بناء الشخصية أصعب من بناء ناطحات السحاب وفى زمن ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تعددت روافد الاتصال والتواصل ومن ثم تتعرض مصر والأمة العربية للاستهداف الخارجى عن طريق ما يعرف بحروب الجيلين الرابع والخامس حيث الشائعات المغرضة لتمزيق الأوطان والشائعات ليست وليدة اليوم بل هى موجودة فى أغلب الحضارات والثقافات وتعتبر الشائعات أحد أفتك الحروب النفسية واخطارها فى غاية الخطورة لذا حذر الاسلام من إشاعة الاخبار الكاذبة ووصف المولى عز وجل مبتدع الاشاعة بالفاسق والكاذب قال تعالى فى كتابه العظيم القرآن الكريم: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا).
إن مسئولية مواجهة ومحاربة الشائعات تقع على الفرد والأسرة والمسجد والكنيسة ووسائل الإعلام وأذكر أن الدكتورة نعمات أحمد فؤاد عقب نكسة 1967 أصدرت كتابها شخصية مصر وقالت: (حين تقف آثار المجد المصرى مستقرة ثابتة شامخة لا تنال منها الأحداث أو الناس أو الزمن نفسه يتحايل نفر على قلب الحقائق حتى يجدوا ثغرة إلى النفس المصرية تهز ثقتها أو تشككها فى ذريتها والمصريون يواجهون مثل هذه الحملات أو التحديات بالدفاع أو الصمت.. والمفكر أحمد لطفى السيد قال: سئل أحد علمائنا البلغاء فقيل له ما المصري؟ فقال: المصرى هو الذى لا يعرف له وطناً آخر غير مصر أما الذى له وطنان يقيم فى مصر ويتخذ له وطنا آخر على سبيل الاحتياط فبعيد عليه أن يكون مصريا بمعنى الكلمة.
وقد رصدنا أكبر محاولة لتزييف الوعى العربى والمصرى من خلال محاولات التشويش والتأثير والتحكم فى وعى الشعوب على النحو الذى يخالف توجهات وأهداف الدولة الوطنية بدعوى الربيع العربى ولذا تبرز أهمية الوعى الوطنى لأنه الدعامة الرئيسية لتماسك الجبهة الداخلية ضد اية مهددات خارجية فالشخصية المصرية هى شخصية عميقة الجذور فى أعماق التاريخ.
ان كل انسان جندى فى موقعه وعليه العمل لأجل الوطن ودحض كل محاولات الاستهداف الخارجى فالدول تتقدم وتقوى بشعبها وتلاحمه مع القيادات الوطنية المخلصة التى تعمل لأجل الوطن.