مع تصاعد الاحداث بدأ العالم ينظر إلى الأمر من منظور اقتصادى مهم وهو أن تصعيد الحرب المباشرة بين إيران وإسرائيل من السرية إلى العلنية سيلقى بظلاله على مضيق «هرمز» الذى يمر منه نحو 24 ٪ من نفط العالم تقريباً واصبح الان فى مرمى الخطر خاصة ان أول رد فعل إيرانى أمس كان احتجاز سفينة إسرائيلية فى منطقة المضيق.
الأمر الذى جعل التحرك الصينى أحد كبار مستوردى النفط من المنطقة مع اليابان سريعاً لتأمين أهم ممر للنفط فى العالم.. لكى لا تعود إلى الذاكرة سيرة حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران عندما تم ضرب آبار النفط فى مياه الخليج ومنها بئر نيروز والتى سميت بـ «الغول الأسود» نتيجة لحجم تسريبات النفط وتأثيرها الكبير على الثروة المائية فى ذلك الوقت من الثمانينيات فى القرن الماضي.. الخطر فى الوضع الأخير هو تصعيد الحرب الحالية فى غزة بحرب موازية على صعيد عالمى بين إيران وإسرائيل وقد تشعل الشرق الأوسط وتؤثر على اقتصادات العالم خاصة فى النفط والغاز.. وسط تعهد أمريكى بحسب تصريحات يواف غالانت وزير الدفاع ليلة أمس السبت ان إسرائيل وأمريكا يقفان معاً «جنباً إلى جنب» .
رجال الاقتصاد يؤكدون ان اسعار النفط فى حال «الرد الإيراني» ستشهد اضطراباً كبيراً فى الأسواق.. كذلك سترفع شركات التأمين من بورصة اسعارها فى حال وقوع الضربة – التى قد تكون سريعة – مهما كانت مدتها وهذا عبء جديد على ناقلات النفط وشركات الشحن العابرة فى مضيق الذهب الأسود «هرمز» وخاصة فى ظل التوتر الحادث فى مضيق باب المندب على البحر الأحمر لكن يظل مضيق هرمز هو الشريان الأساسى لمنطقة آسيا كلها واليابان والصين والمحيط الهادي.
الرهان الأمريكى الآن قائم على نجاح الاتصالات السريعة لوزير خارجيتها أنتونى بلينكن مع نظرائه فى المنطقة وانها يمكن ان تسهم فى تأجيل الرد الإيرانى أو تمنعها من الرد.
الأجواء التى شهدها وعاشها العالم فى الليلتين الماضيتين تشير فعلياً إلى احتمالات تصاعد الصراع فى المنطقة بما يعيد إلى الاذهان أجواء حروب سابقة فى المنطقة.. والحركة فى مضيق هرمز أمس كانت هى الاكثر اثارة للقلق العالمى ولا أحد يعرف مدى التداعيات على سوق الطاقة والنفط.
كثيرون يتوقعون ان تصعيد الحرب سيؤدى إلى عواقب كارثية فى المنطقة خاصة على سوق النفط ومضيق هرمز ولذلك تتسارع محاولات التهدئة لانقاذ العالم من أزمة جديدة