ارتفع سعر برميل النفط وانخفض سعر الذهب وانتعشت الاسواق هكذا كانت تداعيات الاتفاق الصينى الأمريكى يوم الاثنين الماضى الذى تم بموجبه تعليق البلدان الرسوم الجمركية بينهما ليعودونها الى ما كانت عليه بنسبة 30٪ على البضائع الصينية و10 ٪ على البضائع الأمريكية الموردة للصين.
هذا الاتفاق الذى ظهر للوجود رغم تباين ما كانت تريده الصين بان تقوم أمريكا بإزالة جميع الرسوم الجمركية التى فرضتها هذا العام إلا أن هذا المطلب لم يتوافق مع الهدف الأمريكى المتمثل فى تقليص أو إنهاء العجز التجارى.
يؤكد التاريخ ان الوصول لاتفاق مفصل قد يحتاج وقتًا طويلاً ففى 2018 اتفق الطرفان الأمريكى والصينى على تجميد النزاع بعد جولة من المفاوضات ولكن الولايات المتحدة تراجعت مما أدى الى أكثر من 18 شهرًا من المفاوضات حول الرسوم الجمركية والمحادثات قبل توقيع اتفاق المرحلة الاولى التجارى فى يناير 2020 وفى النهاية فشلت الصين فى الالتزام الوارد فى ذلك الاتفاق كما ارتفع العجز التجارى الأمريكى مع الصين خلال وباء كورونا مما مهد للحرب التجارية الحالية فارتفعت عائدات السندات لأجل الأمريكية 10 سنوات إلى أعلى مستوى فى شهر بعد الكشف عن آخر تطورات المحادثات بين الولايات المتحدة والصين.
بعد اسبوع واحد من توقيع بريطانيا وأمريكا اتفاقا لتخفيض أو إلغاء الرسوم الجمركية على السيارات والصلب والألومنيوم كان اعلان جنيف بين أمريكا والصين عن اتفاق لخفض الرسوم الجمركية المضادة فى إطار سعيهما لإنهاء حرب تجارية اربكت الاقتصاد العالمى إضافة إلى منح أكبر اقتصاديين فى العالم مهلة اضافية لمدة ثلاثة اشهر لحل خلافاتهم بموجب الاتفاق المبدئى سيتم خفض الرسوم الجمركية المفروضة على معظم الواردات الصينية لأمريكا من إجمالى 145 ٪ إلى 30 ٪ بما فى ذلك النسبة المرتبطة بالفانتانيل وذلك بحلول 14 مايو الجارى فى المقابل ستقوم الصين بخفض رسومها الجمركية على السلع الأمريكية من 125 ٪ إلى 10 ٪ وما زالت الإجراءات الأمريكية تتضمن رسوما إضافية بنسبة 20 ٪ بهدف ممارسة الضغط على بكين للحد من التجارة غير المشروعة لعقار الفنتانيل المخدر القوى.
خضع حوالى 60 شريكا تجاريًا وصفهم البيت الأبيض بانهم اسوء المخالفين للرسوم من غيرهم بما فى ذلك الصين رغم إبداء بكين القلق من تأثير الرسوم على اقتصادها لان الشركات اضطرت لتسريح عمالها مع توقف خطوط الإنتاج للسلع الموجهة لأمريكا الا ان الاجتماع سادته رغبة فى عدم الانفصال الاقتصادى والرغبة فى تجارة أكثر توازنًا من الطرفين.
فان هذه الاتفاقية فى نظر خبراء الاقتصاد تمثل تخفيفًا كبيرًا للحرب التجارية لأن الرسوم المرتفعة تمنع التجارة على المدى الطويل بين أكبر اقتصاديين فى العالم ورغم استمرار التجارة الا انها ستتم باسعار اعلى يتحملها المستهلكون والشركات الأمريكية.
بما فى ذلك نقل التكنولوجيا وهل ستزيل المخاوف من الدعم الحكومى الصينى لشركاتها والذى تقوم به واشنطن مع شركاتها وهل ستعزز الرسوم الجمركية التصنيع الأمريكى وتحمى الوظائف ام تأخذ فى الاعتبار تحذيرات الاقتصاديين من تاثيرها السلبى على النمو العالمى وارتفاع اسعار المنتجات للمستهلكين الأمريكيين.