«الطباعة ثلاثية الأبعاد» تقنية صناعية.. قيمتها السوقية تمنو سنوياً بنسبة 23.3 %
كشف مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، أن مصر مرشحة للاستحواذ على نحو 30٪ من تنمية صناعة البناء والتشييد فى الشرق الأوسط وشمال افريقيا خلال السنوات القادمة وأشار المركز فى إصدار الرابع من تقرير «مدن المستقبل»، بعنوان: «المدن المطبوعة ثلاثية الأبعاد» والذى يتناول مفهوم المدن الذكية المستدامة والأدوات المستخدمة من جانب المؤسسات المعنية لتقييم مستوى ذكاء المدينة واستدامتها.
اهتم التقرير فى القسم الأول بتعريف الطباعة ثلاثية الأبعاد وتطبيقاتها فى مجال الإنشاءات وسوق البناء العالمية للطباعة ثلاثية الأبعاد، حيث يُقصد بـ «الطباعة ثلاثية الأبعاد» مسميات عدة أبرزها مسمى «التصنيع بالإضافة» أو «التصنيع الرقمى المباشر» وتعمل هذه التقنية على تجميع ودمج وتصنيع المواد ببعضها البعض طبقة فوق أخرى لتكوين النموذج أو الشكل النهائى المراد طباعته من المنتجات باستخدام نموذج مجسم البيانات ثلاثى الأبعاد «CAD Model»، أى تحويل الشكل ثلاثى الأبعاد على الكمبيوتر إلى نموذج مجسم، ومن أبرز التقنيات فى مجال البناء اثنتان هما «تقنية الأذرع المثبتة على السكة الطابعة»، و»الطباعة باستخدام تقنية الرمل».
بالنظر إلى حجم القيمة السوقية للطباعة ثلاثية الأبعاد نجدها سريعة النمو، وقد قُدر حجمها فى عام 2022 بنحو 16.75 مليار دولار أمريكى ومن المتوقع أن ينمو بمعدل نمو سنوى مركب يبلغ 23.3٪ من عام 2023 إلى عام 2030، وتجدر الإشارة إلى أن أمريكا الشمالية قد استحوذت على أكثر من 33.34٪ من الإيرادات العالمية لسوق الطباعة ثلاثية الأبعاد فى عام 2022، كما برزت السوق الأوروبية كثانى أكبر سوق إقليمية فى عام 2021.
فى مجال الإنشاءات تشير الاحصاءات إلى أن حجم سوق البناء والتشييد باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد بلغ 18.2 مليون دولار فى عام 2022، ومن المتوقع أن يسجل معدل نمو سنوى مركب يبلغ 101.9 ٪ فى الفترة من 2023 إلى 2030، وتهيمن منطقة آسيا والمحيط الهادى على سوق البناء والتشييد باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد، ومن المتوقع أن تكتسب هذه التكنولوجيا زخمًا كبيرًا فى ظل ما تقوم به الصين واليابان من جهود بارزة فى توسيع استخدامات تلك التكنولوجيا.
ركزَّ التقرير فى قسمه الثالث على انعكاسات استخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد على قطاع البناء والتشييد المصري، حيث تشير الاحصاءات إلى أن صناعة التشييد والبناء تعد واحدة من أهم الصناعات نموًا على مستوى العالم، فقد بلغ حجم سوق البناء نحو 6.4 تريليون دولار من الناتج المحلى الإجمالى العالم عام 2020، ومن المتوقع أن يصل إلى 14.4 تريليون دولار فى عام 2030، ومحليًا بلغ نمو قطاع التشييد والبناء المصرى بين عامى «2021- 2022» نحو 11٪ وساهم بنسبة 18.7٪ من إجمالى الناتج المحلى الإجمالي، وتشير التوقعات إلى التوسع المحتمل فى صناعة البناء فى مصر لتصل إلى متوسط نمو سنوى يبلغ 6.8٪ و7.4٪ بحلول عامى «2024- 2027»، الأمر الذى يرشح مصر أن تستحوذ على نحو 30٪ من قيمة صناعة البناء والتشييد فى منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
بالنظر فيما تم تنفيذه من عمليات فى قطاع التشييد والبناء عام 2020/ 2021، نجد أن نشاط البنايات يمثل نحو 67.4٪ من إجمالى الأنشطة الاقتصادية الخاصة بالقطاع، وقد يكون من المفيد استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد على نطاق محدود فى تشييد البنايات كنماذج أولية لمشروعات التشييد وتحسين التصميم وتحديد أى مشاكل محتملة قبل بدء البناء وإنشاء مكونات البناء المخصصة وتلبية الاحتياجات المحدودة للمشروع داخل السوق المحلية، هذا إلى جانب التأثيرات التى قد تسهم بها هذه التقنية الحديثة فى تحسين صناعة البناء والتشييد وتقليل الأضرار البيئية المرتبطة بهذه الصناعة وترشيد استهلاك الطاقة لمشروعات البناء وخفض معدلات إصابة العمالة داخل موقع البناء.
وأشار التقرير فى ختامه، أنه يمكن القول إنه على الرغم من التحديات التى قد تمنع تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد من أن تصبح جزءًا رئيسًا من قطاع التشييد المصرى على المديين القريب والمتوسط فى ظل ارتفاع تكلفة هذه التكنولوجيا ومحدودية التطبيقات المستخدمة لبناء جميع أنواع الهياكل، إلى جانب الحاجة لتدريب العمال فى قطاع التشييد على كيفية استخدام تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد الجديدة، فإنه قد يكون من المفيد استخدام هذه التقنية على نطاق محدود فى إنشاء نماذج أولية لمشروعات التشييد وتحسين التصميم وتحديد أى مشاكل محتملة قبل بدء البناء وإنشاء مكونات البناء المخصصة وتلبية الاحتياجات المحدودة للمشروع، الأمر الذى تبنته بعض الشركات كشركة «أوراسكوم للإنشاءات» والتى أعلنت عن شراكة مع شركة «كوبود» الدنماركية عام 2022 لتقديم أحدث تقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد لخدمة قطاع الإنشاءات لأول مرة فى مصر.