«على هذه الارض ما يستحق الحياة»، بيت من قصيدة شهيرة وجدتها أمامى صباح أمس على شاشة قناة القاهرة الإخبارية، كانت المناسبة هى إقامة معرض للوحات الفنانين التشكيليين عن فلسطين بمناسبة ذكرى النكبة السابعة والسبعين، «من 1948 إلى 2025» محمود درويش كتب هذا البيت ضمن قصيدة عن وطنه فلسطين ليصبح واحداً من أكثر أبيات الشعر انتشارًا وتعبيرًا عن قضية شعب انتزع وطنه منه، ولا يزال المحتلون، والمستوطنون الذين سرقوا أرض وبيوت أهل البلد، يحاولون القضاء على ما تبقى من أهله وناسه فى قطاع غزة، وفى الضفة الغربية، وهو ما يقاومه ابناء فلسطين بكل الوسائل، ومنها هذا المعرض الفنى الذى افتتح منذ يومين فى مدينة «رام الله « وضم ٧٧ لوحة لعدد كبير من الفنانين الفلسطينيين وغيرهم، وافتتحه وزير الثقافة الفلسطينى الذى تحدث لبرنامج «صباح جديد»على شاشة القاهرة الاخبارية مؤكدًا ان الفن بكل أنواعه وتجلياته هو جزء من مقاومة الشعب للحفاظ على ارضه والبقاء فيها مهما زاد عنف الاحتلال وقواته، وهنا لا بد من تحية هذا البرنامج الذى لا يكتفى بنقل أخبار الحياة والناس فى كل مكان فى العالم، ولكنه يقدمها لنا من موقعها عبر شبكة مراسلين ومراسلات مجتهدين، وشقيانين، مثل ولاء السلامينى، وبشير جبر ولاما أبوشمسية وغيرهم ممن يرون ألوان القتل والتدمير يوميًا ومحاولات قوات الاحتلال الإسرائيلى لتدمير الحياة فى غزة كما نرى نحن أيضًا على الشاشات، وعن بعد، بينما يواجه هؤلاء الإعلاميون الأبطال الموت كل لحظة مع شعبهم.
فاطمة.. ونجوم مهرجان كان
وقفت چولييت بينوش، النجمة الفرنسية الكبيرة، فى افتتاح مهرجان «كان» أهم مهرجان دولى للسينما، ورئيسة لجنة التحكيم هذا العام، لتوجه تحية إلى «فاطمة حسونة» المصورة الفلسطينية، التى قتلت فى غزة قبل ساعات من ذهابها الى المهرجان تلبية لدعوة تلقتها باعتبارها بطلة فيلم وثائقى تم اختياره ضمن افلام المهرجان، ولم تكن بينوش وحدها من وجّهت التحية لفاطمة حسونة ولكن تضامن معها نحو 400 فنان عالمى فى رسالة مفتوحة تطالب بكسر الصمت حول أحداث غزة، وكانت فاطمة قد تم اغتيالها فى منتصف أبريل فور إعلان المهرجان عن الافلام المختارة فى دورته الجديدة، وأدرك المحتلون ان وجودها لن يكون فى مصلحة دولة الاحتلال وجيشها.
أضع قلبى على كفي
عين غزة، كان اللقب الذى استحقته» فاطمة حسونة» التى درست التصوير والوسائط الحديثة فى كلية العلوم التطبيقية وبدأت عملها ومن خلاله بدت قدرتها الكبيرة على تصوير ما يحدث لبلدها وشعبها، وفى توثيق القصص الإنسانية للغزاويين، وارسال صورها الى اماكن كثيرة فى العالم تملأ الأكاذيب الإعلاميّة الإسرائيلية جوانبها، كما شاركت فى معارض دولية بصور مؤثرة، ونشرت أعمالها على مواقع أوروبية وامريكية ادركت اهمية وقيمة ما تقدمه، وهنا عرف الكثيرون فاطمة، وتتبعوا صورها، ووجدت فيها المخرجة الفرنسية ذات الأصل الإيرانى» سبيدى فارس» نموذجاً مهماً للفنانة المناضلة القوية، فتتبعت مسيرتها، وقدمت فيلما عنها بعنوان «أضع قلبى على كفى وامشى» ليفوز الفيلم باختياره ضمن أفلام مهرجان كان، ولكن، مابين اختياره وسعادة فاطمة بدعوة حضور العرض، انقض جيش الاحتلال على بيتها ليقتلها ومعها عشرة من عائلتها، ولتظل كلماتها باقية تقدم لنا صورة لهذه البطلة «مبسوطة انه لسه صورى بتلف اماكن كتيرة وبتتباع « و«يمكن صورى تظل عايشة أكثر منى، وهذا اللى مخلينى مرتاحة»، رحلت فاطمة، ولكنها لن ترحل أبدا بما قدمته للعالم عن وطنها.