يالها كرة القدم بجنونها وهي تعشق أن تتلاعب بأعصاب الجماهير واللاعبين والمدربين وتغير من ملامحهم طوال عمر المباراة مابين سعيد وحزين ومن يبكي وآخر يفرح.
كل تلك المشاعر وغيرها الكثير شاهدناه أول أمس في صراع القمة علي الدوري الانجليزي الأقوى في العالم.
فريق كريستال بالاس فعل فعلته وعمق من جراح الريدز فريق ليفربول علي ملعبه وبين جماهيره في الانفيلد وخطف منه فوزا عجيباً أبعده عن سباق الصدارة في توقيت قاتل وقبل انتهاء المسابقة بأسابيع قليلة وقبلها بأيام قليلة أصيب ليفربول بصدمة عندما خسر بثلاثية نظيفة على ملعبه امام فريق أتلانتا الإيطالي ولم تكن متوقعة.
ولكي تستمر اللعبة المثيرة في التلاعب بأعصاب الجميع لم يكن أستون فيلا بأقل من كريستال بالاس عندما لدغ فريق المدفعجية الأرسال وفاز عليه ليهدئ من روع ليفربول ويحافظ علي المسافة الضيقة بين الفريقين والتي لا تتجاوز فارق الأهداف.
ويبقي في الصراع مان سيتي الذي قد يهرب موقتا بالصدارة التي لايمكن أن يتوقع أحد إلى أين ستنتهي وفي أي قلعة يستقر درع هذا الموسم وتحتفل جماهيره.
لكن الملفت للنظر ويجب أن نتعلمه يتعلق بالتشجيع الجنوني لجماهير ليفربول والارسنال حتى النهاية رغم الخسارة ولم نجد أي خروج علي النص من تلك الجماهير الواعية وأيضا الروح الطيبة التي تغلف الأجهزة الفنية وتبادل التصافح بعد اللقاء رغم مرارة الخسارة ونشوة الفائز.
المؤلم عندنا أننا نجد عكس ذلك رغم ضعف مستوى الكرة عندنا وركونها إلى الهواية بعيداً بكل المقاييس عن الإحتراف!!
والغريب في الأمر أن التفكير في إصلاح المنظومة الكروية لا يشغل بال بعض المسئولين عنها بقدر إنشغالهم بتحقيق كل المكاسب الأخرى.
وحتي سقوط الكبار على مستوى المسئولين في المواقف الصعبة يبرهن على غياب الروح الرياضية. الاحترافية في المجال الرياضي..فلا يزال ماحدث في لقاء طائرة الأهلي والزمالك للبنات وتجاهل خالد مرتجي عضو مجلس إدارة النادي الأهلي مصافحة مريم لاعبة الزمالك يلقى بظلاله على الساحة الرياضية وخلق انقساما في الوقت الذي يبذل فيه الناديان الكبيران لعودة التقارب والود بينهما!!
وهنا نقول كان من الأفضل ألا يرد خالد مرتجي السقطة التي وقعت فيها مريم من قبل ورفضت مصافحة الأيادي الممدودة لمسئولي الأهلي في سيناريو مشابه.
فالفارق كبير بين المسئول صاحب الخبرة والوعي الكبير وكذلك المسئولية وبين تهور بعض الشباب والشابات الذي كان من المفترض أن يتدخل فيه اتحاد اللعبة ويأخذ موقفا تربويا حازماً حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث!!
فنحن ليس لدينا رفاهية غياب المشاكل على كل الأصعدة لكي نرى تصفية الحسابات بكل أنواعها على الملأ في الشارع الرياضي.
كفانا مهاترات وعلى الجميع الالتزام بمهامه ومن لم يستطع فليغادر ويترك مكانه لمن يعرف القيم الرياضية الأصيلة وممارستها على أرض الواقع.
والله من وراء القصد.