نبدأ من اليوم أسبوعاً يحمل أجندة إقليمية وعالمية حافلة بالأحداث المثيرة والمؤثرة، يمكن رصدها على النحو التالي:
> اليوم 8 مايو، من المفترض أن يشهد البحر الأحمر بداية حالة من الهدوء تمهيداً لعودة الملاحة إلى طبيعتها تدريجياً، وذلك فى أعقاب إعلان الرئيس ترامب أول أمس اتفاق بلاده مع الحوثيين على وقف هجماتهم على السفن فى البحر الأحمر مقابل وقف أمريكا غاراتها الحربية على مواقعهم فى اليمن.
وفى مساء اليوم، يعقد مجلس الأمن الدولى اجتماعاً لبحث تدهور الأوضاع فى قطاع غزة، وضرورة نفاذ المساعدات الإنسانية لأهالى القطاع دون عوائق.
> غداً الجمعة 9 مايو، عرض عسكرى فى موسكو احتفالاً بذكرى النصر الروسى فى الحرب العالمية الثانية، وهو احتفال عالمى دعت موسكو إليه قادة وزعماء عشرين دولة، على رأسهم حليفها الإستراتيجى الأول الرئيس الصينى «شي»، ومن المتوقع أن يحاط الاحتفال بإجراءات أمنية استثنائية مشددة، حيث سبقته فى اليومين الماضيين تصريحات عنيفة بين أوكرانيا وروسيا.
فقد أعلن الرئيس الأوكرانى أن بلاده «لا تضمن سلامة ضيوف موسكو من القادة والزعماء الأجانب خلال الاحتفال» فى تهديد مبطن بإمكان استهداف حياتهم، وهو تهديد يهدف إلى تخويف هؤلاء الضيوف حتى لا يحضروا الاحتفال، ولجأت أوكرانيا إليه بعد أن فشلت حملتها الإعلامية والدبلوماسية فى إثناء القادة والزعماء الأجانب عن قبول دعوة موسكو ومقاطعة الاحتفال.
وكان رد موسكو على هذا التهديد، والذى جاء على لسان «ميدفيديف» نائب رئيس مجلس الأمن القومى الروسى هو «أن روسيا لا تضمن بقاء كييف على وجه الأرض إلى اليوم التالى للاحتفال».
> الاثنين 21 مايو، أول زيارة لإسرائيل يقوم بها وزير الدفاع الأمريكى منذ توليه منصبه فى إدارة الرئيس ترامب، وهى زيارة تسبق بيوم واحد جولة ترامب فى المنطقة والتى يزور خلالها السعودية وقطر والإمارات.. ومن المتوقع أن يحمل وزير الدفاع الأمريكى رسالة من رئيسه إلى نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل تتعلق بالخطة الإسرائيلية لاحتلال قطاع غزة.
> الثلاثاء 31 مايو إلى الخميس 51 جولة ترامب والتى حاول ـ ومازال ـ إحاطتها ببعض الإثارة، حيث أعلن فى البداية أن من المحتمل أن يضيف إليها دولة أو دولتين، إحداهما غير عربية، وأعلن من يومين أنه يحمل فى هذه الجولة اتفاقية تجارة حرة جاهزة دون أن يسمى الدولة التى من المفترض أن تكون الطرف الثانى فى هذه الاتفاقية التى تعتبر «هدية» أو مكافأة لها.
> وأخيراً، وفيما يشبه عملية التسليم والتسلم بين أسبوع ينقضي، وأسبوع جديد، يفتتح الأسبوع التالى أجندته يوم الجمعة 17 مايو الذى من المقرر أن تعقد فيه القمة العربية العادية بالعاصمة العراقية بغداد، وعلى هامشها قمة اقتصادية تنموية إضافية، على طريقة الترويج التجارى لبضاعة راكدة بما يسندها أملاً فى إغراء الزبون بالشراء، وبنظام 1X2.
ملاحظة أخري، وهى أنه بدلاً من أن يعقد العرب قمتهم قبل جولة ترامب، لمحاولة التوافق على موقف عربى واحد يواجهون به ترامب، فيما يخصهم من قضايا الحرب والسلام فى المنطقة وعلى رأسها بالطبع القضية الفلسطينية، وما ينالهم من إجراءات مضاعفة الرسوم الجمركية على صادراتهم لأمريكا وغيرها، تجئ قمتهم المنتظرة عقب نهاية الجولة.
والسبب أن موعد القمة العربية ومكانها محددان قبل أن يعلن ترامب موعد جولته، فقد ظل يردد أنها فى شهر مايو بصفة عامة، ولم يحدد تاريخاً لها إلا مؤخراً.
بالطبع لا ننكر أنه ـ غالباً ـ لا يوجد اتفاق عربى شامل على موقف موحد من أى قضية فى الوقت الحالي.. وإذا وجد مثل هذا الاتفاق، فعلى مستوى التصريحات التى لا ترجمة عملية لها على أرض الواقع، ومع ذلك نرددها كل يوم، بينما حرب الإبادة تستمر بل وتتصاعد، والتهجير قائم ومفعل بجعل الحياة على الأرض مستحيلة والمجتمع لن يتحرك قبل أن يجد تحركاً عملياً فعالاً وجماعياً من العرب أصحاب القضية، وحل الدولتين تجرى عملية تفريغه من مضمونه تدريجياً.
هل هناك أمل؟!
أثار انتباهى فى جهود الوساطة المصرية القطرية حول مشروع اتفاق الهدنة المطولة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل مقابل تبادل إطلاق المحتجزين الأجانب لدى المقاومة والأسرى الفلسطينيين لدى إسرائيل أن نتنياهو طلب إضافة شرط أساسى فى المشروع، وهو ألا تتضمن مراسم إطلاق سراح الرهائن أى مظاهر احتفالية بالسلاح من جانب المقاومة.
هذا الذى يقود دولة مدججة بأحدث الأسلحة، ومدعمة بالجيش الأمريكى وترساناته يعرف فى قرارة نفسه أنه خاسر لدرجة الخوف من مجرد ظهور عناصر المقاومة بالسلاح فى مراسم التسليم لأن هذا الظهور ينقل إلى الإسرائيليين رسالة بخسارتهم التى يحاول رئيس حكومتهم ادعاء غيرها.