فى واحدة من كلاسيكيات كرة القدم العربية والافريقية تنتظرنا اليوم مباراة القمة ديربى القاهرة الاكبر والاشهر فى قارة افريقيا ومنطقة الشرق الاوسط وذلك عندما يحل الاهلى بطل الدورى الممتاز وحامل اللقب ضيفا ثقيلا على غريمه التقليدى الزمالك فى مباراة يحتضنها ستاد القاهرة الدولى الشهير، وتحديدا فى تمام السابعة من مساء اليوم، فى المباراة المؤجلة من الجولة العاشرة من عمر المسابقة.
دائما ما تشهد مباريات القطبين اثارة كروية كبيرة ومنافسة من نوع اخر حيث يقدم اللاعبون افضل المستويات الممكنة خلال الـ 90 دقيقة، وهى من المباريات التى لا تخضع ابدا للمقاييس أو الاعتبارات او المستويات، فهى تلعب خلال الـ 90 دقيقة، لها دائما تأثيرا مختلف ومردود اخر بعيدا عن مسار أى من الفريقين قبلها.
قمة من النادر حدوثها
قمة اليوم حكم عليها ان تكون من النوادر حيث انها قمة من وسط جدول الترتيب، حيث ان وضع الفريقين من اصعب الاوضاع التى مرا بها تاريخيا، ولكن هناك جزءا يبرر هذا الوضع حيث انهما لم يخوضا كل مبارياتهما فى الدوري، حيث تم تأجيل اكثر من مباراة لكل فريق بسبب المشاركة الافريقية سواء الاهلى فى دورى ابطال افريقيا الذى وصل فيه الى نصف النهائي، وكذلك الزمالك الذى تقدم بخطوات ثابتة فى كأس الكونفدرالية الافريقية ويقترب خطوة بعد خطوة نحو اللقب.
الزمالك صاحب الارض يدخل المباراة وهو فى المركز الـ 12 برصيد 18 نقطة جمعها من 12 مباراة فقط حقق الفوز فى ٥ وتعادل ٣ وخسر ٤، اى انه فقد من اصل 36 نقطة 18 نقطة، وهو ما يعنى خسارة 50٪ من نقاط المباريات التى لعبها، وهو ما يعكس الحالة السيئة للفريق محليا عكس ما يقدمه على المستوى الافريقي!!
اما الاهلى فعلى الرغم من موقعه فى الجدول الترتيب الا ان وضعه افضل، حيث يدخل مباراة اليوم وهو فى المركز الـ ٩ برصيد 21 نقطة جمعها من 10 مباريات فقط حقق الفوز فى ٦ وتعادل ٣ وخصر مباراة وحيدة كانت امام البنك الاهلى بنتيجة ٣–٤، اى انه فقد من اصل 30 نقطة ٩ نقاط، وهو ما يعنى خسارة 30٪ من نقاط المباريات التى لعبها، وهو ايضا ما يعكس الحالة السيئة للفريق محليا عكس ما يقدمه افريقيا، وان كان افضل نسبيا من وضع الغريم التقليدي.
وفى مقارنة سريعة لحالة الهجوم والدفاع للفريقين، نجد ان وضع الهجوم فى الجانبين يعتبر متوسطا نسبيا اما الدفاع فهو فى اسوأ حالاته.
الزمالك فى 12 مباراة سجل 20 هدفا فقط بمعدل 1.66 هدف فى المباراة الواحدة، وهو تقييم متوسط بل يصل لضعيف مقارنة بحجم الفريق وإمكانيات لاعبيه، اما دفاعيا فتلقت شباك القلعة البيضاء 13 هدفا بمعدل 1.08 هدف فى المباراة الواحدة وهو تقييم كارثى يعكس حجم المعاناة للدفاع الابيض هذا الموسم محليا حيث انه دائما ما تهتز شباكه فى اغلب المباريات.
اما الاهلى «الضيف هذه الليلة»، ففى 10 مباريات سجل 23 هدفا فقط بمعدل 2.3 هدف فى المباراة الواحدة، وهو تقييم ما بين المتوسط واعلى من المتوسط وبالتأكيد هنا الحال افضل من وضع المنافس، اما دفاعيا فتلقت شباك القلعة الحمراء ١١ هدفا بمعدل ١.١ هدف فى المباراة الواحدة وهو تقييم قريب للغاية من المنافس وهو ما يعجز الامكانيات الدفاعية السيئة هذا الموسم للفريق على المستوى المحلى ويعكس المردود السيئ للدفاع الذى اثر بشكل او بآخر على مسار الفريق محليا.
جوميز v.s كولر
عندما نتحدث على الجانب التكتيكى والخططى للمدربين، فإن مدرب الزمالك البرتغالى جوزيه جوميز صاحب الـ 53 عاما، يعتمد على خطة لعب متغيرة ما بين 4/4/2 و4/5/1 «اربعة اربعة اتنين، واربعة خمسة واحد» دفاعيا وبين 3/6/1 و٢/٥/٣ «ثلاثة ستة واحد، واثنين خمسة ثلاثة» هجوميا، استطاع ان يضع بصمات وان كانت قليلة الا انها مؤثرة على الفريق لقصر المدة التى تولى فيها مهنة الفارس الابيض، وكان من الواضح انه فى بداية توليه المسئولية الفنية وقع فى فخ التجربة حيث انه لم يكن يعلم المراكز التى يجيدها كل لاعب بل وظهر فى كثير من الاحيان اعتماده على رؤيته فقط دون الاستماع لمساعديه فى وضع بعض اللاعبين فى اماكن مختلفة عن المعتادة لهم، ولكنه عندما أعاد توظيف اللاعبين بالشكل الامثل ظهرت رؤيته الفنية والتكتيكية والخططية التى امتازت بشكل كبير فى الجانب الهجومى ان كانت قليلة الفاعلية بعض الشيء لعدم اعتياد اللاعبين عليها.
لكن الواضح للجميع ان الزمالك اختلفت طريقته واصبح له شكل ومضمون مختلف متميز، اعتمد بشكل كبير على اللعب الجماعى بجانب وجود بعض اللاعبين المهاريين الذين يخدمون طريقة اللعب، وهو ما انعكس فى المباريات الاخيرة للفريق سواء محليا او افريقيا، وقدم الزمالك كرة هجومية مميزة، ولكنه يحتاج فى الجانب التكتيكى والخططى التركيز بشكل اكبر على خط الدفاع ولاعبى الوسط الذين يمتازون بالشقين الدفاعى والهجومي.
وعلى الجانب الاخر، فان الجميع يعلم تماما طريقة واسلوب السويسرى مارسيل كولر 63 عاما، الذى استمر مع الاهلى لفترة طويلة حيث انه يعتمد على خطط مختلفة للعب وفقا لمجريات المباريات ما بين ٤/٤/٢ و٤/٥/١ «اربع اربع اثنين واربعة خمسة واحد» دفاعيا، وبين ٢/١/٤/٣ و ٢/٤/٤ «اثنين واحد اربعة ثلاثة واثنين أربعة اربعة» هجوميا.
حيث يعتمد بشكل كبير على الجماعية وانطلاق الاطراف، وهنا تأتى المشكلة الاكبر التى واجهت كولر طوال موسمين ونصف الموسم وهى رأس الحربة والتى يعتمد عليها كثيرا كولر الا انه فشل فى ايجاد المهاجم الصريح المتميز حتى بعد استقدامه للفرنسى انتونى موديست الذى لم يقنع احدا، ثم الدنماركى صاحب الاصول الفلسطينية وسام ابو على الذى اصيب رغم انه قدم اوراق اعتماده للجمهور.
ورغم الامتياز الكبير للهجوم الاحمر الا ان خط الدفاع يمثل مشكلة فى الفريق حاليا حيث ان المستويات المقدمة منهم اقل من المتوسط، وان كان البعض يرى ان الاصابات الكثيرة فى خط الدفاع هى السبب الاكبر الا انه من الواضح ان الاسلوب التكتيكى الذى يعتمده السويسرى فى انطلاق الاطراف وتحديدا الظهيرين الايمن والايسر سواء محمد هانى او التونسى على معلول تسبب فى حدوث فراغ دفاعي، كما ان التغطية بلاعب ارتكاز واحد وهو فى الاغلب مروان عطية من خط الوسط يؤدى الى هجوم قوى على الاهلى ويتسبب فى العديد من الاهداف.
لذلك، فان الرؤية التكتيكية والخططية لكولر التى تعتمد بشكل كبير على الدفاع دائما ما تعطى الفريق النجاح على المستوى الهجومى ولكنها تؤثر بشكل سلبى وكبير على المستوى الدفاعى للفريق.
الغيابات تضرب القطبين
كل مدرب يمتلك العديد من النجوم ولديه الكثير من الاوراق الرابحة الا ان هناك غيابات كبيرة ومؤثرة فى كل جانب، حيث يفتقد الفارس الابيض كلا من، يوسف اوباما ومحمد صبحى وابراهيما نداى ومحمود علاء، فيما لم يحسم امر الثنائى مصطفى شلبى ومحمود عبد الرازق شيكابالا.
اما الاهلى فيفتقد للإصابة كلا من، محمد الشناوى وامام عاشور وكريم نيدفيد وياسر ابراهيم والمالى أليو ديانج وحسين الشحات وهؤلاء مؤكد غيابهم، فيما لم يحسم امر الثلاثى الجنوب افريقى بيرسى تاو ومعلول ومروان عطية.