
صدامات واعترافات على السجادة الحمراء: «دنزل غاضب» و«جودي فوستر» تنتقد هوليوود و«روبرت دي نيرو» يهاجم ترامب ويشعل الأحداث
- فيلم فلسطيني يهز قلوب الحاضرين في «نظرة ما»
- «عائشة المصرية لا تستطيع الطيران».. تتحدى أمطار كان وتصل متأخرة إلى جمهورها
- إيران لا تغيب.. جعفر بناهي يعود من العزلة إلى التصفيق
- ذراع بيدرو عارية وفساتين النساء جريئة
غدًا يُسدل الستار على الدورة الـ78 من مهرجان كان السينمائي الدولي بعد عشرة أيام من العروض المتنوعة والمفاجآت واللقاءات وسط أجواء يسيطر عليها الحيرة والترقب بسبب العدد الكبير للأفلام المشاركة والمستوى الفني الرفيع لغالبية الأعمال.

ومن المقرّر أن تعلن لجنة التحكيم برئاسة النجمة الفرنسية جولييت بينوش عن الفائزين بجوائز المسابقة الرسمية التي تضم 21 فيلمًا، مساء غدا السبت في حفل الختام الذي يليها عرض فيلم «ملحمة الهندباء» للمخرجة اليابانية موموكو ساتو وتشمل الجوائز المنتظرة السعفة الذهبية، الجائزة الكبرى، جائزة لجنة التحكيم، إلى جانب جوائز أفضل إخراج، أفضل ممثل، وأفضل ممثلة.
ولقد استمرّ مهرجان كان السينمائي طيلة ١٠ ايام متواصلة مليئة بزخم لا يقلّ عن دوراته السابقة، جامعًا بين السحر السينمائي، والإثارة الإعلامية، والجدل السياسي والاجتماعي. وبينما تتوجه الأنظار إلى شاطئ لا كروازيت، حيث تتكدّس جلسات التصوير والمؤتمرات الصحفية والعروض الأولى، تشهد المدينة الفرنسية لحظات لافتة تتراوح بين السجادة الحمراء والكواليس المشحونة.
فلقد افتُتحت دورة هذا العام بتكريم خاص للممثل الأميركي القدير روبرت دي نيرو، الذي تسلّم السعفة الذهبية الشرفية وسط تصفيق حار. إلا أن دي نيرو، الذي لطالما عُرف بمواقفه الجريئة، استغل المنصة لتوجيه انتقادات لاذعة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مستنكرًا قراره بفرض تعرفة جمركية بنسبة 100% على الأفلام الأجنبية.
“فكّروا في ذلك لدقيقة واحدة… لا يمكنكم وضع ثمن على الإبداع، لكن على ما يبدو، يمكنكم فرض رسوم عليه”، قال دي نيرو، في خطاب اعتبره البعض الأجرأ منذ سنوات، وأعاد تذكير جمهور كان بأن الفن لا ينفصل عن السياسة.
لم تخلُ فعاليات هذا العام من التوتر؛ فظهر الممثل دِنزل واشنطن وهو يوبّخ مصورًا حاول الإمساك بذراعه أبعد واشنطن يد المصور غاضبًا، مرددًا “توقف عن ذلك”، قبل أن يغادر، في مشهد سلّط الضوء على حدود التفاعل بين النجوم والإعلام، الجدير بالذكر ان واشنطن كان في طريقه على السجادة الحمراء لحضور عرض فيلم للمخرج سبائك لي بعنوان ” من الأعلى إلى الادني”، وحصل اثناء تقديمه للفيلم علي السعفة الذهبية عن مجمل أعماله وهو كان بمثابة مفاجأة لواشنطن وللحضور.
في المقابل، لفت بيدرو باسكال الذي يعرض له في المسابقة الرسمية فيلم “ادنجتون” الأنظار بإطلالة بسيطة أظهر فيها ذراعيه ما وصفه البعض بـ”العفوي والساحر”. إلا أن المقارنة لم تغب عن النقاد: فالنساء اللواتي يرتدين فساتين كاشفة في ذات الفعالية غالبًا ما يُنظر إليهن كـ”جريئات” أو “مثيرات للجدل”، وهو ما أعاد فتح النقاش حول ازدواجية المعايير في تقييم الإطلالات على السجادة الحمراء.
من جهة أخرى، حضرت النجمة جودي فوستر إلى كان للمشاركة في العرض الأول لفيلمها الجديد “حياة خاصة”، حيث تلعب دور طبيبة نفسية تحقق في وفاة مريضة، تؤديها فيرجيني إيفيرا.
فوستر، التي زارت كان أول مرة وهي في الثالثة عشرة بفيلم “تاكسي درايفر”، قالت إن العمل كمخرجة في فرنسا يمنحها حرية إبداعية لا تتوفر لها في الولايات المتحدة. وأضافت: “في هوليوود، تُفضّل الاستوديوهات أن يكون الفيلم إما إثارة أو كوميديا، لا مزيجًا من الاثنين، بينما في فرنسا يتمتع المخرج بسلطة فنية أوسع.



في لحظة اعتبرها كثيرون ذات دلالة رمزية قوية، شارك الفيلم الفلسطيني “كان يا ما كان في غزة” للمخرجين التوأم عرب وطرزان ناصر في مسابقة “نظرة ما” ، وهو القسم الثاني من حيث الأهمية بعد المسابقة الرسمية.
وقال عرب ناصر اثناء وقوفه على مسرح في افتتاح العرض الاول لفيلمه ”: “هناك حاجة ملحّة لإيصال صوت فلسطين، وقصة غزة تحديدًا، عبر منصة دولية مثل مهرجان كان، الذي يحظى بجمهور واسع من مختلف أنحاء العالم”.

عُرض الفيلم في مدينة كان، وسط اهتمام بالغ من النقاد، لا سيما في ظل الظروف المتوترة التي يمر بها القطاع، ما أعطى العرض طابعًا إنسانيًا وسياسيًا لافتًا.
ومن غزة إلى طهران، حمل المخرج جعفر بناهي صوته وسينماه إلى كان رغم سنوات من العزلة والملاحقة في بلاده. فقد شهد مهرجان كان عرض فيلمه الجديد “حادث بسيط”، وسط تصفيق امتزج بالدموع.
منذ وفاة عباس كياروستامي، بات حضور السينما الإيرانية في كان محفوفًا بالمخاطر، إذ يتعرّض المخرجون للمراقبة والاعتقال. ومع ذلك، تظل تلك السينما حاضرة، تقاوم بصمت وبصورة.

كما شهد العرض الأول للفيلم المصري “عائشة لا تستطيع الطيران” أجواءً استثنائية مليئة بالتحديات، حيث تزامن مع هطول أمطار غزيرة وغيوم كثيفة تسببت في شلل حركة المرور وصعوبة في تنقل المارة في شوارع كان.
وأدى هذا الطقس السيء إلى وقوع ازدحام كبير من جمهور الصحافة والمشاهدين الذين اضطروا للوقوف في طابور طويل تحت المطر في انتظار دخول قاعة العرض. وحتى فريق العمل، وعلى رأسهم المخرج مصطفى مراد، لم يتمكنوا من دخول القاعة في الموعد المحدد، مما أدى إلى تأخر عرض الفيلم بحوالي عشر دقائق، وهو أمر غير معتاد في مهرجان كان الذي يُعرف بدقته في المواعيد.