على شاطئ الريفييرا الفرنسية، وبين لمعة عدسات المصورين وبريق الأزياء الراقية، ينطلق اليوم مهرجان كان السينمائي في دورته الـ78، محمّلاً بوهج النجوم الكبار وروعة القصص السينمائية من كل أنحاء العالم. وكما اعتاد عشّاق الفن السابع، يتزين المهرجان هذا العام بحضور ثقيل الوزن من نجوم هوليوود والسينما العالمية، يتقدّمهم الأسطورة روبرت دي نيرو، الذي يتسلم السعفة الذهبية الفخرية تقديرًا لمشواره الاستثنائي، بينما ينتظر الجمهور إطلالة النجم توم كروز غدًا على السجادة الحمراء مع جزء جديد من سلسلة «مهمة مستحيلة».
وتستمر الفعاليات حتي يوم 24 مايو الجاري بمشاركة أكثر من15 ألف متخصص سينمائى و 4000 فيلم ومشروع سينمائى من 140 دولة ، فهو أعرق وأهم المهرجانات السينمائية في العالم. وكما جرت العادة، يجتمع فيه نخبة من ألمع نجوم السينما العالمية، وأفلام من مختلف القارات وقصص إنسانية مؤثرة.
وسيقوم بتقديم حفل الافتتاح الممثل الكوميدي الفرنسي لوران لافيت الذي يعود بعد تقديمه آخر حفل عام 2016 وكان وقتها اداؤه جريئاً ومثيراً للجدل. لافيت يعد بحفل مليء بالذكاء والمرح، خلفًا للممثلة كاميي كوتان التي قدمت الدورة الماضية.
ويفتتح المهرجان بالفيلم الفرنسيPartir un jour الذي يُعرض خارج المسابقة الرسمية، وهو من بطولة جولييت أرمانيهوباستيانبويون. الفيلم يحكي قصة «سيسيل» التي تضطر للعودة إلى قريتها بعد أزمة صحية يصاب بها والدها، بينما كانت على وشك تحقيق حلمها بافتتاح مطعم راقٍ وأول الأسماء اللامعة والنجوم هي الممثلة الفرنسية العالمية جولييت بينوش، البالغة من العمر 60 عامًا، التي ستتسلم الشعلة من المخرجة الأمريكية جريتا جروينج لترأس لجنة تحكيم مهرجان كان 2025 بينوش التي بدأت مسيرتها مع المهرجان في عام 1985 مع فيلم Rendez-vous للمخرج أندريه تيشينيه، تعود اليوم برؤية ناضجة وخبرة واسعة، وقد عبّرت عن مشاعرها قائلة: «لم أكن أتخيل أنني سأعود بعد 40 عامًا بهذا الدور الشرفي. أشعر بامتنان عميق وأدرك أهمية التواضع والمسئولية».
ثاني الأسماء الممثل الأمريكي المخضرم روبرت دي نيرو الذي سيتسلم اليوم السعفة الذهبية عن مجمل أعماله من المهرجان الفرنسي الذي تمتد علاقته به لأكثر من نصف قرن.
وقدم دي نيرو البالغ من العمر 81 عاما خلال مشواره السينمائي أفلاما عديدة متميزة مثل «تاكسي درايفر» عام 1976 للمخرج الكبير مارتن سكورسيزي وفيلم «1900» لبرناردو بيلوتشي وتم عرض الفيلمين في المسابقة الرسمية لمهرجان كان ، وحصل فيلم سكورسيزي على السعفة الذهبية كافضل فيلم ، ومن بعدها اعتاد دي نيرو الذهاب الي الريفييرا والسير على السجادة الحمراء لمهرجانها، فكان فيلمه الثاني هو « ملك الكوميديا» عام 1983 للمخرج لممارتن سكورسيزي و» ذات مرة في امريكا» لسيرجيو ليوني 1984 وفيلم «المهمة» عام 1986 للمخرج رولاند چوفيه والذي فاز بالسعفة الذهبية، ليجعل دي نيرو اول الممثلين الذي نادرا ما ينالون سعفتين في اول مشوارهم.
ايضا تولى رئاسة لجنة التحكيم عام 2011 حينما وقع الاختيار على فيلم تيرانس مالك « شجرة الحياة « ليحصل على السعفة الذهبية كأفضل فيلم، كما عاد إلى السجادة الحمراء مع العالمي مارتين سكورسيزي وفيلم «كيلرز أوف ذي فلاورموون» عام 2023.
الجدير بالذكر ان روبرت دي نيرو يدير مهرجانه الخاص وهو مهرجان ترايبيكا السينمائي الدولي في نيويورك ، ويعتبر من اهم المهرجانات السينمائية في العالم.
وتشهد دورة هذا العام حضوراً لافتاً لألمع نجوم السينما الفرنكوفونية.
كذلك سيحضر المخرج الكبير وويس أندرسون مع فيلمه The Phoenician Scheme، بطولة حسناء السينما الأمريكية النجمة سكارليت جوهانسون، والمننظر حضورها ايضا لعرض الفيلم واشعال السجادة الحمراء بجمالها ورقتها.
ايضا سيأتي آري آستر وعودة للسجادة الحمراء بفيلم «ادنجتون» بطولة النجوم خواكين فينيكس، إيما ستون، أوستن باتلر.
ايضا ينتظر عشاق السينما حضور الممثلة الأمريكية داكوتا جونسون مع فيلمها «سبليتسفيل»، وهناك وريهانا مع A$AP Rocky ودينزل واشنطن في Highest 2 Lowest للمخرج سبايك لي.
وتشارك السينما المصرية من خلال المبادرة المصرية Egyptian Media Hub التي تشارك في مهرجان كان السينمائي الدولي ، بعد مشاركتها العام الماضي في معرضMipcom Cannes الذي أقيم في شهر أكتوبر والذي يعد من أكبر المعارض الدولية المتخصصة في تسويق المحتوى الترفيهي عالمياً ، ويتم وصفه بأنه «أم الأسواق في هذا المجال»، وشارك فيه العام الماضي مع أكثر من 2800 مشترك من أكثر من 75 دولة.
ولكن هذا العام تشارك Egyptian Media Hub بجناح خاص بها ، يقام تحت رعاية وزارة الثقافة، وبمشاركة عدد من الجهات الحكومية والشركات الخاصة من خلال 13 كيان سينمائياً وترفيهياً مصرياً مابين الإنتاج والتوزيع والكتابة والمونتاج والمؤثرات البصرية وغيرها من القطاعات السينمائية الأخرى.
وأكدت شاهيناز العقاد أن الهدف من Egyptian Media Hub هو جمع عدد من الكيانات المصرية تحت مظلة واحدة لتعزيز رؤية المحتوى المصري وانتشاره عالمياً خارج الحدود المتعارف عليها، والترويج للقصص التي تقدم المجتمع المصري من خلال الأفلام والأعمال الفنية، وأيضاً الخدمات السينمائية والتي تشمل مراحل التطوير والإنتاج والتوزيع على الساحة العالمية».
وأضافت: «صناعة السينما المصرية هي الأقدم في المنطقة والعالم، ولذلك فإن هذه المبادرة وُلدت للاحتفال بإبداع وموهبة المصريين في تقديم محتوى فني قوي وتسليط الضوء عليه، ومهمتنا هي أن تُشاهد هذه الأعمال على شاشات المنصات العالمية، وبناء شبكات علاقات متعددة، ذات تأثيرات قوية، خاصة وأن المحتوى الفني المصري مطلوب وبكثرة في المنطقة العربية، ولكننا نتطلع لما هو أبعد ، ولذلك فإنه بعد نجاح انطلاقتنا الأولى في معرض ميبكوم كان – حيث مثّلنا أكثر من ثماني شركات واكتسبنا شهرة كبيرة بين الكيانات الأخرى فإننا متحمسون لمواصلة هذه الرحلة، ولعرض أعمالنا المميزة في واحد من أهم الأسواق العالمية إن لم يكن أهمها على الإطلاق، ولإبراز ثقافتنا الجميلة للعالم».