منافسة ساخنة بين ممثلات هوليود على السجادة الحمراء بعرض لفيلم «Eddington»
بيلامى يرفع شارة بطيخة «تضامنا مع القضية الفلسطينية» .. وأوليفر لاكس يُحدث صدمة سمعية فى عرضه الأول لفيلم «Sirat»

في مشهد لا تخطئه الأعين، يتألق نجوم هوليوود علي السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائي، بينما تشتبك عدسات الكاميرات مع لقطات لأعمال جريئة تطرح قضايا الذاكرة، والصراعات الداخلية، والهوية. في عرض عالمي أول لفيلم «Eddington»، وحضور مدوٍ لفيلم «Sirat» نري السحر السينمائي مع الواقع السياسي والوجدان الإنساني، ليواصل المهرجان تأكيد مكانته كأهم ملتقي عالمي يجمع بين الفن، الجرأة، والدهشة.
ويستمر التألق علي السجادة الحمراء يوميا للمهرجان الذي تستمر فعالياته إلي يوم 24 مايو الجاري، وجاءت إطلالة النجمة الحائزة علي جائزة الأوسكار إيما ستون إطلالة رقيقة، إلي جانب الممثل خواكين فينيكس، الفائز أيضًا بالأوسكار، ونجم مسلسل «The Last of Us» بيدرو باسكال، والممثل أوستن بتلر، نجم فيلم «Elvis»، علي السجادة الحمراء في مهرجان كان السينمائي، قبيل العرض العالمي الأول لفيلمهم الجديد «Eddington».
ارتدت إيما ستون، المعروفة بأدوارها الحائزة علي الأوسكار في فيلمي «Poor Things» و»La La Land»، فستانًا أبيض بملمس بارز، وزيّنَت إطلالتها بأقراط من الزمرد وتسريحة شعر ملساء إلي الخلف.
وقد شوهدت وهي تتبادل الحديث مع زميلها في العمل بيدرو باسكال، الذي اختار إطلالة كلاسيكية بالكامل باللون الأسود، فيما خطف أوستن بتلر الأنظار ببدلته الرسمية السوداء، قبل أن يغادر السجادة مؤقتًا لتحية المعجبين والتقاط صور سيلفي معهم.
و تألق خواكين فينيكس ببدلة رسمية سوداء أيضًا، ووقف لالتقاط الصور برفقة المخرج الأمريكي آري أستر، كاتب ومخرج الفيلم.
ويُعرف أستر بأعماله السينمائية المتميزة، من بينها فيلم الإثارة «Midsommar»، وفيلم الرعب النفسي «Hereditary»، إضافة إلي الكوميديا السوداء «Beau Is Afraid» من بطولة فينيكس.
تدور أحداث فيلم «Eddington» خلال جائحة كوفيد-19، وتتناول مواجهة متوترة بين مأمور بلدة صغيرة يُدعي جو كروس، ويؤدي دوره خواكين فينيكس، وعمدة المدينة تيد غارسيا، الذي يجسده بيدرو باسكال.
تشعل هذه المواجهة حالة من التوتر والانقسام داخل بلدة ادينجتون في ولاية نيومكسيكو، حيث يتحول الجيران إلي خصوم. وتؤدي إيما ستون دور لويس، زوجة جو، التي تبدو معارضة لأسلوب زوجها في التعامل مع الأوضاع.
ويجسد أوستن بتلر شخصية فيرنون جيفرسون بيك، الذي يظهر في الإعلان الترويجي للفيلم وهو يلقي خطابًا عاطفيًا مؤثرًا.
وشهد العرض الأول للفيلم حضور عدد من نجوم هوليوود، من بينهم أنجلينا جولي، وجيريمي سترونج، وناتالي بورتمان. كما حضر الممثل هاريس ديكنسون، نجم فيلم «Babygirl»، برفقة صديقته المغنية روز جراي، حيث التقطا الصور سويًا علي السجادة الحمراء.
ومن المقرر أن يُعرض فيلم «Eddington» في دور السينما الأمريكية بتاريخ 18 يوليو، في حين لم يُعلن بعد عن موعد طرحه في دور العرض الإيرلندية.
ايضا تم عرض فيلم Sirat، وشهدت السجادة الحمراء حضور طاقم العمل، من بينهم سيرجي لوبيز، برونو نونيز، جيد أوكيد، ريتشارد بيلامي، وتونين جانفييه. وقد لفت بيلامي الأنظار بلفتة سياسية هادئة، من خلال ارتداء شارة علي شكل بطيخة فلسطينية، رمزًا معروفًا للتضامن مع القضية الفلسطينية.
وتعتبر هذه المشاركة الأولي في المسابقة الرسمية للمهرجان، للمخرج الفرنسي-الإسباني أوليفر لاكس وفيلمه Sirat، الذي أثار الكثير من الجدل والتأويلات. ورغم أن الفيلم عُرض ضمن المسابقة الرسمية، إلا أن الكثير من النقاد يرون أنه كان ليجد مكانًا أكثر ملاءمة ضمن عروض منتصف الليل الشهيرة للمهرجان.
الجدير بالذكر ان الفيلم يمزج بين التجريب البصري والسمعي، في قصة تدور أحداثها في المغرب وتستحضر أجواء أفلام الطريق الشهيرة مثل Mad Max. تبدأ أحداثه في صحراء المغرب حيث تقام حفلة رايف ضخمة وسط مشهد قاسٍ ومغبر. يبحث «لويس» (لوبيز) في هذا العالم عن ابنته «مار» التي اختفت منذ خمسة أشهر. مار هي العنصر الرمزي المحوري الذي يقود القصة نحو عالم داخلي من الهوس والبحث عن الذات.
ويذكر ايضا أن الفرنسي- الإسباني أوليفر لاكس معروف بولعه بحفلات الرايف غير القانونية، وقد استعان في الفيلم بأشخاص حقيقيين من هذا العالم لأداء أدوار البطولة، إلي جانب الممثل الإسباني المخضرم سيرجي لوبيز الذي يؤدي الدور الرئيسي.
وقال لاكس : «ما يعجبني في مشهد الرايف المتنقّل هو الاحتفال بجروحنا… نحن بشر مكسورون، وكلٌّ منا يخلق آلية ليُخفي هذا الكسر. أما هنا، فنعرضه للعلن».
أما الممثل الثاني بالفيلم الفرنسي ريتشارد بيلامي قال: «كان أمرًا لا يُصدق أن نتمكن من إظهار من نحن فعلاً « لأن هذا هو العالم الذي نعيش فيه « وأن نعبّر عن أنفسنا ونُري الناس أن كل شيء ممكن». وأضاف الممثل، الذي تملأ الأوشام جسده: «الاستماع إلي الموسيقي هو ما يجعلنا نشعر بأننا أحياء».
يذكر أن الممثلين الفرنسيين غير محترفين هما ريتشارد بيلامي وتونين جانفييه، وكلاهما يعاني من إعاقات جسدية، ما يعزز من صدقية الفيلم وتجريبيته.
ويتميّز الفيلم بموسيقاه التصويرية المليئة بموسيقي الترانس العنيفة والإلكترونية الثقيلة، وقالت مجلة Variety المتخصصة: Sirat يصدمنا نفسيًا وعاطفيًا بطرق غير متوقعة».
وأوضح لاكس، الذي شارك في كتابة السيناريو، أن انجذابه لحفلات الرايف نابع من ما تحمله من تسامح وغياب للتصنع، قائلاً: «أعتقد أن كل البشر لديهم جزء مكسور، إصابة داخلية، وكثيرون منا يبتكرون آليات لإظهار نسخة مثالية عن أنفسهم. أما ما يعجبني في مشهد الرايف المتنقل، فهو الاحتفال بهذه الإصابات، إظهارها وعدم إخفائها».
موسيقي الرايف هي إحدي الأنماط الفرعية لموسيقي الرقص الإلكترونية (EDM)، وتتميّز بإيقاعاتها السريعة والمتكررة، وأصواتها الإلكترونية المولّدة صناعيًا، مع استخدام واضح للايقاع الاصطناعي والمؤثرات الصوتية. وغالبًا ما تمزج موسيقي الرايف بين عناصر من التكنو، والهاوس، والترانس، وتُعزف عادة في حفلات الرايف الكبري، وهي تجمعات موسيقية ضخمة تُقام في أماكن مفتوحة أو صناعية، وتتمحور حول ثقافة الموسيقي الإلكترونية والرقص الجماعي.
اما عنوان الفيلم Sirat، فهو مستوحي من «الصراط»، الجسر الرفيع الذي يُقال إنه يصل بين الجنة والجحيم، وهو رمزٌ يتضح معناه الكامل في ذروة الفيلم الدرامية والصادمة.
وبذلك ووسط حضور دولي متميز، يجمع مهرجان كان هذا العام بين وهج النجومية وعمق القضايا، وبين البريق السينمائي والأسئلة الوجودية، ليؤكد مرة أخري مكانته كأهم محفل سينمائي عالمي يجمع بين الفن، السياسة، والابتكار.