ذكريات العيد لأبناء جيلى قد تختلف فى بعض التفاصيل لكن بلا جدال فإنها تتفق فى الإطار العام الذى صنع حلاوة أيامنا ونحن صغار وأمدنا بمخزون من الأحاسيس والمشاعر مازالت قادرة على صياغة مشهد يحفظ بقاءنا على قيد الحياة فى حالة من النشوة.
وقدوم العيد عند أبناء جيلى وربما أجيال سابقة ولاحقة كان يبدأ مع إذاعة التليفزيون أغنية كوكب الشرق الشهيرة «يا ليلة العيد أنستينا» فى الليلة الأخيرة من ليالى رمضان وأغنية «أهلاً بالعيد» للفنانة صفاء أبوالسعود بعد انتهاء صلاة العيد وكانت هذه الأغنية الأكثر تأثيراً فى جيلى بحكم ما بها من مشاهد طفولية حتى أننا كنا نذهب لشراء البلالين لنجسد بعضاً من مشاهدها ونحن نردد كلماتها لتكتمل فرحتنا بالعيد .
مضت السنوات ومازالت الأغنية محفورة بكلماتها ومن قبلها ذكرياتها فى وجداننا حتى كانت الطلة المميزة للجميلة صفاء أبوالسعود فى احتفالية عيد الفطر بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى كفيلة بأن تستعيد شريط الذكريات وتعيدنا إلى حالة من الفرحة طالما عشناها ونحن نستمع إلى هذه الأغنية خاصة وهى تردد عبارتها الشهيرة « سعدنا بيها بيخلها ذكرى جميلة لبعد العيد « وهى الكلمات التى كنا نسمعها « سعد نبيهة « ونتساءل من هذا الطفل المميز الذى تغنى له صفاء أغنيتها لتتعالى ضحكاتنا ونحن نستدعى مشاهد الطفولة البريئة.
باختصار كانت هذه الحالة التى عشتها مع صفاء أبو السعود وأغنيتها الخالدة التى تم إعادة تصويرها بالعاصمة الإدارية وهو ما رأيت فيه أفضل دعاية لهذا المشروع القومى من ناحية وتكريماً لهذه الفنانة العظيمة من بلدها من ناحية أخري.
ظهور صفاء أبوالسعود المميز سعدنا به كما كانت تفعل أغنيتها معنا ونحن أطفال لذا لا أجد مبرراً لهؤلاء الذين ينتقدون إعادة تصوير الأغنية وهم من كانوا سينتقدون الدولة ويتهمونها بالتقصير لو كان ظهورها على مسرح خارج مصر كما حدث مع الكثير من الرموز الفنية فى الفترة الماضية لذا لا يسعنى غير أن أقول شكراً لصفاء التى أسعدتنا وشكراً لمن أعادها للوقوف على خشبة المسرح لتغنى وتمتعنا بواحدة من أحلى الأغنيات التى تجسد فرحتنا بالعيد فأهلاً ومرحباً بصفاء وأهلاً ومرحباً بالعيد من قلب العاصمة الإدارية.