توقعت الأسبوع الماضى محاولة إسرائيل الهروب للأمام للخروج من مأزق ومستنقع غزة بمحاولة جر العالم الغربى إلى حرب إقليمية فى الشرق الأوسط قد تتطور لحرب عالمية محدودة لرسم خريطة جديدة للشرق الأوسط تكون هى على قمته، ولتأكيد واستمرار هيمنة الكاوبوى الامريكى كقطب أوحد فى ظل انشغال روسيا مع أوكرانيا وتحفظ التنين الصينى عن الخروج من مخبئه للوقت الذى يحدده هو!!
بدأ السيناريو بحرب غزة ثم بضرب القنصلية الإيرانية فى سوريا، وعلى النقيض صدرت بيانات الشجب والإدانة بسرعة من هنا وهناك عقب الهجوم الإيرانى على إسرائيل، ولم يقل أحد ان الهجوم رد فعل لضرب القنصلية الإيرانية فى سوريا، ورد كرامة قانون دولى منتهك.
بعيداً عن سيناريوهات التهويل والتهوين التى أرفضها جميعاً تتوالى الأسئلة التى تبحث عن إجابات، هل ما حدث مجرد مشهد من مسرحية تزامنت مع مسرحيات أيام العيد، الصواريخ والطائرات المسيرة لا تزيد على الطائرات الورقية وبمب وصواريخ العيد التى يلهو بها أطفالنا؟
يدعم هذا التصور تصريحات طهران والبيت الأبيض بعد دقائق من بدء الهجوم وقبل أن نفرح به، بما يوحى بأن هناك اتفاقاً مسبقاً بين واشنطن وطهران على هذه المسرحية وتوزيع الأدوار بشكل مفضوح لحفظ ماء وجه إيران بين حلفائها ودغدغة مشاعر الشعب الإيرانى والبحث عن زعامة فى المنطقة.
يؤكد هذا المنحى التخوينى التحذير الإيرانى المعلن والذى وصل إلى حد الابلاغ عن موعد اطلاق الصواريخ والطائرات بـ72 ساعة، يعنى الحصول على إذن المخرج الساكن فى البيت الأبيض.
يؤكد المشهد المسرحي، رفض الرئيس الأمريكى بايدن لأى رد انتقام إسرائيلى على إيران.
على الجانب الآخر يرفض البعض تصديق باننا نستطيع الانتصار على إسرائيل وانها كائن هش ويمكن هزيمته بسهولة وان قوتها المزعومة مستمدة ممن زرعها بيننا لتحقيق مصالحه.
بكل موضوعية إلا يعد الهجوم الإيرانى المباشر على إسرائيل نجاحاً يحسب لطهران بإنها هاجمت لأول مرة إسرائيل فى عقر دارها، وان الذعر بسبب هذه الصواريخ يكفى لضرب صورة إسرائيل وجيشها ودفاعها الجوى فى «مقتل» ويبدد «خرافة» قبتها الحديدية التى لم تفلح فى صد الهجوم واستعانت بمن زرعها بيننا لمواجهة سيول الصواريخ والطائرات المسيرة المنطلقة لأول مرة من داخل إيران ولو لا تدخل أربع من أكبر القوى العسكرية والتكنولوجية العالمية لكان الكيان الصهيونى الآن صريعاً بأكثر من 150 صاروخاً و150 طائرة وتحول فلسطين المحتلة إلى جهنم ومقبرة جماعية للصهاينة.