أبوالغيط.. فى كلمته أمام قمة بغداد:
سياسة إسرائيل المتهورة ستدخل المنطقة فى حلقات مواجهة لا تنتهى
محاولتها فرض السيطرة على فلسطين بأكملها وطرد سكانها.. عار على «العالم الصامت»
غياب مفهوم الدولة الوطنية فى عالمنا العربى.. سبب رئيسى للصراعات
الوضع بالسودان «جرح مفتوح».. وأهلها قادرون على تجاوز المحنة
فى يوم عبر عن إرادة عربية موحدة فى رفض العدوان الإسرائيلى وضرورة مواجهة الاحتلال انعقدت قمة بغداد بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى وعدد من القادة والزعماء العرب واصدرت بيان شامل اكد على الرفض الكامل للتهجير و أن القضية الفلسطينية هى قضية العرب الأولي.
من جانبه أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية خلال كلمته أمام قمة بغداد أمس أن الجامعة العربية لا تزال تحمل لواء العروبة كفكرة جامعة لهذا الحيز الممتد من الخليج العربى إلى المحيط الأطلسي.
مشيراً إلى أن هذه المنظمة التى لا تزال رغم التحولات الكبرى التى شهدها الإقليم والعالم تمثل الرابط المتين بين الشعوب العربية والصلة الوثقى التى نتمسك بها.
مضيفا ان استمرار هذه المنظمة الشامخة على مدى ثمانية عقود هو دليل على قوة الشعوب وعمق الوازع الذى يوحد بين الشعوب والدول الأعضاء. فالعامل الأهم الذى يجمع منطقتنا هو اللغة والثقافة والتاريخ المشترك، إنها رابطة منفتحة لا تقوم على العرق أو الإثنية بل على الإرث الحضارى الجامع لهذه الأمة والذى يشتمل على تنوع دينى وثقافى فريد وغني، لافتاً إلى أن العروبة قادرة على استيعاب هذا التنوع الذى لطالما كان سمة مميزة لمنطقتنا، وهى قادرة على تقديم نهج جامع، يناهض الاستقطاب الذى ابتليت به للأسف بعض أجزاء الجسد العربى مؤخراً.
وتقتضى هذه المناسبة وقفة مع الذات، نقوم خلالها بتقييم موضوعى لمسيرة جامعة الدول العربية دون تهويل أو تقليل مما تحقق.
وقال إن مفهوم الأمن القومى العربى الذى نتطلع إليه فى هذه المنظمة لم يتحقق بعد على النحو المأمول.
كما يتطلب التقييم نظرة موضوعية إلى وضع الدولة الوطنية العربية فبعض دولنا مهدد فى وجودها وكيانها وبعضها الآخر عرضة لاستقطابات داخلية أو اقتتال أهلى ولا يزال مفهوم الدولة الوطنية غير متجذر بعد فى جميع أرجاء عالمنا العربى ولا يزال غيابه أحد الأسباب الرئيسية للصراعات والحروب التى تمثل ثغرات خطيرة فى جدار الأمن القومى العربي.
وتابع أن الوضع فى السودان جرح مفتوح ينزف فى قلوبنا جميعاً، حيث تسببت الحرب فى أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم اليوم. وبسبب هذه الحرب، أصبح كيان الدولة ووحدة وتماسك مؤسساتها الوطنية، التى يجب الحفاظ عليها وتعزيز دورها، عرضة للخطر مشيرا الى أن هناك ثقة بقدرة أهل السودان على تجاوز هذه المحنة التاريخية، وإعادة بناء ما دمرته الحرب، بدعم عربى فى المقام الأول.
واضاف ان الوضع فى اليمن لا تزال جماعة الحوثى تصر على الاستئثار بمقدرات البلاد، الأمر الذى جر على أهلها مواجهات وأهوالاً فاقمت من معاناتهم إلى حد لا يمكن تصوره. ولن يستقيم حال هذا البلد العربى العزيز إلا عندما تدرك هذه الجماعة استحالة استمرار هذا الوضع، وتنخرط فى جهد وطنى يستعيد لحمة البلاد.
وعن الوضع فى ليبيا قال «أبوالغيط» إن الانقسام يهدد وحدة الدولة، مشيراً إلى التطورات الخطيرة التى تشهدها طرابلس وغرب ليبيا. ويتم الحيلولة دون تدهور الأوضاع، وصولاً إلى إنهاء هذه المرحلة وربما تحقيق مصالحة شاملة تمكن ليبيا من الانطلاق نحو مستقبل واعد يستحقه شعبها.
وأضاف أن الصومال لا تزال تواجه تهديدات متنوعة، مؤكداً: ندعم حكومتها المركزية فى الدفاع عن سيادة الصومال على كامل أراضيه.
وحول الوضع السورى أكد أنها تخوض مرحلة صعبة وتحدياً كبيراً لبناء سوريا الجديدة التى يشعر فيها جميع أبنائها، بغض النظر عن المذهب أو العرق، بالأمن والمساواة فى الحقوق والواجبات
أما لبنان، فيواجه البلد تحدياً تاريخياً بالتعافى وفرض سيادة الدولة وحصر السلاح بيدها، فى ظل عدوان إسرائيلى متواصل ينتهك سيادة البلاد ويخرق اتفاق وقف الأعمال العدائية مشيرا الى ضرورة ان تتمكن الدولة اللبنانية من الاضطلاع بهذه المسئولية الكبرى من أجل مستقبل أبناء هذا البلد العزيز.
وقال أبوالغيط إن فلسطين، لا يزال جرحها النازف هو الأقسى على العرب، ولا تزال قضيتها العادلة هى قضية العرب، مبيناً أن حرب الإبادة التى يشنها متطرفو اليمين الإسرائيلى فى محاولة لفرض السيطرة على فلسطين بأكملها والتخطيط لطرد سكانها خارجها عار عليهم وعلى العالم الصامت. إنه لعار أن تمارس دولة التطهير العرقى فى هذا العصر ويصمت العالم وأن يصبح القتل اليومى للنساء والأطفال والمدنيين أمراً عادياً ويمر دون رادع.
وأضاف أن سياسة إسرائيل المتهورة والعدوانية فى فلسطين «وفى سوريا ولبنان» ستدخل المنطقة بأسرها فى حلقات لا تنتهى من المواجهة لان هذه السياسة تهدف إلى تصعيد التوترات على جميع الجبهات، وتمنح إسرائيل الحق فى إشعال النيران فى كل مكان، والهدف هو التوسع تحت ذريعة الأمن، والتمدد تحت ستار إقامة المناطق العازلة. وهذه سياسة نرفضها وندينها بأشد العبارات، ونسجل خطورتها الشديدة على استقرار هذه المنطقة وأمنها.
وأكد أن قضية فلسطين منذ نشأتها، وستظل قضية شعب فلسطين وحقه العادل فى دولة مستقلة على 22 ٪ من مساحة فلسطين التاريخية قضية رئيسية لهذه الجامعة، حتى يتجسد قيام الدولة الفلسطينية على أرض الواقع.
وثمن الجهود القيمة التى تبذلها كل من مصر وقطر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وأتمنى لتلك الجهود التوفيق.. كما ثمن دور المملكة العربية السعودية على قيادتها الفاعلة للجنة العربية الإسلامية لوقف الحرب فى غزة.
رئيس العراق أمام القمة:
ضرورة العمل المشترك وتغليب المصالح الوطنية
أكد رئيس العراق عبداللطيف جمال رشيد أن قمة بغداد تنعقد فى ظل ظروف بالغة التعقيد وتحديات خطيرة تهدد منطقتنا العربية، مشدداً على حرص بلاده الراسخ على دعم الأمن والاستقرار فى الدول العربية.
قال الرئيس رشيد – فى كلمته أمام أعمال الدورة العادية الرابعة والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة فى العاصمة العراقية بغداد بحضور السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى «نرحب بكم فى بلاد الرافدين ونتشرف باحتضان أعمال القمة العربية».
أعرب الرئيس العراقى عن تقدير بلاده العميق لجهود الجامعة العربية بهذه المرحلة الحساسة، مؤكداً الالتزام بمبادئ الأمم المتحدة القائمة على احترام سيادة الدول وحسن الجوار.
مشددا على رفض بلاده لما يواجهه الشعب الفلسطينى فى غزة وباقى الأراضى الفلسطينية المحتلة من إبادة جماعية ممنهجة تهدف إلى تصفية الوجود الفلسطينى على أراضيه المُغتصَبة.
أشار إلى أن التحديات التى تهدد منطقتنا وأمن بلادنا ومصير شعبنا تلقى على عاتق القادة العرب مسئولية تاريخية.
وطالب بضرورة تسوية الخلافات بالوسائل السلمية والحوارات الثنائية المباشرة أو عبر الوسطاء، مؤكدًا رفض بلاده لسياسة الإملاءات والتدخلات الخارجية واستخدام القوة.
وأكد مؤكداً موقف بلاده لدعم حصوله على كامل حقوقه فى كافة أراضيه وترابه الوطني، رفض جميع محاولات التهجير تحت أى ظرف أو مسمي.
شدد الرئيس العراقى على أهمية الاعتماد على الحقوق السياسية والحوار الوطنى الشامل كسبيل وحيد لحل الأزمات، مؤكداً احترام خيارات الشعوب فى بناء دولها وتحقيق تطلعاتها لحياة كريمة لما يؤسس لروح الأخوة والمسئولية والحرص على وحدة الصف العربي.
أكد الرئيس العراقى أن الهدف من عقد القمة العربية عقب القمة الطارئة فى القاهرة، هو توحيد الموقف العربى تجاه التحديات المتزايدة.
كما لفت رشيد إلى ضرورة العمل المشترك مما يؤدى إلى تغليب المصالح الوطنية العليا على مصالح أخري، وسيادة لغة المنطق والحوار على لغة القوى فى تسوية الخلافات واستثمار الموقع الجغرافى المتميز والموروث التاريخى والثقافة الغنية والموارد البشرية والثروات التى صارت محط أنظار العالم بأسره.
قال الرئيس العراقى إن العرب مطالبون اليوم بتثبيت العوامل المشتركة والتغاضى عمّا يمكن أن يفرق وحدتهم والعمل على مصالح شعوب المنطقة من أجل التقدم والازدهار وتقديم الخدمات وتحقيق العدالة الاجتماعية.
الأمين العام للأمم المتحدة:
لا مبرر للعقاب الإسرائيلى الجماعى للشعب الفلسطينى
أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أنه لا شيء يبرر العقاب الجماعى الذى ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلى بحق الشعب الفلسطيني، مطالبا بضرورة تطبيق وقف إطلاق نار فورى وإطلاق سراح الأسرى بدون شروط، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
أضاف جوتيريش – فى كلمة أمام أعمال الدورة العادية الرابعة والثلاثين لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة فى العاصمة العراقية بغداد – أن الإقليم والعالم أجمع يواجه تحديات كبيرة وأزمات فى كل مكان بدايةً من قطاع غزة، معربا عن رفضه القاطع للنزوح المستمر للمدنيين، وكذلك أى تهجير قسرى للفسطينيين خارج القطاع.
فيما يتعلق بالخطط التوسعية الاستيطانية للاحتلال الإسرائيلي، شدد على أن الأمم المتحدة لن تشارك فى أى من هذه العمليات التى لا تمتثل للقانون الدولى ولا المبادئ الإنسانية، مؤكدا دعم الأمم المتحدة الكامل والمباشر لعمل منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا».
أشار إلى الأوضاع السيئة فى الضفة الغربية المحتلة، مؤكدا أن ضم الأراضى الفلسطينية وبناء المستوطنات الإسرائيلية عليها هو أمر غير قانوني، وأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد إلى تحقيق السلام المستدام وإرساء مبادئ الأمن والاستقرار.
قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، إن المجتمع الدولى يتحمل مسئوليات عظيمة فى هذه اللحظة التاريخية الحاسمة، لكن على الرغم من هذه التحديات الكبيرة، فعلينا العمل بشكل متحد وبتضامن لحل كل النزاعات وأن نصل لمستقبل مليء بالأمن والازدهار.
عن الأوضاع فى لبنان، أكد جوتيريش أن سيادة الأراضى اللبنانية وسلامتها يجب أن تُحترم، وأن تسيطر الحكومة على كل الأراضى اللبنانية، معربا عن ترحيبه بإعلان المسئولين فى بيروت التزامهم بالسيطرة على السلاح، ومضيفا أن الأمم المتحدة تشجع على الاستمرار فى جهود الإصلاح وتوفير الدعم للقوات المسلحة اللبنانية فى الجنوب.
حول الأوضاع فى سوريا، شدد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضى السورية وسيادتها واستقلالها، مؤكدا دعم الأمم المتحدة لعملية سياسية يقودها السوريون بناء على قرار الأمم المتحدة 2254 الذى ينص على حماية حقوق السوريين بغض النظر عن الدين والعرق وتضمن حمايتهم.
حذر جوتيريش من أن الهجمات التى تحدث فى البحر الأحمر تدمر الاقتصادين الإقليمى والعالمي، معربا عن ترحيبه باعلان سلطنة عمان فى السادس من مايو بأن الحوثيين سوف يتوقفون عن الأعمال العدائية، مشددا على ضرورة توقف هذا المسار العدائى وأن يكون هناك حوار يمني- يمنى يفضى إلى الاستقرار والاتفاق السلمي.
فيما يتعلق بالأوضاع فى السودان، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش ضرورة المشاركة متعددة المستويات وفى اتجاهات مختلفة من أجل مواجهة العنف، ومنع المجاعة.
أضاف جوتيريش أن مساعدة الصومال أمر مهم جدا لمكافحة حركة الشباب؛ مما سوف يعزز الأمن والاستقرار فى البلاد، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة وضعت توصية لمجلس الأمن لتمكين التمويل لبعثة الاتحاد الإفريقى لتحقيق الاستقرار فى الصومال.
عن ليبيا، أوضح أن الأمم المتحدة تتواصل دائمًا وتتفاعل مع الفاعلين الدوليين والوطنيين؛ من أجل إنهاء النزاعات والإبقاء على سيادة المؤسسات الليبية وتمكين إجراء الانتخابات الوطنية من أجل تحقيق الاستقرار بما يخدم مصالح الشعب الليبي، منوها بأن جامعة الدول العربية هى الشريك الرئيسى فى هذه الجهود.
أشاد بالتقدم العظيم الذى حققه العراق منذ استعادة سيادته وتعزيزه للمؤسسات، فضلا عن حل المشكلات والنزاعات من خلال الحوار وتوفير المساعدات الإنسانية، وكذلك تمكين حقوق الإنسان، متمنيا أن تجد جميع القضايا العالقة حلا عادلا من خلال الحوار، ومؤكدًا فى الوقت ذاته التزام الأمم المتحدة بالاستمرار فى دعم الحكومة العراقية والشعب العراقى نحو عملية سياسية آمنة ومستقرة ومستقبل مزدهر.
مفوضية الاتحاد الأفريقى:
نعلق أمالاً كبيرة على القمم العربية
ثمن رئيس مفوضية الاتحاد الافريقى محمود على يوسف جميع مبادرات الدول العربية الشقيقة الرامية إلى تسوية النزاع فى افريقيا، معرباً عن إدانته الشديدة للإبادة الجماعية التى يتعرض لها الشعب الفلسطيني.
طالب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى فى كلمته أمام القمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة فى بغداد بحضور السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى المجتمع الدولى بوقف العدوان على الشعب الفلسطينى الأعزل واسترجاع حقوقه المسلوبة فى العيش بأمن وسلام فى دولته المستقلة على حدود 67 وفقاً لقرارات الشرعية الدولية.
أشار إلى أن الاتحاد الافريقى يتابع عن كثب جميع فعاليات القمم العربية ويعلق عليها آمالاً كبيرة فى وحدة الصف العربي، خاصة فى ظل أوضاع إقليمية ودولية بالغة التعقيد تتسم بتعدد الأزمات والتحديات، مما يؤكد أهمية تعزيز التعاون والتنسيق بين القارة الافريقية والعالم العربى فى إطار رؤية إستراتيجية واضحة المعالم.
دعا رئيس مفوضية الاتحاد الافريقى الدول العربية الشقيقة إلى ضرورة الإسراع لعقد القمة العربية ـ الافريقية الخامسة التى تأجلت لعدة سنوات، حيث إن هذه القمة تمثل محطة إستراتيجية لتعزيز الحوار والتنسيق بين العالم العربى والقارة الافريقية.
شدد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقى محمود على يوسف على أهمية تعزيز التعاون الافريقى العربى لايجاد حلول ناجعة للأزمات التى تعصف بالمنطقة، مشيراً إلى أن الاتحاد الافريقى يواجه بدوره تحديات كبيرة تتعلق بأزمات شائكة فى الصومال والسودان وليبيا، وعدد من الدول الأخري.
قال يوسف «إن النظام التجارى العالمى والقانون الدولى أصبح على المحك بسبب التقلبات الجيوسياسية التى تنذر بظهور نظام عالمى جديد، فينبغى على المنطقة الافريقية والعربية أن يكون لهما فيه مكانة مرموقة».
أكد أن هذه القمة تمثل فرصة سانحة لفتح صفحة جديدة وإحداث نقلة نوعية فى مسار التعاون، بما يسهم فى تمثيل مشاريع تعزز التكامل العربى الافريقى فى مجالات مختلفة من أجل تحقيق نتائج ملموسة تتطلع إليها شعوبنا، معرباً عن أمل مفوضية الاتحاد الافريقى فى أن تكون هذه القمة فرصة لتعزيز التعاون وتوحيد المواقف برؤية عربية افريقية مشتركة.
