نظّمت جامعة المنصورة الجديدة فعالية محاكمة صورية تدريبية لطلاب كلية القانون، مستوحاة من وقائع قضية الآثار الكبرى، إحدى أبرز القضايا الجنائية في مصر، والتي شكلت نموذجًا عمليًا لتدريب الطلاب على الإجراءات القضائية والعدلية.
جاءت الفعالية برعاية الأستاذ الدكتور معوض محمد الخولي، رئيس الجامعة، وإشراف الأستاذ الدكتور سامي عبد الكريم، عميد كلية القانون، وبمشاركة العمداء ومديري البرامج وأعضاء هيئة التدريس، إلى جانب نخبة من المستشارين والخبراء القانونيين.
وقد رحب الاستاذ الدكتور معوض محمد الخولي رئيس جامعة المنصورة الجديدة ، بالسادة الحضور من أولياء الأمور الأفاضل، الزملاء الأعزاء من المستشارين والمتخصصين، أبنائي وبناتي الطلاب والطالبات.
وعبر عن إنه ليوم مميز في مسيرة كلية القانون، حيث نرى طلابنا ينظمون ويقدمون هذا النشاط الرائد – المحكمة الصورية – التي تعد من أبرز الأنشطة الأكاديمية العملية التي تعكس بوضوح مهاراتهم وقدراتهم القانونية. إن مشاهدة هذه المحاكمة ليست مجرد تدريب، بل هي شهادة على تطورهم وتميزهم في فهم القانون وتطبيقه، وسط أجواء تجمع بين الاحترافية والتحدي.
حيث يمثل هذا النشاط أكثر من مجرد تجربة تعليمية؛ إنه نافذة تطل بنا على مستقبل مشرق، حيث يظهر لنا أنكم، يا أبنائي وبناتي، على أتم الاستعداد لتحمل مسؤولياتكم كمحامين وقضاة ومدافعين عن العدالة. ما أراه اليوم هو ثمرة لجهود مضنية منكم ومن أساتذتكم الذين كانوا دائمًا خير موجّه ومرشد، وزرعوا فيكم روح الاجتهاد والتميز.
وأنا أوجه رسالتي لكم، دفعتنا الأولى القريبة من التخرج، أنتم الآن على أعتاب مرحلة جديدة في حياتكم ، تذكروا أن النجاح الحقيقي لا يكمن فقط في التفوق الأكاديمي، بل في الالتزام بالمبادئ والأخلاق، وفي خدمة المجتمع بروح العدل والنزاهة. كونوا دائمًا قدوة في كل مكان تعملون فيه، واحرصوا على أن تكونوا سفراء مشرفين لهذه الكلية ولجامعتكم.
أما أنتم، دفعاتنا القادمة، فأنتم الأمل الذي سيكمل هذا الطريق. استفيدوا من كل فرصة تقدمها لكم الكلية، وشارِكوا في مثل هذه الأنشطة التي تبني شخصيتكم وتصقل مهاراتكم. ولا تترددوا في السعي نحو التميز، فالمستقبل لا يُمنح إلا لمن يعملون من أجله بإخلاص وعزيمة.
وأود هنا أن أذكر الجميع بأهمية التعاون والعمل الجماعي ، نحن في كلية القانون لا نبني فقط مهنيين متميزين، بل نعمل على بناء مجتمع قانوني قائم على التكاتف والإبداع. اجعلوا من التحديات فرصًا، ومن الصعاب حافزًا للنجاح.
وأخيرًا، أتوجه بخالص الشكر لأساتذة الكلية الذين يضيئون الطريق لطلابنا، ولأولياء الأمور الذين كانوا دائمًا السند والداعم، ولكل من ساهم في تنظيم هذا النشاط الرائع.
نسأل الله أن يوفقنا جميعًا لما فيه خير هذا الوطن الغالي، وأن يجعل منكم قادة المستقبل في خدمة العدالة والمجتمع.
وقد اختارت الكلية قضية “الآثار الكبرى” كنموذج تطبيقي نظراً لتعدد أبعادها القانونية، حيث تدرب الطلاب على أدوار مختلفة في العملية القضائية، من قضاة ووكلاء نيابة إلى هيئة الدفاع والشهود، من خلال سيناريو يحاكي الواقع، ويعتمد على قوانين حماية الآثار والإجراءات الجنائية.
من جانبه، أشار الأستاذ الدكتور سامي عبد الكريم إلى أن مثل هذه الأنشطة تُعد ركيزة أساسية في صقل شخصية الطالب القانوني، وتمنحه فهماً عميقاً لدور القانون في حماية المجتمع والحفاظ على مقدراته.
وقد اختتمت الفعالية بتوجيه الشكر لفريق الإشراف الأكاديمي المكوَّن من: د. خالد عبد الباسط سويلم – مدرس القانون الدولي العام، د. فوزي حتحوت – مدرس القانون العام، د. عبدالله سعده – مدرس فلسفة القانون وتاريخه
إضافة إلى أعضاء الهيئة المعاونة، لما بذلوه من جهد كبير في إعداد الطلاب وتدريبهم، مما كان له الأثر البالغ في نجاح هذه المحاكمة الصورية.