من مستوطنات الجليل.. بلا أمل فى العودة حتى الآن.
وهناك اقتناع تام داخل إسرائيل حاليا بأهمية القيام بحرب شاملة ضد ميليشيات حزب الله اللبنانية خلال الفترة القصيرة القادمة الصراع الواسع مع حزب الله قادم لا محالة كما يقولون فى تل أبيب.
ويرى المراقبون أن إيران أطلقت مئات الصواريخ والمسيرات على مواقع محددة داخل إسرائيل وكان حجم الهجوم الإيرانى غير عادي.. لأن هجمات الميليشيات التابعة لإيران تركز عادة على منطقة واحدة داخل إسرائيل فى الشمال أو فى الجنوب عند غلاف غزة لكن صواريخ وقذائف الهجوم الإيرانى المباشرة حلقت فى كل مكان من سماء وفضاء إسرائيل.. حتى فوق القدس ومسجد قبة الصخرة وكانت إسرائيل فى حالة تأهب كامل لمواجهة كل السيناريوهات فى الصراع مع إيران وتحدثت جيروزاليم بوست عن إمكانية تعرض إسرائيلى لضربة نووية إيرانية بصورة أذهلت المراقبين فى كل مكان. وفى النهاية تمكنت إسرائيل بمساعدة أمريكا وبريطانيا وفرنسا من اعتراض وإسقاط ٩٩٪ من الصواريخ الإيرانية فى معركة استغرقت ساعتين تقريبا.. وتكلفت أكثر من مليار دولار