تجدهم فى كل شارع وحارة بملابسهم الرثة ووجوههم العابسة وأجسادهم النحيلة المترنحة وتصرفاتهم العبثية وكأنهم يتعاطون مواد مخدرة.. تجدهم يتجولون بأجولتهم المنبعجة القذرة التى يجرونها أو يحملونها فوق أكتافهم.. تجدهم وهم يتشاجرون مع منافسيهم على الأرصفة التى احتلوها واعتبروها مملوكة لهم.. فى انتظار عربات لحمل ما جمعوه طيلة اليوم فى أجولة ضخمة تفوح منها روائح كريهة وتغزوها الحشرات والفئران تمهيداً لفرزها وتصنيفها حسب النوع.. أنهم النباشون الذين غزوا الشوارع وباتوا مصدر قلق وإزعاج للسكان.. وتلويث للبيئة بسبب المخلفات التى تتساقط من تلك الأجولة.
حيث صاروا يتصدرون المشهد اليومى فى أماكن كثيرة حتى الراقية ومصدر صداع لجامعى القمامة بكل حى لأنهم المسئولون عن تنظيف الشوارع وجمع القمامة ووضعها فى صناديق الحى تمهيداً لوصول لسيارات الحى لنقلها إلى الأماكن المخصصة لذلك خارج الكتل السكنية حفاظاً على صحة المواطنين ومراعاة للمظهر الحضارى وللسلوك العام..
الحقيقة كثرة تواجد وانتشار هؤلاء النباشين والدخلاء على مهنة النظافة فجر أزمة مع المعنيين بهذا الأمر لمهنة كانت مقتصرة فقط على الزبالين المعتمدين مما دفعهم إلى دق ناقوس الخطر ليس لأن النباشين يزاحمونهم فى عملهم بشكل عشوائى وضار بالبيئة وينافسونهم فيما تضمه من كنوز المخلفات الصلبة لأنها تحولت لمصدر دخل بديل يحقق أرباحاً طائلة من جمعها خاصة جمع «الكانز» وزجاجات المياه المعدنية والخردة، حيث وصل سعر طن الكانز إلى ٠٠١ ألف جنيه والزجاجات إلى ٧١ ألفا للطن الواحد.
الغريب أن النباشين يركزون على المواد الصلبة ويتركون الفضلات العضوية غير القابلة للتدوير فى مكانها مما يعيق عمل الزبالين أو عمال النظافة ويكبدونهم خسائر كبيرة فى تكلفة النقل والعمالة وهو ما جعل مسئولاً باللجنة النقابية للعاملين بهيئة النظافة والتجميل يحذر من انتشار النباشين وتحولهم لظاهرة مزعجة خاصة فى الشوارع الرئيسية والمهمة سواء بالعاصمة أو المدن الكبيرة خاصة وأنهم يعملون فى فترات المساء بعد انتهاء عمل عمال النظافة بالمحليات.
الأهم هو أن وجود النباشين لا يمثلون أزمة مهنية فقط بل يتعدى ذلك إلى أبعاد أمنية وهذا هو مربط الفرس فأغلب هؤلاء أرباب سوابق وربما عليهم أحكام لم تنفذ عليهم، فضلاً عن تعاطيهم للمواد المخدرة وهذا يتضح من سلوكياتهم ومظهرهم العام الذى ينم عن ذلك إلا من رحم، لذا يجب مراقبة هؤلاء وتخصيص حملات أمنية مفاجئة فى أماكن تواجدهم خاصة بالشوارع الجانبية، لتحقيق الأمن والأمان للمواطن، ولأنه ربما يكون من بينهم فاقدو الوعى نتيجة التعاطى لحبوب الهلوسة أو غيرها مما قد يصدر تصرفاً غير متوقع من هؤلاء تجاه أولادنا أو حتى المارة بتلك الشوارع ليلاً.
كما يجب على رؤساء الأحياء مراقبة هؤلاء ومطاردتهم لأنهم يمثلون خطراً داهماً على المجتمع وأنهم ينافسون الزبالين المعتمدين وليس عمال النظافة فقط فى أعمالهم بالإضافة إلى ما يتركونه من مخلفات خلفهم على الأرصفة ويضيعون جهد عمال النظافة ويشوهون المنظر العام فى الوقت الذى يحرص فيه مسئولو الأحياء على القيام بأعمالهم على الوجه الأكمل المناط بهم فى نظافة الشوارع ورفع الاشغالات والمخلفات ومراقبة المخالفين للوائح فى قانون المحليات.
.. وأخيراً:
> ظاهرة النباشين.. لا يمكن السكوت عليها.. كى لا تصبح صداعاً فى رأس الحكومة وتضاف إلى ظواهر أخرى سيئة مثل احتلال الباعة الجائلين للشوارع والميادين واحتلال أرصفة المشاة، وكذلك الورش خاصة فى منطقة صقر قريش بالمعادى الجديدة والتى باتت خطراً على السكان ومصدر إزعاج وتلوث، ناهيك عن سلوكيات العمال بها وسنخصص مقالاً عن ذلك لاظهار جهود د.محسوب يكن رئيس حى البساتين الجديد الذى يجاهد بصدق وأمانة لإراحة المواطنين من هذا الازعاج بتكثيف الحملات وعمل محاضر للمخالفين.. شكراً.
> صاروخ الحوثيين فى اليمن الذى أصاب مطار بن جوريون فى تل أبيب تسبب فى ذعر الإسرائيليين.. أكد أن القبة الحديدية المزعومة فى إسرائيل فشنك.. برافو ونريد المزيد.
> رئيسة المكسيك كلوديا شينباوم ترفض عرض ترامب بارسال قوات أمريكية لمساعدتها فى مكافحة تهريب المخدرات.. تعلم لماذا.. لأن ترامب سيعايرها بذلك ويقول إن أمريكا تحمى المكسيك.
> إعلان الجيش الإسرائيلى عن مقتل جنديين لها فى انفجار نفق فى رفح الفلسطينية.. يؤكد أن رجال المقاومة فى غزة لهم بالمرصاد.
> مزحة ترامب بأنه يريد أن يكون بابا الفاتيكان.. تنم عن الغرور وحب السيطرة والشو الإعلامى.
> وزارة التنمية المحلية تحث المواطنين على إنجاز ملف التصالح فى مخالفات البناء.. برافو.
> إلغاء استمارة 9 فى قانون العمل الجديد.. أحد أهم مكتسبات العمال.
> تعديلات قانون الايجار الجديد.. هل يرضى المالك والمستأجر؟.. أتمنى..!