لا ينكر كل ذى عينين أن الدولة خلال السنوات القليلة الماضية أبدت إهتماماً غير مسبوق بتطويروتجميل دور العبادة الإسلامية والمسيحية.. وبالنسبة للمساجد فقد ظهر خلال الأشهر القليلة الماضية مجهود وزارة الأوقاف فى الارتقاء بها معمارياً وتأثيثاً خاصة مساجد آل البيت وأولياء الله الصالحين منذ ان تولى مسئوليتها د.أسامة الأزهرى..
لكن يوجد لدينا مسجد السلطان أبو العلا بحى بولاق الذى يتميز بالعمارة الإسلامية حيث تم إنشاؤه منذ 569 سنة.. و«أبو العلا» هو الشيخ الصالح حسين أبى على الذى يعتقد عودة نسبه إلى آل البيت النبوى من ناحية سيدى على زين العابدين إبن سيدنا الحسين.. ورغم أنه يعد من الآثار الإسلامية المهمة إلا أننى أديت صلاة الجمعة الماضية فيه بناء على طلب من أحد جيرانى ووجدت حالته من الخارج والداخل لاتسر الناظرين والمريدين خاصة مقام سيدى أبى العلا الذى يغطيه التراب من كل جهة ويظهر الإهمال عليه.. وسألت نفسى «إزاى الأزهرى» ماخدش باله من هذه التحفة الأثرية بغض النظر عن كونه داراً للعبادة.. وعندما تحريت الأمر من بعض المصادر الرسمية الموثوق بها علمت أن المسجد بالفعل يعاملونه أنه من الآثار فقد تجاوزعمره الخمسة قرون أى يتبع الآثار إنشائياً ومعمارياً وان الأوقاف دورها توفير تكلفة الترميم فقط.. وبالفعل علمت أن الأوقاف أعدت المقايسة والفلوس اللازمة.. وبالفعل بدأت وزارة الآثار العمل ومعها شركة مقاولات كبرى ولكن العمل توقف منذ فترة لأسباب غير معلومة.. والكل فى الإنتظار لتدورعجلة الترميم والتطوير..
هنا فكرت قليلاً وتذكرت أن هذا الموضوع المهم يدخل ضمن مسئولية اللواء خالد فوده بصفته مستشار الرئيس للتنمية المحلية وفى نفس الوقت رئيس اللجنة القومية لحماية وتطوير القاهرة التراثية.. والحقيقة فقد قام بتحريك المياه الراكدة فى عدة أماكن تراثية وأثرية فى القاهرة منذ أن تولى هذه المهمة برفقة المحافظ إبراهيم صابر.. لذلك أنا متأكد أن «فوده» لو تابع الأمر سوف نصل إلى نتيجة سريعة ورائعة.. أى أن المسجد يحتاج تدخل «فوده» والأوقاف جاهزة بالتكلفة.. ونحن فى الانتظار.