وكما تعودنا طوال أعوام مضت كانت مصر هى الرائدة وهى التى تتحمل مسئولياتها بحكم ريادتها وقيادتها حتى لو كان هناك المتآمرون الذين اجتمعوا بليل لينزعوا عن مصر ريادتها ولكنها تأبى دائما إلا أن تكون فى المقدمة تواجه وتنتصر وتثبت للعالم أنها هى الدولة الوحيدة التى تعمل لصالح القضية الفلسطينية.. وهى الدولة الوحيدة التى تدفع ثمنا باهظا فى المواجهات سواء فى حروب خاضتها دون دعم أو سند من أحد أو من تبعات الحروب الاقتصادية أو من مؤامرات الأشقاء قبل الأعداء.. ولكنها تستمر لأن هذا هو قدرها الذى يؤمن به كل المصريين وتؤمن به القيادة السياسية ولا تحيد عنه..
أعداء مصر يروجون دوما أن مصر باعت القضية.. ولكن التجارب والأيام تثبت العكس ولو أن مصر باعت القضية بالفعل لكانت قد قبلت بالعرض الأمريكى للتهجير مع مزايا ومنح مالية كبيرة تتمثل فى تسديد كل ديون مصر وإلغاء كل الديون بجرة قلم.. وفوق كل ذلك كان العرض الثانى هو الحصول على مايقرب من قيمة هذه الديون التى سيتم إلغاؤها نقدا لتتحول مصر بعدها إلى نمر اقتصادى لايعانى من أى مشاكل اقتصادية.. مع ملاحظة أن هذه الديون هم أصلا من كبلوا مصر بها عن طريق التضييق عليها اقتصاديا عامدين متعمدين..
ولو أن مصر قد باعت القضية كما يروج المعارضون فى الداخل بتوصية من أولياء أمورهم بالخارج لقبلت بالعرض لتنتهى كل مشاكلها تماما وتنتهى معها القضية الفلسطينية للأبد وتصبح فلسطين كلها أرضاً صهيونية لا حق لأى فلسطينى فيها بعد أن يتم توطينه فى سيناء بشكل نهائى..
رفضت مصر رغم الضغوط ورغم العقبات والمشاكل التى يضعها البعض أمام مصر وآخرها الحديث عن ضرورة عبور السفن الأمريكية بقناة السويس مجانا.. ورفضت مصر بقيادة زعيمها هذا الطرح من الأساس.. لأن القناة تحكمها اتفاقيات دولية لايمكن تجاوزها ولأن فى مصر إدارة مصرية لاتؤثر فيها تهديدات ولا تحيد عن الاستقلال والسيادة.
وعلى صعيد آخر عادت الحرب فى غزة لما كانت عليه من قبل وتم اختراق الهدنة الوهمية التى أقنعتنا إسرائيل وحماس بها لنصل فى النهاية لعود غير محمود لقتل الأبرياء والأطفال والنساء بشكل غير مقبول وغير مسبوق.. والهدف زيادة الحشود على الحدود المصرية كورقة ضغط لفتح المعبر وتنفيذ عملية التهجير..
وعلى التوازى يتم إشعال الجبهة الغربية فى ليبيا بصراعات جديدة تمهيدا لتنفيذ عملية تهجير الفلسطينيين إلى ليبيا لتصبح مصر محاصرة بالصراعات والحروب والتهديدات من الجانب الشرقى ومن الجانب الغربى مع ما فى السودان من صراعات لم ولن تنتهى.. والهدف من كل ذلك هو مصر الدولة الوحيدة القوية..الدولة الوحيدة التى قالت ومازالت تقول بكل ثقة وبكل قوة «لا للتهجير» ولا لصفقة القرن.. ولا للغطرسة الصهيو أمريكية.. حفظ الله مصر ورئيسها وجيشها وشعبها.