مظلة قوية
للأمن الدوائى
نجاح هيئة الدواء المصرية برئاسة الدكتور على الغمراوى فى اطلاق مشروع تتبع الدواء خطوة مهمة على الطريق الصحيح تهدف الى حماية صحة المواطنين ومكافحه الأدوية المغشوشة والمزيفة وغير المطابقه للمواصفات إلى جانب ضمان جودة الأدوية بالأسواق.
مشروع تتبع الدواء يلزم جميع الصيدليات الموجودة بالسوق فى الدخول فى المنظومة من خلال العمل على تطويرها لتتماشى مع المعايير المطلوبة وحرص الهيئة على سرعة اطلاق هذا المشروع يعكس التزام الدولة للتصدى لظاهرة الأدوية المغشوشة المضروبة وفى نفس الوقت حماية المواطنين حيث إنه سيعمل على حل العديد من المشاكل والتحديات التى تواجه صناعة الدواء من خلال تتبع الدواء ومعرفة مسار المنتج بما يضمن التحكم فى المنتج وضمان فعاليته ومنع تهريب الأدوية.
منظومة تتبع الدواء ترتكز فى المقام الأول على وضع وإصدار أكواد لكل المنتجات المصنعة من الأدوية ليتم طباعته على العبوة وأيضاً على الكرتونة حيث تتولى كاميرات خاصة قراءة الأكواد وإرساله فى نفس الوقت إلى جهة حفظ المعلومات من خلال سيرفرات بهيئة الدواء مما يتيح احتفاظ الهيئة بكامل البيانات الخاصة بتشغيله الدواء ومن ثم تكون هيئة الدواء على علم تام ولديها دراسة كاملة بكل عبوة دواء يتم إنتاجها فى مصر وهو ما يمكن الهيئة من إحكام قبضتها وسيطرتها على عصابات غش الدواء وتحقيق مظلة قوية للأمن الدوائى مما سيساهم فى نشر الثقة والطمأنينة فى نفوس المرضى وعائلاتهم وأيضاً فى الدواء المصري.
فالجهود الكببرة التى تبذلها هيئة الدواء المصرية ناجحة ومتواصلة حيث حصلت مؤخراً على شهادة النضج من المستوى الثالث ام ال اس للأدوية واللقاحات ضمن تطبيق منظومة الصحة العالمية للهيئات التنظيمية الوطنية وهذا يمثل إنجازاً ونجاحاً كبيراً حقيقياًَ لهيئة الدواء ويعزز من سمعة الدواء المصرى ويزيد من حجم الصادرات والاستثمارات فى هذا القطاع الحى والمهم والحقيقة ان هيئة الدواء أحدث طفرة على مدار السنوات الأخيرة فى إنتاج ما يزيد على 130 مادة فعالة من الخامات كانت تتجاوز فاتورة استيرادها ما يزيد على 700 مليون دولار على الأقل وهى تشمل العديد من المستحضرات التى تعالج أمراضاً عدة خاصة الأمراض المزمنة كما ان القرارات الجريئة التى اتخذها رئيس هيئة الدواء لضبط منظومة تداول الأدوية والمكملات الغذائية العديدة آثار إيجابية فعالة على حماية صحة المواطنين والحفاظ على مستوى الجودة والتى كان آخرها حظر تخزين أى مكملات غذائية بمخازن الأدوية إلا بعد موافقة الهيئة القومية لسلامة الغذاء وفقاً للشروط التى تحددها وبكل فخر نؤكد أن مصر بها صناعة دواء متقدمة منذ سنوات طويلة وبها قلاع صناعية من الشركات والمصانع يصل عددها إلى أكثر من 170 مصنعاً للأدوية و120 مصنعاً لمستحضرات التجميل و116 مصنعاً للمستلزمات الطبية وأربعة مصانع فى إنتاج المواد الخام والمستحضرات الحيوية وقد بلغت صادرات مصر من الأدوية أكثر من مليار ونصف المليار دولار ومع هذا كله فإن صناعة الدواء فى مصر تواجه تحديات كبيرة بسبب نقص المواد الخام والتى يتم استيرادها من الخارج بالعملة الصعبة حيث إنها تمثل العنصر الرئيسى فى عمليات إنتاج الأدوية.
إننى على ثقة كبيرة فى أن تحقق صناعة الدواء طفرة ونهضة وتحولاً غير مسبوق خلال السنوات القادمة خاصة بعد ان حظيت باهتمام كبير من جانب الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى حرص على ان تكون ضمن أولوياته وعمل على توطينها ودعمها وساندها من خلال التوسع فى إنشاء مصانع كبيرة وضخمة للخامات ومستلزمات الإنتاج والتى كان يتم استيرادها من الخارج وهو ما ساهم فى توفير العديد من أصناف الأدوية ويبعث على الأمل والتفاؤل بأن غداً سيكون أفضل وسنتمكن من القضاء على نقص الأدوية وتوفيرها بالكامل قريباً إنشاء الله.