أشاد سفير المانيا بالقاهرة يورجن شولتس بالسياسة الخارجية لمصر فيما يتعلق بالوضع في منطقة الشرق الأوسط ودورها المسؤول للتوصل الي استقرار في المنطقة واصفا مصر بانها تمثل صوت العقل ومرساة الاستقرار “في منطقة الشرق الأوسط”، مشيرًا إلى أن ما تقوم به مصر نقدره بشدة ونثمن دورها المحورى الذى تلعبه.
وأكد شولتس، فى مؤتمر صحفى – عقده بمقر السفارة اليوم الخميس – أن مصر تتعامل بشجاعة ومسؤولية مع عدد كبير من التحديات التي تحيط بها.
وقال السفير الألماني إن الوضع في غزة كارثي مضيفا، أن برلين لها علاقات قوية مع إسرائيل ولكنها تولي اهتماما كبيرا بالتوصل الي حل سياسي والذي يتمثل في حل الدولتين وتسهم في هذا الأمر ، لانها تري ان السلام مهم للطرفين الفلسطيني والاسرائيلي.

وقال: ” أن الموقف الألماني لم يتغير بعد هجمات 7 أكتوبر عام 2023، وأنها ضد الحصار والتهجير ومنع وصول المساعدات إلى سكان غزة مطالبا حماس بالإفراج عن الأسري و منهم من يحملون الجنسية الألمانية من أجل البدء في التفاوض للتوصل الي حل سياسي”.
وثمن السفير الألماني جهود الوساطة المصرية بالإضافة إلي قطر و الولايات المتحدة طيلة الشهور الماضية للتوصل الي وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الاسرى مؤكدا أن وقف إطلاق النار يعد خطوة مهمة من أجل إيصال المساعدات للمحتاجين في غزة وتم توصيل القليل من هذه المساعدات ولكن نحتاج الي توصيل المزيد لتغطي جميع الأراضي الفلسطينية.
وأضاف أن المانيا قدمت منذ 7 أكتوبر أكثر من 300 مليون يورو مساعدات إنسانية مشيرًا إلى أنه سافر منذ بداية عمله كسفير مرتين الي مطار العريش لاستقبال طائرات ألمانية تحمل المساعدات لصالح سكان غزة.
وشدد علي ضرورة التوصل إلي حل سياسي شامل من أجل البدء في إعادة الاعمار مؤكدًا أن برلين ترحب بالخطة المصرية لإعادة إعمار غزة.
وردا على سؤال لـ«الجمهورية» حول أن ألمانيا هى الشريك الاقتصادى الخامس لمصر وحجم التبادل التجارى بين البلدين 5.5 مليار يورو.. ماهى كيفية العمل على زيادة هذا التعاون بينهما؟.. أعرب السفير الألمانى عن أمله أن يصل التعاون الاقتصادى للمرتبة الأولى ولكنه ليس قرار الحكومات ولكن الشركات المصرية والألمانية وقرارتها فى الاستثمار هو الذى يرفع من حجم التبادل التجارى بين البلدين، فالفرص فى مصر واعدة وان شركات المانية عديدة ترى ايضا ان هناك فرصا واعدة فى مصر لكن يتعين أن تترجم هذه الفرص إلى خطوات ملموسة، وعلينا أن نعمل على هذا الأمر لزيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين.
وردا على سؤال لـ«الجمهورية» أن مصر أعلنت عن استضافتها لمؤتمر إعادة إعمار غزة فور الإعلان وقف إطلاق النار فى غزة فماذا عن كيفية الضغط دوليًا على إسرائيل من أجل وقف إطلاق الحرب فى غزة؟.. قال السفير الألمانى: ” أن بلاده سوف تبذل أقصى ما فى وسعها للتوصل إلى وقف إطلاق النار فالأمر صعب فى التفاوض وألمانيا تحاول هى وشركائها منذ فترة طويلة للتوصل إلى وقف إطلاق النار وتستخدم كافة القنوات والوسائل للتوصل لهذا الأمر، نحن نقول لشركائنا فى اسرائيل على اهمية التوصل الى وقف اطلاق النار , حيث كانت هناك فترة قصيرة جدًا تم وقف إطلاق النار لكنه لم يدم وبالتالى نحن بحاجة إلى وقف إطلاق نار دائم حتى نستطيع ان نبدأ فى إعادة الإعمار.
وعن تعرض قافلة دبلوماسية لاطلاق النار في جنين، قال السفير الألماني إن هذا الأمر غير مقبول علي الإطلاق ولا يمكن تبريره.. مشيرا الي اننا نستغل علاقتنا مع إسرائيل من أجل اقناع إسرائيل بتغيير موقفها من الأزمة في غزة.
وردا على سؤال حول أن المانيا ترفض تهجير الفلسطينيين من أراضيهم ولكن اسرائيل مستمرة فى خطتها وضاربة عرض الحائط بالنسبة للقانون الدولى الانسانى او حتى بكل الاعتراضات ولكن المانيا لم تتخذ خطوات واضحة للتعامل والضغط على اسرائيل .. قال السفير الالمانى ان بلاده ضد التهجير وقد قام العديد من المسئولين الالمان فى الحكومة بتصريحات كثيرة واكدنا على رفضنا للتهجير , ونحن نستغل ايضا علاقاتنا الدبلوماسية مع اسرائيل وكافة القنوات والاليات لتوصيل هذا الصوت لاسيما الى شركائنا فى اسرائيل والعمل على توضيحه بشكل صريح.
وحول التحرك الأوروبي لمراجعة اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.. قال هناك نقاشات حول هذا الموضوع داخل الاتحاد ولكن برلين تعارض اتخاذ هذه الخطوة وانها تنتقد إسرائيل لاستمرار الحرب في غزة ونري ان الحوار هو الحل في اقناع إسرائيل.
وبشأن التحرك الأوروبي في مجلس الأمن حول غزة،أوضح ان مجلس الأمن يناقش في جلسات الأوضاع في الشرق الأوسط كل شهر وان برلين تري اهمية التواصل الي توافق للوصول الي قرارات.
استعرض السفير الألمانى بالقاهرة يورجن شولتس، العلاقات الثنائية المصرية الالمانية مؤكدا ان البلدين يتمتعان بعلاقات تمتد الى عشرات السنوات , مؤكدا على متانة وقوة العلاقات المصرية الألمانية فى كافة المجالات، مشيرًا إلى أن هذه العلاقات شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا، وهى الآن تمر بمرحلة تعزيز غير مسبوقة على مختلف الأصعدة، لاسيما فى المجالات السياسية والاقتصادية والتعليمية والثقافية.
أشار إلى أن العلاقات السياسية سلسلة تشهد قوة وكثافة منذ بداية عمله فى أغسطس الماضى حيث شهدت الزيارات رفيعة المستوى التي جرت خلال الفترة الماضية، ومنها زيارة الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير إلى القاهرة فى سبتمبر الماضى ، وزيارة رئيس ولاية بافاريا الألمانية في أكتوبر الماضي، وانه منذ اسابيع كانت زيارة رئيس وزراء ساكسونيا الالمانية بالإضافة إلى اللقاء المثمر الذي عقد بين الدكتور بدر عبد العاطي، ووزير الخارجية الألماني فى بروكسل وكان لقاء مثمر ، وهو ما يوضح مدى عمق العلاقات المصرية الالمانية.
وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية، أكد شولتس أن ألمانيا تعد خامس أكبر شريك اقتصادي لمصر، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال العام الماضي 5.5 مليار يورو، وفخورين بالعلاقات التى تربطنا بين مصر والمانيا , ولاسيما ان شركات المانية تلعب دورا محوريًا في مجال البنية التحتية والطاقة في مصر، وتقدم اسهامات مهمة جدا في تحديث هذه المجالات وكل ذلك يتم بالتنسيق مع شركائنا المصريين.
وأشار السفير إلى أن التعاون التنموي والانمائى بين مصر وألمانيا لتحقيق هذه المشروعات ، لاسيما في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، ومعالجة المياه وجعلها صالحة للاستخدام، بالإضافة إلى تطوير التعليم الفني والمهني، بما يواكب احتياجات سوق العمل ويخدم جهود التنمية في مصر. كما أكد أن حجم المساهمة الألمانية في هذه المشروعات يتجاوز مليار يورو..
وفيما يخص السياحة، لفت شولتس إلى أن مصر تعد وجهة مفضلة للسياح الألمان، مشيرًا إلى أن 1.5 مليون سائح ألماني زاروا مصر خلال العام الماضي.
وأوضح أن البلدين يسعيان إلى تكثيف التعاون في ملف الهجرة الشرعية للعمالة الفنية الماهرة التى تصب فى مصلحة الجانبين.
وفي مجال التعاون الثقافي، قال شولتس إن التعاون فى المجال الثقافى بين مصر وألمانيا مهم جدا.