البابا يتعهد: العدالة بوصلتي.. والسلام هدفي
بتكليف من السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى، شارك الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، فى مراسم تنصيب قداسة البابا ليو الرابع عشر، والتى أُقيمت صباح امس الأحد فى ساحة القديس بطرس بالفاتيكان.
وجاءت المشاركة المصرية فى هذه المناسبة التاريخية تأكيدًا على متانة العلاقات بين مصر ودولة الفاتيكان، وحرص القيادة السياسية على استمرار الحوار الحضارى والدينى مع الكرسى الرسولى ومختلف شعوب العالم، لا سيما فى ظل التحديات الثقافية والإنسانية والسياسية العالمية الراهنة.
وشهدت مراسم التنصيب حضورًا واسعًا ضم أكثر من 150 وفدًا رسميًا يمثلون الدول والمنظمات الدولية الكبري، بينهم رؤساء وملوك ورؤساء حكومات من أوروبا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا، إلى جانب كبار الشخصيات الدينية وممثلى الكنائس الشرقية والكاثوليكية من مختلف أنحاء العالم. كما شهد القداس حضورًا جماهيريًا واسعًا قُدّر بنحو 250,000 شخص من مختلف دول العالم.
وفى لقاء شخصى مع قداسة البابا ليو الرابع عشر، نقل وزير الثقافة تحيات السيد رئيس الجمهورية، وكذلك مشاعر تقدير الشعب المصرى لقداسته، مؤكدًا دعم مصر الدائم لقيم السلام والتعايش الإنسانى والتنوع الثقافي، مشددًا على أهمية الدور المشترك بين مصر والفاتيكان فى نشر ثقافة الحوار، وتعزيز التعاون فى مجالات التراث، وحماية الآثار الدينية، ومحاربة التطرف.
عبّر وزير الثقافة عن تطلع مصر إلى تعزيز التعاون مع الفاتيكان فى المجالات ذات الاهتمام المشترك، فضلاً عن الحثّ على مواصلة الجهود المستمرة لتحقيق السلام فى منطقة الشرق الأوسط، وبالأخص وقف إطلاق النار فى غزة، وتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.
من جانبه أكد بابا الفاتيكان البابا ليو الرابع عشر أمس خلال تنصيبه فى ساحة القديس بطرس، على ضرورة حماية تعاليم الكنيسة الكاثوليكية، وتعهد بالحث على مواجهة التحديات الحديثة بشكل مباشر.
ترأس البابا، القداس الإلهى بمناسبة بدء الخدمة البطرسية لأسقف روما، فى ساحة القديس بطرس، حسبما ذكرت وكالة «رويترز»، وتشكل صلاة ريجينا كايلى جزءا من التنصيب والبث المباشر، بعد القداس الإلهى فى بداية حبرية البابا.
وشدد البابا فى حديثه أمام آلاف الأشخاص، على أن تظل الكنيسة – التى يبلغ عدد أعضائها 1.4 مليار شخص – متجذرة فى تقاليدها دون أن تصبح منعزلة، وأنه لا يوجد مجال للدعاية الدينية أو ألعاب القوة فى مستقبل المؤسسة.
وفى إطار أولويات سلفه الراحل البابا فرانسيس، انتقد البابا ليو الرابع عشر النظام الاقتصادى العالمي، قائلاً إنه «يستغل موارد الأرض ويهمش الفقراء». وحذّر أيضًا من مركزية السلطة فى يد البابوية، قائلاً إنه سيسعى إلى الحكم «دون الاستسلام أبدًا لإغراء الاستبداد».
وفى ظهوره الأول، لم يتحدث ليو الرابع عشر عن لاهوت معقد أو تقاليد الفاتيكان، بل توجه مباشرة إلى لبّ الحاجة الإنسانية اليوم «السلام»، معلنًا بصراحة أن العدالة ستكون بوصلته، والسلام هدفه، فى عالم تتكاثر فيه الصراعات وتتشظى فيه القلوب.
وقبل تنصيبه، قام البابا بأول جولة بالسيارة الباباوية عبر ساحة القديس بطرس، وتدفق عشرات الآلاف من الأشخاص إلى ساحة القديس بطرس، وانضموا إلى الرؤساء والأمراء فى الاحتفال بمراسم تنصيب رسمية.
ودقت أجراس كاتدرائية القديس بطرس بينما لوّح البابا بيديه من السيارة التى كانت تدور ببطء فى الساحة. وهتف الحشد واختلطت أعلام بيرو وأمريكا والكرسى الرسولى بأعلام دول أخرى ولافتات.
وأصبحت هذه السيارة المكشوفة رمزا للامتداد العالمى للبابوية وجاذبيتها الإعلامية، حيث تستخدم محليا ودوليا لتقريب الباباوات من رعيتهم.
وعلى هامش الفعالية الخاصة بتنصيب البابا رسميا، من المتوقع عقد لقاءات مختلفة بين ضيوف الدول.
وأعلن الفاتيكان، 8 مايو الجاري، اختيار الكاردينال الأمريكى روبرت فرنسيس بريفوست، بابا جديدًا لقيادة الكنيسة الكاثوليكية خلفًا للبابا الراحل فرنسيس، وسيحمل اسم «ليو الرابع عشر».
ويصبح البابا ليو الرابع عشر، أول أمريكى يتولى هذا المنصب الرفيع فى تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، إذ اختار البابا الجديد الاسم البابوى «ليو الرابع عشر»، تكريمًا للبابا ليو الثالث عشر، المعروف بإصلاحاته الاجتماعية ودعمه للعمال فى القرن التاسع عشر.