رهام سلامة المدير التنفيذى لمرصد الأزهر:
التنظيمات الإرهابية تستغل الأزمات فى تجنيد «الذئاب المنفردة»
أكدت الدكتورة رهام سلامة، المدير التنفيذى لمرصد الأزهر، أن منتدى «اسمع واتكلم» الذى ينظمه مرصد الأزهر لمكافحة التطرف للمرة الرابعة يلامس قضايا الشباب الملحة، خاصةً فى ظل العالم الرقمى الصاخب الذى تتزاحم فيه الآراء، محذرة من استغلال التنظيمات الإرهابية مثل «داعش» و»القاعدة» انشغال العالم بالأزمات الدولية، لإعادة تجنيد العناصر عبر «الذئاب المنفردة»، مشددة ضرورة تضافر الجهود العالمية لمواجهة هذه التهديدات، مستشهدة بتقرير صدر عام 2023 كشف أن 40 ٪ من المنضمين للجماعات المتطرفة فى أفريقيا جنوب الصحراء كان الدافع الرئيسى لهم الفقر، مقابل 17 ٪ فقط للدوافع الدينية.
فيما أكد الدكتور محمد الضوينى وكيل الأزهر الشريف أهمية الملتقى فى ظل عالم مشحون باشتباكات فكرية، واستقطاب حاد، ومحاولات مستميتة لتدمير دول وشعوب باستخدام أساليب متنوعة، تستهدف الشباب، وتسعى إلى قطعهم عن عقيدتهم، وتاريخهم، وهويتهم.
مشيراً إلى أن قضية فلسطين بكل أبعادها الدينية والاجتماعية والسياسية والإنسانية يجب أن تحتل من نفوس الشباب موقعاً متميزاً، بحيث يفهم الشباب أن العدو الصهيونى لا حق له فى الأرض، ولا حق له فيما يدعيه، وإن ما يحاول هذا العدو الكاذب أن ينشره محض أكاذيب، وأن ما تعمل عليه الصهيونية من محاولة تقزيم الخلاف والصراع، وتحويله إلى خلاف بين الفلسطينيين وبين عصابة إسرائيل، وإبعادها عن إطارها الإسلامى ليكون الشباب بعيدا عن نصرة فلسطين والقدس، كل ذلك محض وهم.
فيما أوضح الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، أن الدولة المصرية تؤمن بالدور المحورى للشباب فى بناء الوطن ومواجهة التطرف، مشيراً أن الاستماع لصوت الشباب ليس ترفاً، بل أساساً لصنع سياسات تُعبر عن تطلعاتهم، مبينا فى كلمته التى ألقاها نيابة عنه مساعده للشئون الاستراتيجية والمعلومات مصطفى مجدي، أن وزارة الشباب لا تتعامل مع الشباب بمنطق «الإدارة»، بل بالإنصات الحقيقى لهم، معتبراً أن الحوار الصادق هو بداية كل إصلاح، خاصة فى ظل عالم تتصارع فيه الروايات وتُشوه الحقائق، أوضح د.صبحى دعم المبادرات التى تعزز دور الشباب فى التعبير عن القضايا الوطنية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التى وصفها بـ»قضية وعى وهوية».
فيما أعرب الوزير محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم التعاون المثمر بين خبراء الوزارة وعلماء الأزهر الشريف فى عدة مجالات وأنشطة يأتى على رأسها تطوير مناهج التربية الدينية الإسلامية لتخرج معبرة بحق عن وسطية الإسلام، ومبادئه السمحة، وقيمه الأخلاقية، ومثله العليا التى نادى بها، مؤكدا أن التسامح يعزز مبادئ التفاهم والاحترام المتبادل بين الأفراد ويشجع على قبول التنوع والاختلاف.
بينما أشار المستشار محمود فوزي، وزير الشئون النيابية والقانونية والتواصل السياسي، أن الدولة المصرية تولى أهمية كبيرة لدعم الشباب وتشجيعهم على العمل التطوعي، مشيداً بمبادرة «حياة كريمة» كنموذج بارز يعكس شغف الشباب بأعمال الخير، مؤكداً أنها أصبحت رمزاً لدعم الدولة للتطوع.
من جانبها، أوضحت السفيرة نبيلة مكرم، رئيس الأمانة الفنية للتحالف الوطنى للعمل الأهلي، أن الشخصية المصرية تتسم بالتطوع الفطري، مشددة ضرورة تدريب الكوادر الأهلية لضمان تقديم الخدمات بكرامة وفعالية واعتبرت التطوع درعاً وقائية ضد الأفكار المتطرفة.