خطوة مهمة على طريق التطور والتقدم
لا شك ان التحول الرقمى والخدمات الالكترونية يمثلان خطوة مهمة على طريق التطور والتقدم والنهضة وقد انطلقت من تطبيقهما إلى آفاق كبيرة دول عديدة حيث نجحت فى سرعة استخدامه وتطبيقه فى كافة وزاراتها ومصالحها وهيئاتها الحكومية وغير الحكومية واستطاعت أيضا من من خلالهما احداث نقلة قوية كبيرة فى تخفيف الأعباء والمعاناة عن كاهل المواطنين وتقديم الخدمات والحصول عليها بكل سهولة وبساطة ويسر وهو فى مكانه سواء فى المنزل أو فى الشارع أو العمل دون معاناة أو ضغوط أو احداث تكدس أو زحام فى الشوارع أو المصلحة أو الهيئة.
فالتحول الرقمى والخدمات الالكترونية أصبحت لغة العصر الحديث نجحت الدول المتقدمة فى تطبيقه واستخدامه مبكراً وتسعى غالبية الدول النامية حالياً إلى تحقيقه وتطبيقه تدريجياً وبصراحة فان تطبيق نظام التحول الرقمى والخدمات الالكترونية فى مصر مازال يحتاج المزيد من التوسع والانتشار والدفع به حيث ان هناك بعض الوزارات والهيئات والمصالح والجهات لا تحرص على تطبيق واستخدام التحول الرقمى والخدمات الالكترونية فى كل فروعها وأماكنها بالمحافظات لأن القائمين عليها لم يأخذوا مأخذ الجدية فى الالزام والاصرار على التعامل بهما وتطبيقهما مما كان له أثر سلبى على نظام العمل وسرعة الانجاز فيها فمثلا التعامل بنظام الفيزا فى سداد الرسوم والمصروفات ساهم فى ضبط المنظومة المالية والحسابات فى بعض الجهات التى تطبقها واعطت تيسيرات وتسهيلات للموظفين والمواطنين فى عدم حملهم أموالاً نقدية للتعامل بها ورغم ذلك لا يزال نظام الفيزا غير مفعل.
وخلال زيارتى الأيام الماضية إلى محافظتى محافظة الشرقية بالصدفة البحتة قادتنى قدماى إلى الدخول إلى مبنى محكمة شمال الشرقية فى مدينة ههيا حيث انبهرت من التطور التحديث الذى شهدته هذه المحكمة وشعرت انا داخلها اننى دخلت مكاناً آخر وليس المحكمة من عدم وجود زحام أو تكدس من المواطنين أو المحامين واعتقدت للوهلة الأولى ان اليوم شبه إجازة وسألت ايه الحكاية لم أشاهد زحاماً أو تكدساً ياجماعة وتسود حالة من الهدوء التام وعرفت من الموظفين بالمحكمة ان السبب هو نجاح رئيس محكمة شمال الشرقية فى تطبيق نظام الخدمات الالكترونية والتحول الرقمى فى محاكم شمال الشرقية وتقديم جميع الخدمات للمواطنين بالنظام الالكترونى مما خفف من الزحام والتكدس وسألت عن نوعية هذه الخدمات وعددها وأنا لم أصدق ان كل هذه الخدمات تقدم فى الأقاليم وهى فى الأصل غير متوفرة فى القاهرة بهذا الكم ولك أن تتخيل ان حجم هذه الخدمات تشمل إجراءات عديدة منها على سبيل المثال الاستعلام عن الجلسات من خلال صفحة الفيسبوك والصفحة الرئيسية لمحكمة شمال الشرقية من خلال الارقام فى لوحة الإرشادات داخل المحكمة أيضا خدمات تقديم الشكاوى الالكترونية وتقديم أوراق التنفيذ والاستعلام عنها وأيضا الاستعلام عن المطالبات من خلال الواتساب وكذا الاستعلام عن تسديد الجلسات من خلال المكتب الأمامى وإقامة الدعاوى المدنية كلى وجزئى وصحة توقيع عن بعد من خلال منصة مصر الرقمية واستخراج شهادة بعدم حصول استئناف.
تم انشاء المكاتب الامامية للمحضرين لأول مرة والانتهاء من أزمة المحضرين للقضاء على البيروقراطية وسرعة الانجاز وأيضا القضاء على التلاعب وأصبح كل أعمال المحضرين مميكنة، فتجربة محكمة شمال الشرقية تجربة مميزة ناجحة تساهم فى تحقيق العدالة الناجزة وتعد نموذجاً فريداً فى تطبيق وتقديم الخدمات الالكترونية اتمنى ان يتم تعميمها فى جميع محاكم مصر خلال المرحلة القادمة لأنها ستساهم فى احداث طفرة وتطور فى تقديم الخدمات والتحديث والتقدم فكل التحية والتقدير لرئيس محكمة شمال الشرقية والذى لم يسبق لى معرفته على هذا الانجاز والتطور غير المسبوق ليعبر عن صورة مشرفة لقضاة مصر العظماء والشرفاء فى النجاح والعطاء وفى الجدية والاصرار على تطبيق مثل الخدمات فى زمن يسير وقياسى وجهود كبيرة.
إننى على ثقة كبيرة فى المستشار عدنان فنجرى وزير العدل فى قيامه بالتوسع فى تطبيق التحول الرقمى والخدمات الالكترونية داخل المحاكم والنيابات على مستوى الجمهورية لأن ذلك سيساهم فى احداث تطوير ونهضة كبيرة فى اداء المحاكم إلى جانب تخفيف الاعباء على المواطنين وتسهيل حصولهم على الخدمات بشكل ميسر دون اضطرارهم للذهاب إلى المحاكم أو النيابات.