- مصر تفتح نافذة أمل: 12 بديلًا صحيًا وآمنًا للبلاستيك في الطريق
- البحث العلمي في المواجهة: ابتكارات لإعادة التدوير وبلاستيك آمن
- فلنعد إلى الطبيعة.. الكرتون والقماش بديلًا للبلاستيك: دعوة للحفاظ على كوكبنا وصحتنا
- معًا للمكافحة: حملات توعية وتنظيف للشواطئ من أجل بيئة أفضل
بات التلوث البلاستيكي خطر داهم يهدد البيئة والإنسان، فقد تحول لكابوس يؤثر على صحتنا ويحيط بنا في كل مكان، و تحت شعار “الكوكب مقابل البلاستيك” مصر شاركت العالم الاحتفال بيوم الأرض بالعام الماضي ورفعت مصر شعار “لا للبلاستيكي أحادي الاستخدام” خلال الاحتفال باليوم الوطني للبيئة أيضاً، وقد أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقريراً حول”التلوث البلاستيكي”، الذي يشكل تهديدًا متزايدًا للبيئة؛ مما يؤثر في النظم البيئية، والتنوع البيولوجي، والمناخ، وصحة الإنسان، مما يؤثر سلباً على النمو الاقتصادي المستدام، ورفاهية الإنسان.
فإذا تزايد إنتاج البلاستيك خلال العشرين عامًا المقبلة، بالإضافة إلى استمرار غياب التدابير والإجراءات الرقابية الجديدة والفعالة، فإنه من المتوقع أن يتضاعف التلوث البلاستيكي ثلاث مرات بحلول عام 2060، فضلًا عن تضاعف النفايات البلاستيكية المتسربة إلى المحيط ثلاث مرات بحلول عام 2040، وفقًا لتقديرات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عام 2023، وهو ما يستدعي تضافر الجهود لتسهيل الانتقال إلى استخدام أكثر استدامة للبلاستيك، فالتلوث البلاستيكي يعتبر أحد أكبر التحديات البيئية التي يواجهها العالم؛ ومنها مصر التي قامت بالعديد من الجهود بالتخلص الآمن.
جهود مضنية
أوضحت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة أنه في إطار توجيهات رئيس الوزراء، يتم التنسيق مع الوزراء المعنيين لتفعيل استراتيجية الحد من إستخدام الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، وتفعيل المادة رقم 27 بقانون تنظيم إدارة المخلفات ولائحته التنفيذية حول تداول الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، والمادة رقم 11 من اللائحة التنفيذية للقانون حول المسئولية الممتدة للمنتج، والذي يتم العمل على تطبيقه على الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام للوصول لمعدل استهلاك 50 كيس للفرد في العام بحلول 2030، بدلا من متوسط 565 للفرد في السنة في القاهرة الكبرى ومابين 500 – 350 كيس للفرد على مستوى الجمهورية، والتنسيق مع وزير التجارة والصناعة لصدور قرار رقم 559 بشأن إعتماد تطبيق المواصفات القياسية المصرية المعنية بأكياس التسوق البلاستيكية والبلاستيك القابل للكمر المنزلي، فقد تم إصدار مواصفة للأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام بالتنسيق مع الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة ليكون الحد الأدنى لسمك الكيس البلاستيك 55 مايكرون، و توقيع مذكرة تفاهم لإقامة مشروع لتصنيع بدائل البلاستيك من الحجر الجيري باستثمارات للمشروع بقيمة 50 مليون دولار.
كما تم توقيع وثيقة مشروع “تعزيز ممارسات الاقتصاد الدائري في سلسلة القيمة البلاستيكية أحادية الاستخدام” بدعم من الحكومة اليابانية وبتنفيذ منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO)، والتنسيق مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (JICA) للبدء في المشروع “تحسين سلسلة القيمة لإدارة المخلفات ودعم أدوات إعادة التدوير المحلية وإعادة استخدام المخلفات البلاستيكية” بمحافظة بورسعيد، إلى جانب استمرار أنشطة رفع الوعي وأعمال التنظيف للشواطئ لكل من محافظة الإسكندرية والمحميات الطبيعية بشرم الشيخ (نبق – راس محمد )، ورعاية مبادرات الحد من المخلفات البلاستيكية والتوعية بأثرها السلبي على البيئة والاقتصاد، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني، من خلال العديد من الفعاليات التي تهدف إلى المساهمة في تقليل تلوث مياه البحر.
وأكدت وزيرة البيئة أن المخلفات البحرية وخاصة البلاستيكية لها العديد من الآثار السلبية على حياة السلاحف والكائنات البحرية التي تؤثر سلبا على البيئة وقد تتحلل وتصل إلى الإنسان من خلال المأكولات البحرية ،كما تساهم هذه المخلفات التاريخية التي تراكمت في قاع البحر خلال العقود الماضية في التأثير السلبي على جودة وشفافية المياه التي تحتاجها الكائنات البحرية.
كما ترأس الدكتور على أبو سنة الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة ، الوفد المصري ممثل من وزارة البيئة و الخارجية و الصناعة و البترول للمشاركة في أعمال لجنة الخبراء للجنة التفاوضية الحكومية للتلوث من البلاستيك والذي عقد بمدينة بانكوك بتايلاند ، ضمن سلسلة اجتماعات اللجنة لوضع صك ملزم للحد من التلوث البلاستيكي، من أجل الاتفاق على موقف وطني حيال الصك الإلزامي. وذلك في ضوء إعتزام برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEA)إصدار صك قانوني مُلزم للحد من التلوث البلاستيكي.
بدائل آمنة
الدكتور مجدي علام ـ مستشار برنامج المناخ العالمي وأمين اتحاد خبراء البيئة العرب ـ أكد أن إستخدام البلاستيك أزمة دولية، ومصر والدول الإفريقية من أواخر الدول التي استخدمت البلاستيك، ولأن مادة البلاستيك رخيصة فجاءت بديلاً لكل شيء، فالبلاستيك تغول وأصبح في كل مكان حولنا، وطبقاً للإحصائيات نجد 500 طن من المخلفات في البحار من البلاستيك، والمشكلة هنا في انتشار تلك المخلفات وتأثيرها الضار على الإنسان الذي ينتقل عبر تناول الأسماك، وللأسف نجد استخدامات البلاستيك خرجت عن السيطرة، ماعدا دول الاتحاد الأوروبي التي أحدثت ثورة ضد استخدامات البلاستيك وبدأ الوعي العام يطالب بعدم اللجوء للبلاستيك والعودة مرة أخرى للكرتون وورق اللحمة، وهى الأوراق المستخلصة من الزراعات أي من الطبيعة للطبيعة بينما البلاستيك فهو من الكيمياء للطبيعة ، وهنا يحدث التلوث.
ويرى علام أن هناك نوعاً من البلاستيك وهو البلاستيك المذاب ” المتآكل” أي ذاتي التحلل ليس له أي ضرر، حيث أنه مصنع من مواد طبيعية، ويستخدم في دولة الإمارات، ومصر لديها توجه للقضاء على إستخدام البلاستيك بالتحول لمنتجات أخرى من 12 بديل، فهناك الزجاج والخشب الحبيبي من مخلفات الأشجار وقش اللأرز أي المخلفات الزراعية، وباقي القماش مثال منتجات سيوه، لافتاً إلى تفعيل القانون بتجريم إستخدام البلاستيك الذي يتسبب في العديد من الأضرار من التلوث الكيميائي، مع تكثيف التوعية لمنع إستخدام البلاستيك واللجوء للبدائل الأمنة من أقمشة ومصنعات الأخشاب.
نفايات خطرة
الدكتورة نهى سمير دنيا ـ أستاذ الهندسة البيئية وعميد كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية جامعة عين شمس سابقاً ـ أوضحت أن البلاستيك هو البوليمر تنوعا مع العديد من الخصائص والمزايا وأصبح البوليمر الوحيد الذي حل محل جميع المواد البديلة الأخرى المستخدمة من المستوى المحلي إلى مستوى الصناعة. ونظرا لاستخدامها القوي، وتتزايد كمية هائلة من النفايات البلاستيكية على مستوى ينذر بالخطر، وفي نهاية المطاف، تصل النفايات البلاستيكية إلى المحيط إلى جانب تيارات المياه وتيار الرياح، ونجد جزء من البلاستيك استقر في قاع البحر والرواسب في المحيط يبدو مثل ذلك من جزء كبير من القشرة الأرضية مثل المعادن المكونة الأخرى. كما نعثر على قطع بلاستيكية طافية فوق سطح المياه البحرية.
وأكملت دنيا أن صناعة البلاستيك تطورت بشكل كبير منذ اختراع طرق مختلفة لإنتاج البوليمرات من مصادر البتروكيماويات، حيث أن البلاستيك له فوائد كبيرة من حيث انخفاض الوزن والمتانة وانخفاض التكلفة بالنسبة لأنواع المواد الأخرى كثيرة.
ويقدر إنتاج البوليمر في جميع أنحاء العالم بنحو 260 مليون طن متري سنويا في عام 2007 لجميع البوليمرات بما في ذلك البلاستيك الحراري، والمواد اللاصقة، والطلاء، ولكن ليس الألياف الاصطناعية وهذا يشير إلى معدل نمو تاريخي يبلغ نحو 9 % في السنة، وتشكل راتنجات البلاستيك الحراري حوالي ثلثي هذا الإنتاج، وينمو استخدامها بنسبة 5 % تقريبا على الصعيد العالمي.
وأشارت إلى أنه يمكن اتباع سياسات لإعادة تدوير البلاستيك للحد من ضرره بتوفير حوافز كافية للمصنعين لتصميم المنتجات الخضراء، وتحسين ربحية سلسلة التوريد وتصميم المنتجات البيئية و إدخال المنتجات المعاد تصنيعها في السوق جنبا إلى جنب مع المنتجات الجديدة، في محاولة لإعادة استخدام المكونات التي يمكن إنقاذها من المنتجات وإعادة تدوير المكونات الأخرى من أجل الربح.
وأضاف الدكتور حمدي حسانين ـ مدير مركز التنمية المستدامة والعميد السابق لكلية الدراسات العليا و البحوث البيئية جامعة سوهاج ـ أن هناك أنواع عديدة للبلاستيك وأقربها للمستهلك هى الأرقام الموجودة أسفل العبوات من 1 حتى 7، فالبلاستيك أحادي الاستخدام “1” هو عبارة عن جميع الأغراض البلاستيكية التي تستخدم مرة واحدة قبل إلقائها أو إعادة تدويرها.
هذه الأغراض تشمل أشياء مثل الأكياس البلاستيكية والقش وعبوات المياه ومعظم أغلفة المواد الغذائية ، ولا يمكن تستخدم مرة أخرى حيث أن هناك جزيئات منها” الميكروبلاستيك ” تذوب في المياه والعصائر والمواد التي تحفظ بداخلها مرة أخرى ، وكذلك أطباق الفووم ، وتم اكتشاف المواد الكيميائية الضارة في البلاستيك في مختلف القطاعات و المنتجات، مثل ألعاب الأطفال، والتغليف (بما في ذلك المواد الملامسة للأغذية)، والمعدات الكهربائية، والإلكترونية، والمركبات، والمنسوجات الاصطناعية والأثاث، ومواد البناء، والأجهزة الطبية، ومنتجات العناية الشخصية، والمنزلية، والتغليف (بما في ذلك المواد الملامسة للأغذية)، والمعدات الكهربائية، والإلكترونية، والمركبات، والمنسوجات الاصطناعية والأثاث، ومواد البناء، والأجهزة الطبية، ومنتجات العناية الشخصية، والمنزلية، والزراعة، وتربية الأحياء المائية، ومصايد الأسماك، والتي يسبب بها خلل في التنوع البيولوجي خاصة الأكياس البلاستيكية ،واختناق لها وتترسب في الأسماك وتصل للإنسان.
وتشير الدراسات إلى أن المواد الكيميائية الضارة في البلاستيك قد تؤثر سلبًا على الصحة البشرية والبيئة، ليتم تحديد أكثر من 3,200 مادة من هذه المواد ذات خصائص ضارة للصحة، وتشمل الآثار الصحية لتعرض الأشخاص للمواد الكيميائية في البلاستيك: تلف الجهاز العصبي، وانخفاض الخصوبة، وأمراض القلب، والأوعية الدموية، وخلل في وظائف الهرمونات، وسرطان الكبد والرئة.
ونوه حسانين على أنه يمكنا استخدام البلاستيك الآمن وهو رقم ” 5 ” مطالباً بتكثيف الوعي لدى المواطنين ،بتقليل إستخدام الأكياس البلاستيك والعودة لأكياس القماش متعددة الإستخدامات فهى آمنة وشن وحملات رقابية بالأسواق لمنع التلاعب في أنواع البلاستيك حرصاً على سلامة البيئة والإنسان.
الصوامع البلاستيكية
الدكتور محمد الخولي ـ الباحث الرئيسي لمبادرة تنفيذ صوامع أفقية لتخزين القمح والأجولة البلاستيكية الذكية وأستاذ بمعهد البحوث الزراعية بوزارة الزراعة ـ أفاد أن هناك بلاستيك آمن يمكن استخدامه وهذا ما تم في إحداث ثورة في تكنولوجيا الصوامع البلاستيكية الأفقية والأجولة الذكية لتخزين المحاصيل الزراعية ، فقد قامت أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا بإيجاد طرق حديثة ومبتكرة لتخزين القمح ، وقد قامت البحث العلمي بطرح مبادرة لتنفيذ صوامع أفقية لتخزين القمح وأنواع جديدة ومبتكرة من الأجولة البلاستيكية الذكية طبقا لما هو معمول به في العديد من بلدان العالم . وقام معهد بحوث الهندسة الزراعية بالخطوات التنفيذية للمشروع من خلال فريق من الباحثين بالمعهد ، وتعتمد تكنولوجيا التخزين في الصوامع الأفقية على استخدام أنفاق بلاستيكية فوق الأرض سعة 200 طن للصومعة الواحدة تصنع باستخدام نوعية معينة من البلاستيك المعامل يمكنه التحكم في البيئة التخزينية للحبوب أو بمعنى آخر التحكم في نسب الغازات الموجودة داخل العبوة خاصة غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن تنفس الحبوب والذي يعمل كمادة حافظة تعمل بدورها على توفير الظروف الملائمة لبقاء الحبوب المخزنة دون فساد خلال فترة التخزين نتيجة وقف النموات الحشرية دون الحاجة إلى إستخدام غاز الفوسفين السام لمقاومة الحشرات والممنوع تداوله كما أن مكونات المادة البلاستيكية المبتكرة والمستخدمة في تصنيع الصوامع والأجولة الذكية تعمل على العزل الكامل للرطوبة والضوء مع منع ترفع درجة حرارة الحبوب المخزنة نتيجة وجود مادة مضادة لاختراق الأشعة الفوق بنفسجية لسطح الأجولة.
معالجات ومردود اقتصادي
الدكتورة جيهان عطا ـ خبير في الإعلام البيئي ومؤسس مبادرة الفرز المنزلي بعزبة النخل ـ قالت إنه من خلال المبادرة يتم الفرز من المنبع حيث فصل المواد العضوية عن المخلفات الصلبة ومنها البلاستيك، فهو ضار جداً بالبيئة خاصة على الحياة البحرية ويتم تحويلها مباشرة لإعادة تدويره وبالتالي لم يتم تلوثه لأخذه من المنبع مباشرة وتقليل الفاقد أيضاً وهذا تخلص آمن من خلال المعالجات الحديثة وله مردود اقتصادي.
الأضـرار
وعن تأثير البلاستيك على صحة الإنسان ينصح الدكتور سمير الضو ـ استشاري الباطنة العامة، بعدم تناول أطعمة أو مشروبات داخل أوعية بلاستيكية، ماعدا البلاستيك ذو الجودة الفائقة وللأسف غير متوفر في مصر لما يسببه من أضرار بالغة الخطورة قد تصل للسرطان خاصة من لهم استعداد وراثي لنمو الخلايا السرطانية.
وأشار الضو إلى أنه على المدى القريب تسبب حساسية الصدر، وتؤثر على الجهاز العصبي لدى الأطفال وتقلل من مدى استيعابهم ومعدلات ذكائهم وتؤثر على القلب.
كما يمكننا تناول الأطعمة في أطباق آمنة مثل الإستالنس ستيل والصيني وغيرها، وفي حالة حفظ الأطعمة للتخزين بالفريزر في أوعية بلاستيكية، فيمكنا ذلك على أن تكون غير ساخنة ولمدة لا تتعدى 3 أشهر.
