بفضل الله ورعايته، وجهد أبنائها المخلصين.. اعتادت مصر أن تواجه الصعوبات، بل أكبر التحديات.. وتنتصر عليها وتتجاوزها.. لتبقى مصر الصامدة القوية مصدر الأمن والأمان.. ليس لشعبها فحسب، بل لكل شعوب الأمة العربية.
أكتب هذه الكلمات بعد أيام قليلة من انقضاء شهر رمضان الكريم وعيد الفطر المبارك.. وبعد أن احتفل المصريون بهذه الأيام المباركة والسعيدة فى أمن وأمان وبرضا نفسى تام، جعلهم يشكرون الله فى صلواتهم على أنعم كثيرة لا تعد ولا تحصي.. أهمها الستر والصحة حتى لو تفاوتت الأمور من إنسان لآخر.. ولكن يبقى الأمل دائماً قائماً يدفع الناس فى معترك الحياة، يتطلعون للارتقاء إلى الأحسن والأفضل.
وفى هذه الأيام الهادئة المطمئنة، أتذكر كيف كان الكثيرون يشعرون بالقلق والترقب قبل شهر من حلول شهر رمضان من قدرة الحكومة على أن توفر لهم فى الأسواق ما اعتادوا أن يستهلكوه من سلع أساسية كالزيت والسكر والأرز واللحوم ودواجن وغيرها.. وذلك فى ظل حالة التضخم وارتفاع الأسعار واستغلال بعض التجار– كبارهم وصغارهم– الظروف لتحقيق أعلى الأرباح فى مثل هذه المواسم التى يعتبرونها ذروة الرزق والمكسب لهم، حتى ولو كان ذلك على حساب معاناة الناس وحرمانهم من احتياجاتهم الضرورية فى هذا الشهر المرتبط بعادات وتقاليد موروثة– قد نتفق أو نختلف حولها– ولكنها واقع اقتصادى واجتماعى يفرض على الحكومة– أى حكومة– أن ترتضى به وتتعامل معه سياسياً فى المقام الأول.
لا يمكن إنكار أن الإحساس بالقلق إزاء القدرة على مواجهة كل هذه التحديات كان سائداً، لاسيما مع أجواء المضاربة والاستغلال لبعض العملة الصعبة التى نستورد بها الكثير من احتياجاتنا.. وكانت الأعين على الاحتياطى النقدى وأهمية الحفاظ عليه وعدم إهدار جزء كبير منه على هذه السلع التى كانت مكدسة فى الموانئ تنتظر «فرج» الله من أجل الإفراج عنها ودخولها إلى الأسواق، لعلها تحدث انفراجة فى الأسواق، يمكن أن تؤدى إلى هدوء نسبى فى الأسعار، يحدث تلطيفاً لنيرانها التى تكتوى بها كل الطبقات حتى القادرة منها.
>>>
جاءت بشائر الخير تتدفق على مصر فى مثل هذه الأجواء والظروف الصعبة، لتعطى الأمل للناس بأن الله يحفظ مصر وهو خير الحافظين.
فكانت صفقة رأس الحكمة التى وقعتها الحكومة مع دولة الإمارات العربية الشقيقة هى المقدمة للخروج من عنق الزجاجة الاقتصادية، ليتوالى بعدها التوقيع مع صندوق النقد الدولى والاتحاد الأوروبي، لتواصل الدولة عملية الإصلاح الاقتصادى ووقف عمليات المضاربة المشبوهة على سعر الجنيه المصري، لكى تنكسر عقدة الدولار.. ما أحدث هدوءاً واستقراراً فى الأسواق أوقف نزيف التضخم وارتفاع الأسعار على أمل أن يستجيب السادة التجار لآليات العرض والطلب الطبيعية، كما يحدث فى اقتصادات العالم ليشعر الناس بالتحسن النسبى فى أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية.. وهذا ما ينتظره الجميع، خاصة مع الرؤية الواضحة التى طرحها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى خطابه بمناسبة بدء الفترة الرئاسية الجديدة، التى تعد انطلاقة عقد جديد للمواطن المصرى فى ظل الجمهورية الجديدة التى تعتمد على العلم والوعى لبناء الإنسان الفاعل القادر على التعامل مع مقتضيات العصر وتحدياته، سواء فى الداخل أو فى الخارج.
>>>
باختصار، إن مصر المحروسة بإرادة الله، وأيضا بعطاء وجهد أبنائها قادرة على تجاوز أعتى التحديات.