تواجه إسرائيل 48 ساعة مصيرية، إما التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى أو الذهاب إلى توسيع العملية العسكرية فى قطاع غزة، حيث تدفع الولايات المتحدة نحو صفقة جديدة شاملة تتضمن وقف الحرب وتبادل الأسرى وإعادة إعمار غزة، وذلك بعد إطلاق سراح الجندى الذى يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأمريكية عيدان ألكسندر وزيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى الخليج.
قالت صحيفة «يسرائيل هيوم»، نقلاً عن مسئولين دبلوماسيين، أمس إنَّ هناك مباحثات جادة تُجرى بين إسرائيل وعدد من الأطراف لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة، مشيرة إلى أنَّ المباحثات تتضمن وقفاً لإطلاق النار مقابل إطلاق سراح نصف المحتجزين خلال أيام قليلة.
وأضافت أن المقترح الجديد يتضمن أيضاً استئناف المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإنهاء عمليات الاحتلال والانسحاب حتى حدود القطاع، كما تضمن تسليم حماس سلاحها إلى «طرف عربي». وذكرت أنَّ المباحثات حول غزة يرعاها الرئيس الأمريكى وتهدف للتوصل إلى تفاهمات بشأن هدنة قبل ختام زيارته المنطقة.
وقالت القناة 31 الإسرائيلية، إنَّ المبعوث الأمريكى للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، عرض على رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، عدة خيارات للتقدم فى مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة وصفقة التبادل مع حركة حماس.
ونقلت القناة عن مسئول إسرائيلى وصفته بالمطلع على تفاصيل المحادثة، قوله إنَّ نتنياهو وويتكوف استعرضا عدداً من البنود ووضحا الموقف الإسرائيلي، من بينها ما يتعلق بالمساعدات، وانتشار قوات الاحتلال خلال وقف إطلاق النار، وضمانات لحماس بعدم استئناف القتال بعد إطلاق سراح المحتجزين.
وكشف مسئول الإسرائيلى إن ويتكوف يضغط بشدة على كل من إسرائيل وحماس للتوصل إلى حل وسط، وسيلتزم بهذا الضغط حتى نهاية رحلة ترامب إلى الشرق الأوسط.. وأضاف المسئول أن المفاوضات قد يسمح بتمديدها إذا ظلت جوهرية، لكنها تحتاج إلى مزيد من الوقت.
وفى حين تمسك نتنياهو باقتراح ويتكوف الصادر فى وقت سابق من هذا العام، قال المسئول الإسرائيلى إن المبعوث الأمريكى نفسه تخلى عن هذا المقترح، ويدفع بدلا من ذلك بأطر عمل تتضمن بشكل أكثر تحديدا إنهاء الحرب بشكل دائم، مع إبعاد حماس عن السلطة فى غزة.
كانت حركة حماس قد أكدت أمس أن إسرائيل تواجه جهود الوسطاء فى التفاوض بالتصعيد العسكرى فى قطاع غزة، مشيرة إلى أن نتنياهو «لا يكترث لمصير أسراه ويريد حربا بلا نهاية».
وقالت الحركة فى تصريح صحفى أمس: «فى الوقت الذى تبذل فيه الأطراف الوسيطة جهودا حثيثة لإعادة المسار التفاوضى إلى سكته الصحيحة، يقابل الاحتلال هذه المساعى بالضغط العسكرى على المدنيين الأبرياء، عبر القصف الجماعي، وفرض المزيد من المعاناة على شعبنا، فى محاولة يائسة لفرض شروطه تحت النار».
وأضافت أن إصرار الحكومة الإسرائيلية على التفاوض «دون وقف العدوان، وإرسال رسائل بعدم الاكتراث بمساعى الوسطاء، يكشف جوهر العقلية الإجرامية لهذا الكيان، التى ترى فى التهدئة مجرد أداة لشراء الوقت وإعادة استئناف الحرب».
ولفتت بأن العالم يريد أن يرى وقفا للحرب فى نهاية المطاف «فهدف العملية التفاوضية واضح وثابت، وهو وقف العدوان، وإنهاء الحرب بشكل كامل، وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة وإطلاق سراح الأسري».
جاء ذلك بينما شهد قطاع غزة يوماً عصيباً حيث استشهد 107 شهداء منذ فجر أمس بسبب القصف الإسرائيلى المتواصل على عدة مدن بعد أن شن الاحتلال سلسلة غارات وأحزمة نارية استهدفت منازل الفلسطينيين.
قالت وزارة الصحة بغزة الاستهداف الاسرائيلى الاخير رفع عدد ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية منذ السابع من أكتوبر 2023 إلى أكثر من 53 ألف شهيد ونحو 120 ألف مصاب إضافة إلى إلحاق أضرار كبيرة بالبنية التحتية والمستشفيات والمرافق.
فى الوقت نفسه، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، من تلف المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة والعالقة فى المستودعات خارج قطاع غزة، جراء إغلاق إسرائيل للمعابر ومنع دخولها منذ 2 مارس الماضي، إمعانا فى الإبادة الجماعية التى تواصل ارتكابها منذ 19 شهراً.