منذ قديم الأزل وكلنا يعرف حزب أعداء النجاح وحزب الصيد فى الماء العكر.. أقول هذا بمناسبة مايتعرض له محمد صلاح أحسن لاعب كرة قدم فى تاريخ مصر منذ ان عرفت اللعبة كما يقول الواقع وتحدثنا به الأرقام مهما أخفق فى مباراة لم يكن مستواه فيها جيداً.
«مو صلاح» كما يتغنى به جمهور فريق ليفربول الإنجليزى العريق صنع تاريخاً ومجداً منذ ان بدأ رحلة إحترافه من قرية نجريج ببسيون غربية إلى المقاولون العرب بالقاهرة ثم فريق بازل السويسرى وبعده روما الإيطالى وتشيلسى الانجليزى وأخيراً ليفربول حتى وصل إلى أن يتم وضع حذائه الرياضى فى أكبر وأقدم متاحف إنجلترا العظمى التى لايعجبها العجب ولا الصيام فى رجب وأيضاً صناعة تمثال من البرونز له ووضعه فى أكبر ميادين مدينة ليفربول وأصبح معشوق الجماهير التى لم تنشد أغنية بإسم لاعب فى تاريخها إلا بمحمد صلاح واطلقوا عليه «The Egyption King».. وطوال هذه الرحلة حاول أكبر وأعظم فرق العالم ضمه إليها لما يتمتع به من مميزات مهارية وسرعة اولاً وصفات أخلاقية وإنسانية متفردة ثانياً.. وهناك من عرض مبالغ خيالية وهائلة غير مسبوقة فى العالم ليحصل على موافقته باللعب لهم ولكنه إختار طريقه كما رأى مصلحته وهذا حقه الأصيل.. واصبح المصرى الأصيل من أوائل ومقدمة أحسن لاعبى العالم.
وكل من يفهم كورة يعرف جيداً ان هناك فرقاً شاسعاً بين فريق ليفربول والمنتخب القومى المصرى سواء فى الإمكانيات أو طريقة اللعب أو طبيعة ومهارة اللاعبين.. لذلك تكون طريقة لعب صلاح مختلفة كلياً وجذرياً هنا عن هناك.. وما أن ظهر بمستوى أقل فى مباراة غانا سارعت أبواق الشر بالصياح والصراخ ضده وقطعته تقطيعاً بلا أدنى رحمة.. وهناك من يريد ذبحه وهناك من يريد تخليص الحسابات معه.. وهنا اعود بكم إلى أواخر الثمانينيات فيما حدث مع أسطورة الكرة المصرية الموهوب كروياً وأخلاقياً معشوق الملايين محمود الخطيب وما تعرض له من حملات ممنهجة قادها نقاد ورجال أعمال كبار بينهم أحد رؤساء التحرير حتى يعتزل الكرة لكنه أكمل حتى تقاعد بمزاجه ورغبته.
إن وجود محمد صلاح «الفرعون المصري» فى المحافل العالمية فخر عظيم لنا كمصريين كاحد أبناء هذا البلد العظيم.. وأجمل ماقيل عنه منذ يومين جاء على لسان الكابتن الكبير المحترم حلمى طولان أن محمد صلاح يوجد فى خانة واحدة مع زويل ونجيب محفوظ ومجدى يعقوب كصناع للتاريخ المصرى فى العالم.. وبالنسبة للفرعون الصغير كلاعب كرة من حقنا أن ننتقد أداءه فى الملعب ولكن ليس من حق أحد ان يذبحه بسكين باردة.. ومحمد صلاح أصبح أحد رموز مصر وقوتها الناعمة.. لذلك ممنوع الاقتراب منه أو اللمس.. وكله إلا صلاح..!!