و«الحرائق الغامضة».. ورجل «محترم».. ومخرج «غيور جداً»..!
وأكتب اليوم عن حياتنا اليومية.. عن حواراتنا وعن قضايانا بعيداً عن :أجواء السياسة وتقلباتها وأكاذيبها.. وما يتردد على سبيل المثال من أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سوف يعلن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بدولة فلسطين خلال زيارته القادمة للمنطقة.. وبعيداً أيضاً عن العالم الذى سارع بوساطة أكثر من ثلاثين دولة لإيقاف التصعيد والحرب بين الهند وباكستان خوفاً من تداعيات الحرب المقلقة ولامتلاك البلدين السلاح النووى بينما هو نفس العالم الذى شاهد وتابع فى استسلام وخنوع حرب الإبادة الدائرة ضد الشعب الفلسطينى فى غزة تجاهلها لأنها لا تعنى بالنسبة له أكثر من إبداء التعاطف والأسى لمعاناة شعب ضعيف لا يجد الطعام..!
وأعود إلى حياتنا والدولة التى أنشأت وفى غضون أوقات قياسية وبعبقرية إنشائية هائلة طريقاً جديداً موازياً لطريق السويس – القاهرة يمتد من مدينة الشروق إلى المطار والدائرى ومصر الجديدة ومدينة نصر.. طريقاً جميلاً بعدة حارات وعلى أعلى مستوى من التنفيذ والتشييد.. وجاء تجار الفوضى.. جاء تجار الموت والخراب.. جاء عدد من قائدى السيارات النقل ليلقون بمخلفات البناء فى الساعات الأولى من الصباح وبعد منتصف الليل على مطلع الخروج إلى الطريق الدائرى.. جاءوا يكررون ما يحدث على كل الطرق الجديدة.. على الطريق الأوسطى.. وعلى طريق المقطم.. وفى كل الطرق وحيث الجبناء بكل وقاحة وبكل استهتار وبكل ضمير غائب وانعدام للمسئولية يفسدون إنجازات عظيمة ويهددون حياتنا ويشوهون الطرق الرائعة التى أصبحت تزين جبين مصر.
إن هذه الجريمة يجب أن تواجه بكل الحزم، ولا عقاب يصلح معها إلا مصادرة السيارات التى تقوم بذلك.. وتكثيف حملات مراقبة هذه الطرق والإسراع فى وضع كاميرات المراقبة بها.. هؤلاء لا يصلح معهم قانون ولا أعذار.. هؤلاء يختالون أحلامنا وإنجازاتنا.
> > >
وماذا عن هذه الحرائق الغامضة التى لا تتوقف والتى ازدادت مؤخراً بشكل لم يكن معهوداً..! لا يمكن أن تكون هذه الحرائق كلها بفعل «ماس» كهربائى أو انفجار أنبوبة غاز..! هذه الحرائق تثير العديد من التساؤلات والتخمينات والشائعات أيضا.. وخاصة وأننا لا نسمع كثيراً عن نتائج التحقيقات ولا نجد ما يشير إلى إدانة أحد أو محاسبة المتسببين فيها..!! هذه الحرائق تحتاج إلى إيضاحات وتفسيرات..!
> > >
والرجل الوقور.. الرجل الذى ارتدى نظارة سوداء وكان يستقل سيارة فارهة بعدة ملايين من الجنيهات والذى يقطن أحد الأحياء الهادئة الراقية.. الرجل «المحترم» فتح زجاج سيارته وألقى بعبوة بلاستيكية فى الطريق العام.. وتبع ذلك بإلقاء عدة مناديل ورقية.. ولم يتوقف عن إفراغ «منفضة» السجائر أيضاً فى الطريق.. هذا الرجل ببساطة يمثل نوعية جديدة من الأغنياء الذين ظهروا فجأة من حيث لا يعلم أحد.. أغنياء بدون ثقافة أو جذور أو حتى «احترام»..!
> > >
وأكتب أيضاً عن مخرج «غيور جداً جداً»!! والمخرج قال فى حوار تليفزيونى إنه لا يمانع من مشاركة زوجته فى المشاهد الرومانسية فى الأفلام وأن يكون هناك من يقوم بتقبيلها أمامه مادامت القبلة فى السياق السينمائى ولا تخرج عن إطار الفن وتعبير عن الحب «لا يصح أن أطلب من ممثلة أداء مشهد قبلة وأرفض الأمر إذا كانت زوجتى ممثلة فهذا ليس عدلاً»..! ونقول إيه.. راجل عنده منطق.. قول كمان يا فيلسوف وأمتعنا «يا حمش»..!
> > >
ولا حديث ولا حوار فى كل مكان يعلو فوق الحوار الكروى الدائر حالياً بسبب ألغاز وتقلبات الدورى المصرى لكرة القدم.. فبينما كان الجميع يباركون لنادى «بيراميدز» ويستعدون للاحتفال معه ببطولة الدورى نكاية فى النادى الأهلى سيد البطولات ومحتكر الفوز بالدورى فى السنوات الأخيرة فإذا بالأمور تنقلب رأساً على عقب.. وينهزم فريق «بيراميدز» مباراتين ويفوز الأهلى بمباراتين.. ويصبح فجأة على قمة الدورى فى صراع شرس لم تشهده البطولة الكروية على هذا النحو منذ سنوات طويلة.. وتكهرب الجو وبدأت حرب الشائعات والحديث عن «تفويت» مبارياته من منافس الأهلى لخدمة بيراميدز.. والحديث عن تحالفات وضغوطات لفرض عقوبات تحرم الأهلى من عدة نقاط بسبب انسحابه فى مباراته مع الزمالك، وأحاديث أخرى عن انسحابات جديدة ولجوء للمحاكم الرياضية الدولية.. وصراع داخل الملعب وخارجه.. وأزمات كروية من نوع مختلف لا نجده إلا عندنا.. والكورة عندنا أيضاً شكل تانى.. مجنونة مثل الطماطم..!
> > >
وفى الحوار والمعركة الدائرة بين أحد رجال الأعمال «ملياردير» وإعلامى سياسى وابن رئيس سابق والذى يتعلق بتصريحات لرجل الأعمال لم تكن فى موضعها تماماً.. وأدت إلى نشوب جدال عنيف يحمل أبعاداً أخرى.. فإننا نرى أن هذه الحوارات ضارة بنا جميعاً.. هذه حوارات تستخدم ضدنا.. وتؤدى إلى انقسام فى صفوفنا.. نحن شعب واحد.. فى وطن واحد بهدف واحد هو مصر ومصلحة مصر.. وقوة مصر.. ودعونا من اصطياد الهفوات والأخطاء والتهويل والنفخ فيها.. عالجوها بهدوء وحب ودون تشكيك فى وطنية أحد.
> > >
وأخيراً:
> ولم نعد نريد تحقيق أحلامنا، بل نريد إكمال الحياة بأقل الخسائر.
> واشتقت لروحى القديمة التى كانت لا تحمل هماً ولا تبالى لأى أمر.
> ولا يلتقى الرائعون فى بداية العمر أبداً.
> ولا تكثر فى حب شىء فتكون كالمزارع الذى أحب نباته كثيراً فسقاه كثيراً فمات وهو صغيراً.